فيروز كراوية من أوائل الفنانين الشباب الذين اتجهوا إلى الفن المستقل، وسلكت طريقاً مختلفاً سواء في اختيار كلمات أغانيها أو عبر الألحان التي تغرد جميعها خارج السرب، لذا نجحت في أن يكون لها جمهورها الخاص من خلال الحفلات التي تقدمها على خشبة المسارح المستقلة.عن ردود الفعل حول كليبيها الجديدين التي تراوحت بين النقد والتهكّم، وألبومها الجديد، والأسباب التي دفعتها إلى ترك عملها كطبيبة نفسية في مستشفى الرخاوي والتفرغ للفن، كان اللقاء التالي معها. تحلقين بعيداً عن لونك الموسيقي المعتاد، خصوصاً في أغنياتك الأخيرة، لماذا؟على الفنان ألا يحرم نفسه من متعة التجربة، ولدي فضول دائم لخوض أنواع موسيقية جديدة، إضافة إلى رغبتي في الاستماع إليها، بالتالي من الطبيعى أن أقدمها.كيف نجحت في أن يكون لأغنياتك طابع خاص يميزها عن غيرها؟كان ذلك هدفي الأول منذ قراري خوض تجربة الغناء، لذا وفي ظل ما يعانيه الشعر الغنائي من فقر في الأفكار، بحثت عن شعراء يكتبون أغنيات غير تقليدية تعكس واقع المجتمع الذي نعيش فيه، فطالعت دواوين شعر بالعامية من بينها ديوان لعمر طاهر الذي لم يحو أشعاراً تصلح إلى أن تتحول إلى أغنيات، لكن جذبني أسلوبه في الكتابة، فأرسلت له بريداً إلكترونياً على عنوانه الذي تركه في نهاية الكتاب وسألته ما إذا كانت لديه رغبة في كتابة أغنيات، هكذا بدأ التعاون بيننا.من أبرز الشعراء الذين تعاملتِ معهم أيضاً؟محمد خير، إسلام حامد، كوثر مصطفى، هيثم دبور، أحمد الفخراني، نصر الدين ناجي، رامي يحيى، وأحمد حداد. كذلك أتعاون في ألبومي الجديد مع الشاعرين: أحمد الطحان الذي أتوقع أن يكون له مستقبل واعد، ومؤمن المحمدي الذي كتب أغنية {قلة المزاج}.ألبومك الجديد الذي سيرى النور قريباً تدعمه شركة إنتاج، فهل فرضت عليك خيارات أو على الأقل مجاراة معايير السوق التجاري؟لا، عندما عرضت عليّ إحدى شركات الإنتاج إنتاج ألبومي السابق مع بعض الشروط والتعديلات، رفضت التعاون معها وأنتجته بمجهودي الخاص ومجهود أصدقائي المؤمنين بما أقدمه، وعليه لن أقبل أن تفرض عليّ شروط أو معايير، مهما كانت المبررات.تحقق الأغاني التي تلحنينها بنفسك تجاوباً لدى الجمهور بخلاف الأغنيات الأخرى.صحيح، فمعظم الأغاني التي لحنتها تلقى قبولا من الجمهور، لأنه يرى أنها تناسبني، ولصوتي فيها مذاق مختلف ومرونة أكبر، إلى جانب أنها قريبة إلى قلبي ما يؤثر على أدائي فيها، المحصلة في النهاية مختلفة بشكل إيجابي.كيف تقبلت النقد الذي تعرّض له كليبا {قلة مزاج} و{رقص خفيف}؟لا اعتراض لدي على النقد، بل أتفهم وجهة النظر المطروحة، وبالطبع تلقيت مكالمات من أصدقاء أعطوني نصائح بناءة أستطيع مراعاتها في تصوير أغنياتي المقبلة، لكن بالنسبة إلى النقد الذي يتضمن شتائم من دون ذكر نقاط منطقية تصلح للمناقشة، فليست لدي ردة فعل عليه، ولا ألتفت إليه من الأساس، فهو لا يفيدني ولا يبيّن نقطة ضعف واحدة في عملي يمكن تصحيحها وتدفعني خطوات إلى الأمام.كيف تطورين نفسك؟أحرص على تدريب صوتي لدى أساتذة أكاديميين ومتابعة ألوان الموسيقى العالمية. ما الهدف الذي تسعين إليه من خلال الغناء؟أن تصل الأغاني التي أقدمها إلى الجمهور وأن تعبر عما يفكر به ويواجهه في حياته اليومية، فأنا لا أريد صنع أغنيات لا يتجاوب معها، كما لو أنني أعيش في كهف أغني فيه لنفسي. أن أكون راضية في داخلي عن أي عمل أقدّمه.يعمل معظم مطربي الفن المستقل في وظيفة أخرى إلى جانب الفن فيما أنتِ تركتِ الطب وتفرغت للفن، لماذا؟شعرت بأن كل مجال سيأخذ من وقت الآخر وبالتالي سيؤثر عليه سلباً، ثم لم يكن الطب النفسي حلمي من الأساس، لذا احترفت الغناء وتفرّغت له.ما اسم ألبومك الجديد؟لم أستقر على اسم بعد، والاحتمال الأكبر أن يعبّر عن حالة الألبوم وليس اسم إحدى أغانيه.وما الجديد الذي ستقدمينه فيه؟ تتميز أغاني هذا الألبوم بتقنيات مختلفة لم تستخدم سابقاً، ثم كتبت كلماتها كلها، وهو حالة خاصة، وأتصور أن اسمه سيعبّر أكثر عن تلك الحالة.
توابل
فيروز كراوية: على الفنان ألا يحرم نفسه من متعة التجربة
14-01-2014