حصد فيلم «الميدان» جوائز عدة في مهرجانات «صندانس» و{تورونتو» و{المهر العربي»، ما يزيد من فرص حصوله على «الأوسكار» بمنافسة مع خمسة أفلام أخرى مرشحة للجائزة العالمية المقرر إعلان نتائجها النهائية في 3 مارس المقبل.

Ad

ترددت أحاديث حول منع عرض الفيلم، وأن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية يقف وراءه بالمرصاد، وهو ما نفاه رئيسها المخرج أحمد عواض، مشيراً إلى أن الرقابة لم يصلها حتى الآن أي طلب يفيد الرغبة بعرض الفيلم في دور العرض السينمائية أو حتى في عروض خاصة، على عكس ما تردد على صفحات التواصل الاجتماعي من أن الفيلم ممنوع من العرض في مصر.

وأكد عواض أن الفيلم حصل فعلياً على تصريح بعرضه في مهرجان «بانوراما الفيلم الأوروبي»، لأن الجهة  المنتجة قدمت ما يفيد برغبتها تلك، لذا عرض في البانوراما. لكنها حتى الآن لم تتقدم بطلب لعرضه وهو الإجراء الذي يستلزم 30 يوماً حتى يصل صانعو الفيلم إلى موافقة الرقابة عرضه أو رفضها.

الفيلم تباينت حوله ردود الآراء بين مؤيد ومعارض على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن ترشحه للأوسكار. حتى إن الكثير من الصفحات الثورية نشرت روابط إلكترونية له على صفحتها، داعية المشاركين إلى مشاهدته، ومعتبره الفيلم أحد أهم الأفلام التي عرضت الحقيقة كاملة عن ثورة 25 يناير.

مده الفيلم (95 دقيقة) وهو يعد توثيقاً لأحداث ثورة 25 يناير والتي اندلعت عام 2011 وحتى 30 يونيو 2013، وكفاح المتظاهرين مع معاركهم مع قوات الأمن، والأحداث الدموية لينتهي الفيلم بعزل الرئيس السابق محمد مرسي وسقوط حكم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر.

وسجلت مخرجة الفيلم جيهان نجيم، التي اعتقلت لمدة يوم في الأحداث الأولى من 25 يناير، مشاهد واقعية بين المتظاهرين وقوات الأمن، كذلك رصدت دور الجيش المصري منذ بداية الثورة حتى تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011، من خلال بطل الفيلم أحمد الشاب المصري الذي عكست أراؤه أفكار الشباب المصري والمتظاهرين داخل الميدان والمراحل التي مرت بها الثورة، بداية من نزول الجيش إلى الميدان وانتهاء بسيطرة جماعة «الإخوان المسلمين» على الحكم.

ثورة 25 يناير

وأكد الناقد السينمائي طارق الشناوي من جانبه أن السينما المصرية تملك الآن فيلماً يعبر عن ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن المخرجة كانت رؤيتها عميقة، ما جعل الفيلم يعبر حقيقة عن الثورة المصرية وأحداثها.

ويرى الناقد السينمائي رامي رزق أن مشاهد «الميدان» سيتأكد أن مخرجته لم تكن تنوي تصوير فيلم عن الأحداث السياسية في مصر ولكن التجربة فرضت نفسها، مشيراً إلى أن المشكلة الأساسية التي أثارت الجدل حول الفيلم هو أن أحداثه تحديداً ركزت على الاحتقان بين قوات الجيش والمتظاهرين سياسياً ونفسياً، وهو ما تجاوزه المجتمع، خصوصاً مع استجابة الجيش لعزل مرسي في 30 يونيو 2013.

وانتقد رزق محاولات المخرجة المتكررة للحفاظ على سياق الهجوم على الجيش طوال أحداث الفيلم، ما جعل الفصول الأخيرة والقصيرة منه تبدو غير موضوعية من وجهة نظر الواقع السياسي الحالي.

أما الناقدة الفنية ماجدة موريس فترى أن الفيلم مصنوع بحرفة عالية رغم تناول عزل الرئيس السابق محمد مرسي من وجهة النظر الـ{أميركية»، فإنه من الناحية الفنية فيلم جيد بالمقاييس كافة.

 ماجدة انتقدت الفيلم كونه لم يسلط الأضواء على الأحداث الدموية التي قادتها جماعة «الإخوان» في الشوارع والعمليات الإرهابية التي نفذتها وراح ضحيتها  مدنيون وقوات من الجيش والشرطة قبل عزل مرسي، والتي كانت الشرارة الأولى في سقوط حكم «الإخوان».