في القاهرة، الشهيرة ببلد العجائب، ربما تصادف الدراجة "فريدة"، التي اختار لها الشاب الثلاثيني محمود يحيى، هذا الاسم الخاص، مُحمَّلة باللافتات والشعارات السياسية، لتكون رفيقته للخلاص من زحام القاهرة أولاً، ومصدراً للتعبير عن آرائه السياسية، الأمر الذي يثير دهشة واستغراب الكثيرين، فور رؤيتهم اللافتة الأخيرة التي وضعها على الدراجة وتقول: "أنا مُنشكح من الاستقرار".

Ad

محمود، يعمل مدير مبيعات في إحدى الشركات، وهو لا يفارق دراجته، التي ينتقل بها من مسكنه في "حي عابدين" إلى شوارع وسط القاهرة"، منذ فبراير 2013، يقول: "فكرة اللافتة جاءتني  بعدما رأيت دراجة بخارية كتب عليها عبارة "ولا يوم من أيامك يا مبارك" -قاصداً الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك- فقررت تعليق لافتات تعبّر عن الثورة، لتوصيلي إلى عملي، وتوصيل رسالة إلى المواطن البسيط، وأولى الجمل التي علقتها على دراجتي "فريدة" كانت: "عايز حقي... مرسي سرقني" -قاصداً الرئيس السابق محمد مرسي.

 لافتات محمود، لم يكن مضمونها سياسياً دائماً، ففي الأعياد والمواسم يضع عبارات تحمل وجهة نظره في قضايا اجتماعية أيضاً، مثل التحرش الجنسي، وعبارات أخلاقية مثل: "بلدك هي بيتك حافظ على الشارع"، وأخرى مثل: "اركب عجل واوصل بسرعة"، وهو يقوم بصناعة اللافتات في غرفته الخاصة، معتمداً على مادة الألومنيوم، ويترجم عباراته أحياناً إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية.

يقول: "أثناء حكم الإخوان رفعتُ لافتة تتهم الجماعة بسرقة مصر وقتل شعبها، الأمر الذي دفع مجموعة منهم إلى الإمساك بي ذات مرة، وتشاجروا معي، لكنني استطعت التخلص منهم بسهولة، لأن المارة دافعوا عني، وفي الحقيقة أنا في انتظار الرئيس المقبل علشان ده هيكون أكتر واحد هأكتب له لافتات تلف شوارع القاهرة".