كانت مسيرة جون غرين الروائية إثباتاً على أن الأحلام تتحقق. يقول غرين: {لا أريد انتقاد شكسبير. لكن غالباً ما تُستعمل تلك العبارة خارج سياقها الصحيح. يختلف معناها حين يقولها أحد النبلاء الرومان الذين يعيشون حياة من الرفاهية. لكن غالباً ما نستعمل هذا الاقتباس بطريقة عامة لنقول إن الناس يصنعون مصيرهم بأنفسهم. إنه أمر مضحك}.السرطان هو مصير شخصيات غرين. يطاول هذا الداء هيزل غرايس لانكاستر وأوغسطس واترز (شايلين وودلي وأنسل إلغورت): هي تصاب به في الرئتين وهو في الساق. عندما يتداخل مصيرهما، تنشأ قصة حب غير مألوفة بأي شكل، وقد جذبت قاعدة ضخمة من المعجبين المتفانين: حين شارك طاقم الممثلين في جولة تسويقية حديثاً في المدن الأميركية المتوسطة، تجاوز عدد الحضور التوقعات، فقد حضر ألفا شخص إلى ناشفيل، و3500 إلى كليفلاند، و3 آلاف إلى دالاس، و5 آلاف إلى ميامي. قال إلغورت (مثّل في فيلمه السابق Divergent إلى جانب وودلي أيضاً): {تجاوز الأمر توقعات الجميع. إنه عمل ضخم، بل ضخم جداً، لأن القصة تحث الناس على التفكير. حتى إنه أكبر من القصة نفسها}. حين حضر الممثلون إلى دالاس، صعدت فتاة إلى المسرح وتحدثت عن تجربتها الخاصة مع السرطان.أضاف إلغورت: {بعدما طرحت سؤالها، بدأ الحشد كله يهتف باسم {كارولين! كارولين! كارولين!}. وهي بدأت تبكي. أظن أن نات وولف بدأ يبكي أيضاً. كانت تلك اللحظة جميلة فعلاً. ما حصل كان أكبر منا جميعاً}.توافقه البطلة الرئيسة الرأي. تقول وودلي: {أظن أن هذا النوع من الأفلام المقتبسة يسمح بحشد معجبين مهووسين، لكنهم يكونون مهووسين فعلياً بمشاهدة المشاهير أو التواجد حولهم. لكن في الفيلم، لم نشعر بأنهم حضروا لرؤيتنا بل للاحتفال بالقصة. كانت التجربة عميقة جداً ولم أكن أتوقع ذلك}.حب وضعففيلم The Fault in Our Stars عبارة عن قصة حب تركز في جوهرها على ضعف البطلين أمام الموت. لذا يحرك هذا العمل الجانب العاطفي في داخل كل شخص منا. قال المخرج جوش بون: {يحصل الأمر نفسه حين ينجذب الشباب إلى قصص Romeo and Juliet أو Titanic}. في مرحلة الشباب، يكون الحب خياراً بين الحياة والموت بحسب قوله. هذا هو محور قصة غرين حرفياً.يعلم معجبو غرين، من شباب وراشدين، بأمر كتبه (من بينها Looking for Alaska و An Abundance of Katherines) بفضل مدونة الفيديوهات VlogBrothers التي يديرها هو وشقيقه هانك على موقع يوتيوب، وهي شكل من المحادثات غير المنسّقة. أوضح جون غرين: {لا داعي ليكون الفرد بارعاً في مونتاج الفيديوهات كي يصبح كاتباً ناجحاً، لكنّه يستفيد كثيراً إذا حظي بقاعدة من القراء الداعمين له}.أضاف قائلاً: {أظن أن الشباب يحبون طرح الأسئلة عن معنى الحياة ومعنى المعاناة. لا داعي لاستعمال أسلوب السخرية في مقاربتنا لذلك المعنى. إنه موضوع مثير للاهتمام ولا حاجة إلى استعمال أسلوب التهكم لمعالجته}.نظراً إلى حماسة المعجبين تجاه الفيلم، شعر الجميع بالقلق وأرادوا إصداره بالصيغة المناسبة ولكن من دون أن ينحرف عن هدفه الأصلي.قال بون: {لم أستطع أن أفكر بهذا الأمر حين كنا نحضّر الفيلم. كنت مضطراً إلى التركيز على السيناريو حرصاً على إرضاء جون. وهو أشعرنا بأننا نسير في الاتجاه الصحيح}.سيهتم المعجبون على وجه التحديد بالقصة الرومانسية والكيمياء الواضحة بين إلغورت ووودلي التي اشتهرت إلى جانب جورج كلوني في فيلم The Descendants 2011، وكان بون يعلم أنها مهتمة بالدور. لكنه تابع البحث وسمح لممثلات أخريات بإجراء تجارب الأداء في مطلق الأحوال.أضاف بون: {كنت أظن أنها رائعة لكني لم أقابلها شخصياً. واستناداً إلى ما شاهدته وإلى صورها، بدت قوية ورياضية جداً. لكن سرعان ما حضرت وأبهرت الجميع. فقلت لها: لماذا صعّبتُ الأمر على نفسي؟}.كان يحتاج في مطلق الأحوال إلى ممثلة تؤدي دور شابة مصابة بسرطان الرئة في مراحله الأخيرة. ثم حُلّت المشكلة مع اختيار الممثل إلغورت، فهو يفوق وودلي طولاً، ما يجعلها تلقائياً تبدو أكثر هشاشة.أكدت الممثلة على أهمية هذا الجانب قائلة: {هذا صحيح. حين حضر إلى تجارب الأداء، كنت أتسكع في الموقع وأرتدي سروالي الجينز الفضفاض، وأنا طويلة بعض الشيء، لكن نادراً ما نجد ممثلاً طويل القامة بما يكفي. ما كنت لأبدو ضعيفة لهذه الدرجة مع شخص أقصر منه. إنه شعور جميل أن أضطر إلى رفع ذقني كله كي أنظر إلى وجهه. هذه العوامل كلها لعبت لصالحنا. كنا محظوظين فعلاً}.
توابل - Movies
نجوم «Fault in Our Stars»: أثر الفيلم أكبر منا!
08-06-2014