بعد شهور من الصمت تلقت أسرة الصحفي الأمريكي المخطوف جيمس فولي في ليلة الثالث عشر من أغسطس آب رسالة مفزعة مفادها أنه سيتم إعدامه ردا على الضربات الجوية التي وجهتها الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية.

Ad

وأبلغت الأسرة الحكومة الأمريكية بالرسالة. وقال فيل بلبوني الرئيس التنفيذي لموقع جلوبل بوست الإلكتروني الذي كان فولي يعمل لحسابه إن مكتب التحقيقات الاتحادي الذي يتولى حالات اختطاف المواطنين الأمريكيين ساعد في صياغة رد.

وقال بلبوني في مكالمة هاتفية إن الرد "كان التماسا للرحمة. كان عبارة عن بيان بأن جيم صحفي بريء" يحترم شعب سوريا التي كان محتجزا فيها.

وأضاف أن عائلة فولي وأصدقاءه تمنوا أن يكون ذلك تهويشا من المتشددين طلبا لفدية.

غير أنه بعد ستة أيام فاجأ التنظيم أمريكا بنشر مقطع فيديو يظهر فيه ذبح فولي (40 عاما) علي يدي رجل ملثم يرتدي السواد هدد أيضا بقتل صحفي أمريكي ثان هو ستيفن سوتلوف.

وجاء إعدام فولي في أعقاب مساع مكثفة بذلها موقع جلوبل بوست وآخرون للتوصل إلى هوية الخاطفين ورغم تبادل مراسلات لفترة وجيزة بالبريد الإلكتروني بين المتشددين وعائلته في أواخر عام 2013 بشأن إمكانية دفع فدية.

وامتنع البيت الأبيض عن التعقيب على رسالة الخاطفين لكنه قال إن قوات خاصة أرسلت إلى سوريا هذا الصيف في مهمة سرية لإنقاذ رهائن أمريكيين من بينهم فولي لكنها لم تعثر عليهم.

وتعهد أوباما أمس الأربعاء بأن تواصل الولايات المتحدة دعم العراقيين في التصدي للدولة الإسلامية.

وكان فولي الذي سبق احتجازه في ليبيا خطف في 22 نوفمبر تشرين الثاني عام 2012 في عيد الشكر الأمريكي في محافظة إدلب بينما كان وزملاؤه في الطريق إلى الحدود التركية.

وفي البداية ثار خلاف حول هوية خاطفي فولي إذ ألمحت بعض المؤشرات إلى الشبيحة التابعين للحكومة السورية. وقال بلبوني إن مؤشرات قوية ظهرت في البداية على نقل فولي إلى دمشق لكن اتضح أن هذه المعلومات غير صحيحة.

وقال إن أول معلومات مؤكدة عن حالة فولي جاءت بعد عام من اختطافه من جهادي أوروبي عائد بعد أن أمضى وقتا مع الصحفي الأمريكي في مدينة حلب. وقدم هذا الشخص معلومات عن فولي وخاطفيه.

وقال ديدييه فرانسوا المراسل الحربي الفرنسي المخضرم الذي احتجز مع فولي وأطلق سراحه هو وثلاثة رهائن فرنسيين آخرين في أبريل نيسان إنه ليس لديه أي شك أن فولي كان في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية أو مسلحين على صلة بها طوال فترة احتجازه.

وقال فرانسوا لرويترز "الرجل الذي قتله هو الرجل الذي أخذه في البداية."

وأضاف أنه كان محتجزا مع فولي من أغسطس آب الماضي حتى أبريل نيسان كما أنه احتجز نحو تسعة أشهر مع سوتلوف.

ووصف فرانسوا فولي بأنه كان إنسانا غير عادي يتمتع بشخصية قوية ولم يذعن قط لضغوط الخاطفين وعنفهم.

وقال فرانسوا الذي شارك فولي زنزانته بداية من أكتوبر تشرين الأول إنه لم يتحدث عن سوتلوف أو فولي قبل الآن لأن الخاطفين هددوا بقتل بقية الرهائن إذا حدث ذلك.

وقال فرنسي آخر ممن أطلق سراحهم لمجلة اكسبريس الفرنسية إن فولي كان يعامل معاملة أسوأ من بقية المخطوفين بعد أن فتش المتشددون جهاز الكمبيوتر الخاص به واكتشفوا أن شقيقه يعمل بسلاح الجو الأمريكي.

وقال بلبوني إن أسرة فولي تلقت في نوفمبر تشرين الثاني عام 2013 أول رسالة بالبريد الإلكتروني من خاطفيه تطالب بفدية وتقدم ما يثبت أنه على قيد الحياة. ولم يحدد بلبوني حجم الفدية المطلوبة.

وأضاف أن المراسلات لم تستمر طويلا وأن الخاطفين لم يكثروا الكلام.

ولم تتلق الأسرة أي مراسلات أخرى حتى يوم الأربعاء في الأسبوع الماضي.

وتقول الحكومة الأمريكية إن سياساتها تقوم على عدم دفع فدية لخاطفين أو تشجيع أطراف ثالثة على ذلك على النقيض من سياسة حكومات أوروبية كثيرة.