من المقرر أن يعرض نموذج أولي لسيارة يعود تصميمها الى القرن التاسع عشر للمرة الأولى في معرض السيارات الدولي في جنيف في شهر مارس المقبل. وستعرض صانعة الورق الفنلندية يو بي ام – كايمن سيارة خشبية صديقة للبيئة صنع هيكلها من لب الشجر والخشب الرقائقي، وتعمل أيضاً بوقود مصنوع من منتجات جانبية لصناعة الورق.

ويلبي مفهوم سيارة بيوفور من يو بي ام كل المقاييس الأوروبية للتحوط من خطر الحريق، وهو يتضمن كل جوانب السيارة التقليدية. ويقول جوسوكونتنين نائب رئيس يو بي ام للأعمال الجديدة " نود أن نبرهن على أن هذه المواد تستجيب لاحتياجات صناعة السيارات".

Ad

وترى شركة الأخشاب التي تتخذ من هلسنكي مقراً لها ان الخشب سيمثل خياراً قابلاً للحياة يحل محل المكونات الفولاذية الثقيلة في السيارات. ويقول جون هيتمان وهو بروفسور مادة التاريخ في جامعة دايتون ورئيس جمعية مؤرخي السيارات "تتمثل القيود الحقيقية فقط في وضع لوحات هيكل قوية بما يكفي لتلبية متطلبات السلامة".

وتجري الشركة محادثات مع عدة شركات  لصنع السيارات بشأن تبني تقنيتها التي تستخدم الحرارة في صنع الخشب الرقائقي وألياف لب الشجر لتقوية القطع البلاستيكية في السيارة. وتتنافس هذه المواد مع مركبات اخرى مثل الفايبرغلاس– كما تقول الشركة – ويمكن أن تخفض وزن السيارة بأكثر من 15 في المئة.

وحسب جو هارمون وهو مصمم سيارة سبلنتر التي تعتمد على الخشب والتي صنعت في سنة 2008 لإظهار قدرة الخشب "كلما أصبحت الطاقة أغلى تكلفة ازداد احتمال استمرار هذا الاتجاه، ويستخدم الخشب طاقة قليلة جداً في الصنع، خاصة عند مقارنته مع الألمنيوم والفولاذ وألياف الكربون".

أخف وزناً

وبدأت شركات صنع السيارات باستخدام مواد أخف وزناً بغية تحسين الكفاءة. وسوف تصبح شاحنة شركة فورد موتورز الخفيفة اف – 150 وهي الأفضل مبيعاً في الولايات المتحدة طوال الـ32 سنة الماضية عما قريب أول انتاج عال ذو هيكل من الألمنيوم – ويجعل ذلك وزن الشاحنات أقل بحوالي 15 في المئة من النوعية الحالية – عندما تطرح موديلات سنة 2015 في صالات العرض في وقت لاحق من هذه السنة. وتستخدم شركة فولكسفاغن المزيد من الألمنيوم والفولاذ العالي القوة في سياراتها، كما أن بي ام دبليو تتحول الى هياكل مصنوعة من ألياف الكربون لتخفيف وزنها. وتخطط شركة رينو لاستعمال مواد تعتمد على النبات – من ألياف القنب في ألواح الهيكل والزخارف الى فول الصويا في بعض الوسائد – بغية استبدال ما يصل الى 10 في المئة من البلاستيك في سياراتها.

وتهدف يو بي إم الى التنويع في ميادين مثل الوقود الحيوي ومركبات ذات مصدر خشبي ومضافات كيميائية مصنوعة من تكسير اللب الى أبعاد ميكروسكوبية. وقد جهدت هذه الشركة التي تأسست في فنلندا في سبعينيات القرن الثامن عشر لمواجهة الهبوط  العالمي في الطلب من الصحف طوال ما يقارب العقد من الزمن.

وتمثل السيارات الخشبية لحظة العودة الى المستقبل بالنسبة الى صناع  السيارات. وقد صنعت أول السيارات في العالم، بما فيها ريتواغن ذات العجلتين من غوتليب ديملر في سنة 1885 من الأخشاب الى حد كبير. ولكن أحجام الإنتاج المرتفعة في العشرينيات من القرن الماضي جعلت من الخشب مادة صعبة العمل بها بسبب التنوع الطبيعي مثل العقد الخشبية.

خشب الدردار

وبمرور الوقت حولت قوة وموثوقية الفولاذ الخشب الى أشكال زينة على اللوحات الأمامية في السيارات الفاخرة. وكانت شركة صنع السيارات الرياضية البريطانية مورغان موتور استثناء نادراً – فقد استخدمت اطارات خشب الدردار في سياراتها طوال عقود من الزمن. ويقول هيتمان من جامعة دايتون "الخشب قد يكون مادة جمالية عندما يستخدم بصورة لائقة، والمواد المستخدمة تجتذب الناس لأسباب أبعد من مجرد الاهتمام البيئي".

وعلى الرغم من ذلك يواجه مطورو السيارات الخشبية عوائق كبيرة، فقد جهزت شركات صنع السيارات المعامل بآلات سمة مكلفة، اضافة الى أن مهندسيها ومصمميها خبراء في الهندسة المعدنية والإنتاج، والاستثمار الإضافي في المعدات والمعرفة من أجل طرح مواد تعتمد على النبات قد يكون أكثر مما ترغب تحمله في الوقت الراهن. ويقول بيتروبوغيا محلل النقل في شركة فروست and سوليفان الاستشارية "صناعة السيارات شديدة الحساسية ازاء التكلفة عندما يتعلق الأمر بالمكونات والمواد".

وتأمل "يو بي إم" وشريكاتها، بما فيهم جامعة متروبوليا للعلوم التطبيقية في هلسنكي في أن يغير نموذج بيوفور مفاهيم صناع السيارات. وقد تم الاختبار الأول لقيادة السيارة الخشبية وسط أمطار شهر أغسطس لتبديد القلق ازاء قدرة السيارة على معالجة الماء. وبخلاف السيارات الخشبية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي فإن السيارة نفسها لا تبدو كأنها مصنوعة من الخشب.

ويقول كونتينين إن ذلك جزء من الفكرة التي عمل على معالجتها الفنيون والمصممون – والسيارة ذات كفاءة بيئية ولكنها تبدو مثل السيارات الاخرى على الطريق.

* (بلومبرغ)