المحور المشترك بين «الدواعش» والصهاينة هو قيام كل منهما بقتل العرب والمسلمين والمسيحيين فقط، فـ«الدواعش» وامتدادهم التاريخي في الجهاد المزعوم على مدى ثلاثين سنة لم يقتلوا إسرائيليا واحداً، والصهاينة طوال وجودهم ككيان غاصب في فلسطين قتلوا وهاجموا وقصفوا لبنان وسورية والعراق وتونس، ووصل عملاؤهم القتلة من الموساد إلى العمق الإفريقي واللاتيني والأوروبي، لكنهم لم يؤذوا «داعشياً» قط!

Ad

 بينما الصواريخ الصهيونية تنهال على رؤوس الأطفال في غزة دونما أدنى شعور بالحياء والإنسانية، وبينما تحصد الآلة الحربية الإسرائيلية آلاف المدنيين المسالمين والعزل، وبينما العالم أجمع والعرب والمسلمون تحديداً يقفون موقف المتفرج على الأشلاء الممزقة أمام شاشات الفضائيات وأجهزة الآيفون، فإن هناك جريمة منظمة وخبيثة يرتكبها "الدواعش" في سورية والعراق وليبيا ونيجيريا مستغلين انشغال الدنيا في فلسطين، وقد تفوق جرائمهم المنكرة والمقززة تلك الوحشية اليهودية في الحجم، وإن تساوت معها في الحقارة والدونية.

طبيعة الجريمة الصهيونية و"الداعشية" ومنهج كل منهما والمعلومات الاستخباراتية والتحليل العلمي يوصلك بالعقل والمنطق والحس الإنساني إلى أن إسرائيل و"داعش" وجهان لعملة واحدة، عنوانها العنصرية والتطرف وهدفها العرب والمسلمون، ولربما تجنيد "داعش" لارتكاب ما نراه يومياً من فواحش الأفعال هو تبرير صريح لما تفعله الصهيونية لتتمادى يوماً بعد يوم لاستباحة ما لم تكن تقترفه من صور ونماذج الإبادة اللا محدودة، وآخرها قصف مأوى الأمم المتحدة في جباليا عن عمد وتحدّ لمشاعر الناس في الكون كله. إن ما يبثه "داعش" وباسم دولة الخلافة من صور تعليق رؤوس الناس على امتداد أسوار الحدائق العامة في الموصل، والإعدام الجماعي لمئات من الشباب باللباس المدني وهم معصوبو العيون، وإلقائهم في نهر الفرات حتى يجري لون الدم مجرى الماء، وإجبار البنات على الختان وإرغامهن على الزنى والاغتصاب باسم جهاد النكاح.

ومنع الناس من الصلاة يوم العيد، وهدم الكنائس ومقامات الأنبياء، شواهد على تعمد هذه الفئة المارقة تشويه صورة ديننا الإسلامي، وخلق الذريعة لجرائم إسرائيل حتى تتساوى نظرة العالم والمسلمين تحديداً لدينهم وشريعتهم مع الشريعة الصهيونية.

العوامل المشتركة بين فواحش "الدواعش" والإسرائيليين منطقية جداً لفهم حالة التوأمة بينهما، ومنها السكوت الأميركي خصوصاً على جرائم الطرفين، وتبعية الذيول الأوروبية للموقف الأميركي، ومنها الموقف الذي تتخذه بعض الحكومات العربية من إسرائيل و"داعش" في وقف واحد، والمحاولة المستميتة من هذه الحكومات للفصل بين الجبهة التي يوجد فيها الكيان الإسرائيلي وتلك التي يقاتل فيها "الدواعش"، وعدم السماح للجمع بين الجبهتين سياسياً وعسكرياً.

المحور المشترك الآخر بين "الدواعش" والصهاينة هو قيام كل منهما بقتل العرب والمسلمين والمسيحيين فقط، فـ"الدواعش" وامتدادهم التاريخي في الجهاد المزعوم على مدى ثلاثين سنة لم يقتلوا إسرائيليا واحداً، والصهاينة طوال وجودهم ككيان غاصب في فلسطين قتلوا وهاجموا وقصفوا لبنان وسورية والعراق وتونس، ووصل عملاؤهم القتلة من الموساد إلى العمق الإفريقي واللاتيني والأوروبي، لكنهم لم يؤذوا "داعشياً" قط!

الفرق الوحيد بين فواحش اليهود و"الدواعش" يكمن في الشهوة الجنسية، فبينما الصهاينة يجندون نساءهم لاصطياد رجال العرب بقيادة ليفني في جهادهم النكاحي، نجد "داعش" شغوفاً في اغتصاب بنات المسلمين باسم نكاحهم الجهادي، فيا بئس جهادكم الدنيء!