«العراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود لتتمسك بالكرسي باسم الشيعة»

• نواب كتلة «التيار الصدري» يعودون عن استقالاتهم... وخامنئي يحض مقتدى على التراجع عن قراره

Ad

بعد الزلزال السياسي الذي أحدثه إعلانه اعتزال العمل السياسي، شن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس هجوماً لاذعاً على رئيس الحكومة نوري المالكي، واصفاً إياه بـ"الديكتاتور والطاغوت"، في حين تتزايد الانتقادات للمالكي بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، والتصاعد الخطير في أعمال العنف.

وقال الصدر، الذي يملك قاعدة شعبية واسعة، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة النجف: "صارت السياسة باباً للظلم والاستهتار والتظلم والامتهان ليتربع ديكتاتور وطاغوت فيتسلط على الأموال فينهبها، وعلى الرقاب فيقصفها، وعلى المدن فيحاربها، وعلى الطوائف فيفرقها، وعلى الضمائر فيشتريها".

واعتبر الصدر، الذي أطلق أخيراً مواقف سياسية مناهضة للمالكي على خلفية سياساته في الأنبار التي كادت تثير فتنة مذهبية أن "العراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود لطالما انتظرناها لتحررنا من ديكتاتورية لتتمسك هي الأخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع".

وذكر أن حكومة المالكي "لم تعد تسمع لأي أحد حتى صوت المرجع وفتواه، وصوت الشريك وشكواه، مدعومة من الشرق والغرب بما يستغرب له كل حكيم وعاقل".

وتوجه إلى أعضاء تياره قائلاً: "إن كانت هناك بينكم أصوات شريفة سياسية أو غيرها فلتستمر، ولكن بعمل مستقل أو غير ذلك بعيداً عني وبأطر عامة".

ودعا الصدر العراقيين إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في 30 أبريل المقبل. وقال: "يجب الاشتراك في هذه الانتخابات وبصورة كبيرة لكي لا تقع الحكومة في يد غير أمينة".

وأكمل بالقول: "بالنسبة لي فأنا سأصوت وسأدلي بصوتي لكل شريف يريد خدمة الشعب وسأقف مع الجميع على مسافة واحدة".

وبينما كان المراقبون يتساءلون عن مصير نواب الصدر الـ40 في البرلمان أعلنت كتلة "الأحرار" النيابية التابعة للتيار الصدري أمس تراجعها عن قرار الاستقالة التي تقدم بها 20 نائباً من مجموع 40.

وقال النائب عن الكتلة حاكم الزاملي إن "جميع نواب كتلة الأحرار تراجعوا عن الاستقالة بعد خطاب الصدر الذي يدعم جميع العراقيين، ولا يدعم كتلة معينة"، وأضاف: "نحن اليوم حالنا حال العراقيين، وإذا كان عملنا جيداً فالسيد الصدر سيدعمه، وإذا كان سيئاً فنحن نتحمّل أعمالنا".

وعلى الأثر، قرّر وزراء ونواب تابعون للتيار الصدري، وضع استقالاتهم تحت تصرّف زعيم التيار، وأبدوا الاستعداد لتصحيح المسار ومعالجة كل الأخطاء التي نجمت عن العمل السياسي.

في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة عن إرسال المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي رسالة عاجلة للصدر يدعوه فيها للعودة إلى الحياة السياسية والاستمرار بخدمة أبناء الشعب العراقي.

(بغداد - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)