حزم، رومانسية، قسوة، ودهاء، ثلاث صفات رسخها قصي خولي عن الخديوي إسماعيل في {سرايا عابدين}، ليكون المسلسل بمثابة نقطة تحول للفنان السوري الشاب الذي منحه العمل فرصة الوصول إلى الملايين، ليس لضخامة الإنتاج والتجهيزات التي استعان بها المخرج عمرو عرفة فحسب، لكن لتجسيده شخصية أثارت جدلا عندما حكمت مصر.

رغم قلة المراجع التاريخية درامياً عن الخديوي إسماعيل وعدم وجود فيديوهات له، فإن الفنان السوري الشاب قدم الشخصية بأداء أكثر من جيد، تفوّق فيه على كل الأعمال التي سبق أن قدمها، فظهر في بعض المشاهد غير مدرك لما يحيط به من مؤامرات، وفي مشاهد أخرى كرجل دولة خبيث يسعى إلى الحفاظ على السلطة مهما كان الثمن.

Ad

الخديوي المخدوع من زوجته فلك والدة أحد أبنائه، يكتشف خيانتها مع المسؤول عن حراسته، بعدما تعرض لمحاولة قتل بالسم راحت ضحيتها إحدى الجواري التي كانت ترافقه، بينما يفضل أن يعرف منها تفاصيل خيانتها ويخبرها بتفاصيل قتل حبيبها، خلال رقصهما على أنغام مقطوعة بيتوفهن الشهيرة في الاحتفال بعيد ميلاده، ليؤكد لها أنها محرمة عليه، لكنه لن يطلقها بسبب ابنه.

القوة والحزم في التعامل مع المحيطين به، جعلاه يعاقب أبناءه الأمراء الصغار لمخالفتهم قواعد القصر الحاكم في اقتحام غرفة ملابسه متخفين، لكن لم يمنعاه من أن يكون أباً حنوناً يطمئن عليهم بين الحين والآخر في غرفهم.

كذلك لم تمنعه إنسانيته من لوم كبير الخدم لعقابه أحد العاملين بأكل المنديل الملوث ببقايا الطعام دفاعاً عن حقوق الإنسان، ولم يغفل من التعامل برومانسية مع زوجاته ليعوضهن انشغاله، ويقدم لهن الهدايا خلال الاحتفال بعيد ميلاده ليظهر في أفضل صورة.