اختتمت رحلة الغوص الـ26 فعالياتها أمس بالقفال، حيث رست السفن المشاركة على شاطئ النادي البحري، وعلى متنها 200 شاب وعدد من النواخذة الذين استقبلوا بحفاوة رسمية وشعبية.

Ad

على وقع الزغاريد والاهازيج التراثية رست سفن رحلة الغوص الـ26 عصر أمس على شاطىء النادي البحري في السالمية، ايذانا بانتهاء الرحلة التراثية التي استغرقت اسبوعا وشارك فيها 200 شاب كويتي وخليجي.

قبلات الآباء والأمهات وحضور رسمي واعلامي حافل واكب قفال الرحلة، واستقبل شباب الكويت الذين خاضوا على متن ١٠ سفن غمار تاريخ الآباء والاجداد عائدين بحصيلة رمزية من صيد اللؤلؤ.

ممثلة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة التخطيط والتنمية هند الصبيح رحبت بأبناء الكويت والوفود الخليجية المشاركة في رحلة الغوص وهنأتهم بسلامة العودة وحرصت على الترحيب بالمشاركين والتقاط الصور التذكارية معهم.

وتمنت الوزيرة الصبيح في تصريح بالمناسبة استمرار الرحلة وان يتوارثها أجيال بعد اجيال، مقدمة الشكر للشباب ومسؤولي النادي، والنواخذة الذين يقدمون الكثير لنجاح الرحلة.

وتسلمت ممثلة الامير من مسؤولي الرحلة علم البلاد وحصاد الرحلة من اللؤلؤ.

بدوره، قال رئيس النادي البحري فهد الفهد: "أتقدم بالشكر لسمو أمير البلاد لرعايته رحلة الغوص"، لافتا الى أن يوم القفال السادس والعشرين مشهود بحضور هذا الجمع الغفير من الأهالي.

وذكر الفهد ان هناك مقترحا لإقامة رحلتي غوص في العام القادم إحداهما لشباب الكويت والأخرى لشباب دول الخليج.

من جهته، اكد رئيس لجنة التراث البحري في النادي البحري الكويتي علي القبندي نجاح رحلة الغوص السادسة والعشرين بوصول السفن والبحارة الشباب سالمين غانمين.

واضاف القبندي في تصريح صحافي انه تم عرض جزء من حصيلة المحار خلال العرض الذي حضره ممثل صاحب السمو وسيتم فتح بقية الحصيلة لافتاً الى ان الرحلة ضمت مشاركين من مملكة البحرين وسلطنة عمان بأعداد اكبر عن الاعوام السابقة و"نتطلع الى مشاركة بقية الاخوة من دول الخليج خلال الرحلة القادمة".

واشار الى ان حصيلة الرحلة من المحار لا بأس بها وعدد من القماشات الكبيرة وعدد من السحاتيت وهي حصيلة يومين او ثلاثة من الغوص مبيناً ان حصيلة هذا العام اقل من العام الماضي بسبب قلة المحار.

وقال انه "رغم قلة الحصيلة فان المهم بالنسبة لنا هو الكيف وليس الكم حتى لو كانت الحصيلة قماشة واحدة، المهم اننا اوصلنا المعلومة الى الشباب الذين التحقوا بهذه الرحلة الذي بلغ عددهم ٢٠٠ مشارك".

واضاف: "اننا نتطلع الى زيادة اعداد المشاركين في الرحلة المقبلة لاسيما ان هناك خمس سفن لم تشارك هذا العام بسبب قلة الدعم".

وتخلل القفال استعراض تراثي عماني كما جرت بعض الاستعراضات الفنية المحلية تعبيرا عن التراث البحري، وعمد شباب الغوص الى انجاز فلق كميات المحار التي فازوا بها، كما اقيم معرض لصور شباب الغوص وبعض أدوات الصيد القديمة.

رحلة الغوص... تاريخ محفوف بالمخاطر

امتهن أهل الكويت قديما الغوص بحثا على اللؤلؤ، في رحلة نحو مجهول البحر وقاع الخليج، من أجل الرزق، حينها تسلح الكويتي بإرادة العازم وصبر المقتدر، ما مكنه من التفوق في "أخطر المهن" لتوفير عيشه ومواجهة متطلبات حياة ذلك الزمان.

ورغم مشقة المهنة فإن ركوب البحر كان الوسيلة التي تؤمن حياة الانسان الكويتي، لانها مصدر الرزق الوحيد الذي عرفه اهل الكويت عن طريق المحصول الذي يجنونه من اللؤلؤ طوال فترة الرحلة، التي تمتد اربعة اشهر.

ومعظم أهل الكويت الاوائل ركبوا البحر وغاصوا في أعماقه يجمعون المحار، على أمل العثور على حبات اللؤلؤ بمختلف احجامه، الا ان الغاية في "دانة" او "قماشة".

وكان اللؤلؤ (الدر الذي يستخرج من داخل المحار) عصب الاقتصاد الكويتي آنذاك، اذ تختلف في الاحجام والشكل، فالكبيرة منها يسمى دانة أو حصباة أو جوهرة، والصغيرة تسمى قماشة (تلفظ القاف جيما قاهرية)، ومن أشهرها دانة عمر الياقوت وجوهرة بن مدعج.

ولم تكن رحلة الغوص، التي ينظمها النادي البحري الرياضي سنويا، تلك الرحلة العادية، بل كانت تحقيقا للرغبة السامية من سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الذي اعطى توجيهاته للنادي بتنظيم رحلة الغوص بهدف إحياء ذكرى الآباء والاجداد، وتعريف الشباب الكويتي بالمهنة الصعبة التي مارسها آباؤهم واجدادهم في ظل ظروف صعبة ووسائل بدائية.

واعرب عدد من النواخذة المشاركين في رحلة الغوص التي ينظمها النادي البحري سنويا عن الشعور بالفخر والاعتزاز بهذه المشاركة لعدة اسباب، ابرزها الرعاية السامية لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد.

بدورهم، اكد النواخذة الشباب المشاركون في الرحلة انهم واجهوا صعوبات وتحديات عديدة، خاصة في ما يتعلق بحالة الطقس الصعبة كالحرارة والرطوبة وظروف الدراسة، لان الرحلة جاءت مباشرة بعد الانتهاء من العام الدراسي، وهي الفترة التي يفترض ان يستمتعوا فيها بإجازتهم الدراسية واخذ قسط من الراحة بعد عام دراسي طويل.