نشرت الصحف في الأيام القليلة الماضية خبر فوز السيد سكوت غيغنهايمر، الرئيس التنفيذي لشركة زين بجائزة المؤسسة البريطانية "تي. إم. تي" كأفضل رئيس تنفيذي لعام 2013. وفي سياق تعليقها على منح الجائزة لمجموعة زين، قالت لجنة التحكيم التابعة للمؤسسة: "يمكن بوضوح رؤية التأثير البارز الذي أحدثه السيد غيغنهايمر على مجموعة زين خلال الأشهر الـ12 الماضية، إذ إن المجموعة تواصل رحلة نموها ونجاحها في بيئة محمومة التنافسية". وعند إمعان النظر في حيثيات القرار نجد أن لجنة التحكيم استندت في اختيارها وقرارها إلى مجموعة من العوامل تدور حول محاور العمليات والتشغيل، والمالية، والمبادرات الاستراتيجية، والموارد البشرية، والتسويق.

Ad

ففي محور العمليات والتشغيل نجد أن شركة زين تستكمل استثمارها في شبكات الجيل الرابع وقامت بتعزيز النموذج التشغيلي القائم بين المجموعة والشركات التابعة وتعضيد التناسق بينها، وفي محور المالية سمحت "زين" لأول مرة منذ سنوات للمراقبين والمحللين الماليين بالتعرف عن قرب على النواحي المالية للشركة ومبادراتها الاستراتيجية والاعتراف ببعض نواحي القصور واستعراض الخطط لمعالجتها وذلك في مناسبات ربع سنوية. وفي محور الموارد البشرية عكف السيد غيغنهايمر على تقوية واستكمال فريقه التنفيذي ليكون عوناً له على تنفيذ خططه، وأخيراً في التسويق عززت شركة زين من حضورها في أسواقها، إضافة إلى وجودها في وسائط التواصل الاجتماعي وحملاتها التوعوية الموجهة للمجتمع. كل هذا الجهد أدى في النهاية إلى تطور ملحوظ في الإنتاجية والربحية وأعداد المشتركين.

تعليقاً على ما سبق، أقول إن هذه العوامل مجتمعة تدخل في صلب عمل أي رئيس تنفيذي لأي منظمة، فاختيار الأكفاء لينضموا إلى فريقه التنفيذي لمساعدته على إدارة المنظمة هو أهم هذه المحاور على الإطلاق، وبدون هذا الفريق المتجانس القائد للمنظمة لا يمكن أبداً المضي قدماً في عمل أي شيء لمصلحة المنظمة، ورسم الاستراتيجية بالتعاون مع مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية وتنفيذها فيما بعد من أهم مهام الرئيس التنفيذي.

وفي محور العمليات فإن التأكد من سير العمل بفاعلية هو الوسيلة المثلى للعمل بسرعة وانتظام واعتمادية وبلا مفاجآت، والشفافية والمكاشفة مطلوبتان في النواحي المالية، وهما على ثلاثة مستويات: المستوى الأول مع الملاّك، وهنا تعرض البيانات كلها بكل وضوح وشفافية، ويتم استعراضها بالتفصيل وتحليلها واتخاذ القرارات بشأنها. المستوى الثاني مع الأطراف الخارجية، وهنا تستعرض البيانات التي تهم هذه الأطراف مع شرح وافٍ للدوافع والخلفيات لهذه البيانات. والمستوى الثالث هو مع الموظفين، وهذا المستوى -للأسف- هو الذي يخل به عادة من قبل الإدارة التنفيذية، وهذا في رأيي خطأ فادح، فمن المهم أن يكون هناك قدر من الشفافية والمشاركة في الأرقام مع الموظفين، وهذا أمر منطقي، فعن طريق الموظفين، والموظفون وحدهم، يمكن تحقيق الأرقام، ومن المهم أن نطلع الموظفين على البيانات المالية التي تهم العمل ونشركهم في مسؤولية وضعها وتحقيقها ومن ثم محاسبتهم عليها.

وأخيراً لا طائل من الحديث عن الاستراتيجية أو الموارد البشرية أو العمليات أو المالية أو التسويق أو.. أو..، لا طائل من ذلك كله ما لم تكن المنظمة نامية ومربحة، وهنا بيت القصيد.

• إفصاح: لا تربطني بشركة زين أي علاقة عمل مباشرة، عدا أني أحد زبائنها، ولا تربطني أي علاقة بشركة "تي. إم. تي"، ولم ألتق بالسيد غيغنهايمر أبداً.