تبدو الخطة المهنية لشركة التمويل والتوزيع الجديدة معاكسة وبسيطة في آن: إنتاج الأفلام التي لا تنتجها الشركات الأخرى.تشمل أولى مشاريعها فيلم The Wolf of Wall Street الذي بدأ عرضه للمخرج مارتن سكورسيزي، ثم في السنة المقبلة فيلم Dumb and Dumber To، وهو جزء تابع للعمل الكوميدي الأصلي الذي صدر في عام 1994 ويشمل العنوان خطأً إملائياً مقصوداً. ظاهرياً، لا يبدو الفيلمان من النوع الذي يمكن أن تتخلى عنه شركات الإنتاج الضخمة.لكن كان مسار إنتاج هذين الفيلمين معقداً ومحفوفاً بالمسائل الشائكة. اعتبر مؤسسا شركة {ريد غرانيت}، رضا عزيز وجوي ماكفارلاند، أنهما ينجحان في هذا النوع من السيناريوهات.قال ماكفارلاند (41 عاماً)، نائب رئيس شركة {ريد غرانيت} وهو في الأصل من لويسفيل، كينتاكي: {من أفضل الأعمال التي نحب إنتاجها تلك التي وُضعت في أدراج الشركات الأخرى، أي الأفلام التي تشكّل مشاريع رائعة يتوق الجميع إلى مشاهدتها لكنها لا تصل إلى الصالات لسبب أو لآخر}.أسس ماكفارلاند وعزيز (رئيس {ريد غرانيت}) شركة {ويست هوليوود} في عام 2009. في تلك السنة، بدآ العمل على أول فيلم لهما، وهو العمل الكوميدي Friends With Kids الذي صدر في عام 2012 وحصد 12 مليون دولار عالمياً.كما أنهما أنتجا الفيلم الدرامي الحديث Out of the Furnace الذي صدر في بداية شهر ديسمبر، وفيلم الرعب Horns من بطولة دانيال رادكليف وستتولى شركة {وينشتاين} توزيعه في السنة المقبلة.تجنبت شركة {ريد غرانيت} التي توظف 12 شخصاً اتباع نموذج محدد لإنتاج الأفلام. في ما يخص فيلم Out of the Furnace، اشترت الشركة حقوق المشروع الدولية من شركة Relativity Media ثم استعملت فرعها الخارجي المخصص للتوزيع، {ريد غرانيت إنترناسيونال}، لبيع الفيلم في الخارج.في فيلم Wolf، عقدت {ريد غرانيت} صفقة مع شركة {باراماونت بيكتشرز} كي توزع الفيلم وتسوقه محلياً مقابل مبلغ معين. ثم باعت {ريد غرانيت} الحقوق الدولية للفيلم لتخفيف حجم المجازفة التي تأخذها الشركة.قال عزيز (37 عاماً)، وهو ابن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق: {كل فيلم مختلف عن غيره. نحن مرنون جداً في ما يخص النموذج الذي يمكن أن نتبعه}.تجمع شركة {ريد غرانيت} المال من مجموعة مستثمرين مجهولين في الشرق الأوسط وآسيا، وهي تموّل أفلامها من دون تكرار المشاهد أثناء التصوير. تستطيع الشركة عرض أي فيلم من دون عقد صفقة بشأن توزيعه. لكن نظراً إلى غياب مصادر التمويل التي يمكن أن تعتمد عليها شركة {ريد غرانيت}، يجب أن تقنع المستثمرين بأن المشروع الفردي يستحق المخاطرة بدل أن يكتفوا باختيار المرشحين الأنسب بالنسبة لهم.إنه عمل شاق حتماً لأن فشلاً واحداً قد يُبعد المستثمرين.يدرك المنتج المخضرم غراهام كينغ، الذي تولى إنتاج أفلام تجارية ناجحة مثل The Departed وThe Aviator، مشاكل هذا القطاع جيداً. فقد أنتج الفيلم العائلي Hugo المكلف بتقنية ثلاثية الأبعاد في عام 2011 وحصد هذا العمل خمس جوائز أوسكار لكنه فشل في جمع إيرادات عالية على شباك التذاكر.قال كينغ: {في تلك المرحلة بالذات بدأتُ أتنبه لحقيقة الوضع. تدرك شركات الإنتاج ما تقوم به. هي تأخذ المجازفات من وقت لآخر وتعلم ما يجذب الجمهور}.فيلم Wolf لا يشبه Hugo من حيث الكلفة، لكنه لم يكن رخيصاً كونه كلّف حوالى 100 مليون دولار. تولت شركة {ريد غرانيت} دفع المبلغ كله، وهو رهان كبير بالنسبة إلى شركة ناشئة.وفق الأشخاص الذين شاهدوا العرض الأول لفيلم Wolf، تشير التقديرات إلى أنه قد يحصد بين 25 و35 مليون دولار خلال الأيام الخمسة الأولى. قد يكون هذا المعدل كافياً للتفوق على الأفلام الخمسة الأخرى التي بدأ عرضها يوم الأربعاء (Mandela: Long Walk to Freedom، 47 Ronin،Grudge Match، Justin Bieber’s Believe، The Secret Life of Walter Mitty).لكنّ هذا الرقم المتوقع يعكس في أفضل الأحوال افتتاحاً لائقاً لمشروع بهذه الكلفة، وهو مصنف للكبار فقط ومدته 3 ساعات.أوضح كينغ: {أنا أرفع القبعة لكل من يريد أن ينغمس في هذا القطاع. هذا المجال كله هو أشبه بالمقامرة، أليس كذلك؟}.لم يكن إنتاج فيلم Wolf سهلاً. ناضل ماكفارلاند وعزيز طوال سنوات للحصول على حقوق الفيلم ثم توقفت عملية الإنتاج بسبب شركة {هوريكان ساندي}.على صعيد آخر، أشاد رئيس شركة {باراماونت} والمدير التنفيذي براد غراي بشركة {ريد غرانيت}.قال غراي في تصريح له: {كان إنتاج فيلم Wolf أشبه برحلة تقاسمها الكثيرون ولا بد من الإشادة برضا وجوي وفريق شركة {ريد غرانيت} كله لأنهم آمنوا بالمشروع ودعموه في مرحلة حساسة. أنتج مارتي فيلماً ترفيهياً وقد سُرّ جميع من في شركة {باراماونت} بالعمل مع {ريد غرانيت}}.قد يحقق فيلم Wolf النجاح، لكن قد يساهم فيلم Dumb and Dumber To الذي سيصدر في 14 نوفمبر 2014 في ترسيخ مكانة الشركة. هذا المشروع الذي كلّف حوالى 40 مليون دولار يعيد جمع نجمَي فيلم Dumb and Dumber، جيم كاري وجيف دانيالز، مع المخرجَين الأصليين بوبي وبيتر فاريلي.عملت شركة {ريد غرانيت} طوال أشهر لجمع هذا الفريق الإبداعي من شركة {نيو لاين سينما} وأقنعت الشركة بعقد الصفقة لإنتاج الجزء الجديد بحسب قول ماكفارلاند. بعد ذلك، عقدت شركة {ريد غرانيت} صفقة لتوزيع الفيلم محلياً مع شركة {يونيفرسال بيكتشرز} التي ستصدر الفيلم وتسوّقه. ولدى شركة {نيو لاين} (فرع من {وارنر بروس}) مصلحة مالية بإنتاج الفيلم.تكثر شركات الإنتاج التي ظهرت ثم اختفت في هوليوود، وقد اتبع عدد كبير منها نموذج {ريد غرانيت} التي تبحث عن المشاريع السينمائية الشائكة. في السنوات الأخيرة، أُقفلت شركات مثل {فرانشايز بيكتشرز} لإيلي سماحة و}استوديوهات باور مارتينيز} لفيليب مارتينيز، أو تقلّص حجمها، غداة إنتاج أفلام لم تحقق النجاح.قال المنتج المخضرم جيمس روبنسون الذي أنتجت شركته {مورغان كريك للإنتاج} أفلاماً مثلAce Ventura: Pet Detective و Robin Hood: Prince of Thievesو Major League، إنه يعوّل على نجاح شركة {ريد غرانيت}: «يأتي أشخاص كثيرون إلى هذه البلدة مع أموال قليلة أو كثيرة، فيفتحون متجراً وسرعان ما يتحولون إلى منتجي أفلام. لكن لا يصمد معظمهم لفترة طويلة. تكثر حالات الفشل في هذا القطاع».قال عزيز إنه يشعر بالقلق بشأن {التوسع بسرعة مبالغ فيها}، فقد اجتاحت هذه المشكلة شركات الإنتاج الأخرى التي نشأت قبل {ريد غرانيت}: {يجب أن نتصرف بمسؤولية في هذا المجال. يقع الناس في فخ التوسع المفرط. هم يتوسعون على مستوى الطاقة البشرية، فيرتفع عدد الموظفين في طاقم العمل إلى 70 أو 80 شخصاً بعد فترة قصيرة، مع أن الشركة تكتفي بإنتاج فيلمين في السنة}.من المتوقع أن تنتج الشركة في المرحلة المقبلة فيلم The Brigands of Rattleborge للكاتب كريغ زاهلر، وسيكون من إخراج بارك تشان ووك الذي أخرج فيلم Stoker هذه السنة. قال عزيز إن تصوير فيلم Brigands قد يبدأ في الربع الأول من السنة المقبلة.أوضح ماكفارلاند: {بغض النظر عما سيحققه فيلم Wolf، سنتابع القيام بما نفعله. إذا ساهم ذلك الفيلم في إكسابنا الاحترام في هذا القطاع أو في تسهيل أعمالنا اللاحقة، سيكون الأمر رائعاً. لكن على المستوى الشخصي، نحن لن نتغير. سأتابع الحضور إلى العمل بملابس رياضية!}.
توابل - Movies
«ريد غرانيت» تتسلم الأفلام التي تتخلّى عنها شركات الإنتاج الأخرى
07-01-2014