ما حكاية سهرة «الاحتقار»؟

Ad

عملت مراقبة نصوص في تلفزيون الكويت، وكان مراقب التمثيليات آنذاك  الفنان سعد الفرج، فقرأ قصة «الاحتقار» للكاتب الإيطالي ألبيرتو مورافيا، وطلب مني الاطلاع عليها، وهي قصة حساسة عن مدير وزوجة نائبه. كان الفرج خائفاً من رفضها، فقصدت الوكيل المساعد للشؤون الفنية سعدون الجاسم، وبعد نقاش حول القصة، وافق على إجازتها لأننا سنعرض السهرة التلفزيونية في «كان».

ما كانت ردة فعلك؟

 سارعت إلى مبنى التلفزيون القديم، كي أبشر الفرج بحصولي على الموافقة.

أخبرينا عن السهرة التلفزيونية.

«الاحتقار» من بطولة سعد الفرج وسعاد عبدالله وغانم الصالح، شاركنا فيها في مهرجان «كان التلفزيوني» وحصلت على جائزة. كنا في موقع المسؤولية إذ أحببنا أي نص يجب أن ننفذه.

ماذا  يعني لك العمل في الرقابة؟

لم يكن بالنسبة إلي أداء واجب، بل متعة، إذ وقعت تحت يدي نصوص جميلة كثيرة.

هل نحن بحاجة إلى رقابة على المسرح؟

الرقابة في مسرح الطفل ضرورية أما في مسرح الكبار فيجب أن تخفف، عندما يقول عبدالحسين عبدالرضا أو سعد الفرج كلمة نقدية على خشبة المسرح فهما يريدان مصلحة البلد.

ثم أين مسرح الكبار الآن؟ يقال ليس ثمة كتاب. هذا الكلام غير صحيح لدينا سعد الفرج، عبدالأمير التركي (شفاه الله)، عبدالحسين عبدالرضا وأحمد جوهر.

ما رأيك بعروض الطفل؟

بعضها جميل، ثمة من يهتم بالمحافظة على اسمه وتاريخه الفني، مثل الفنان عبدالرحمن العقل وهدى حسين وغيرهما. في المقابل ثمة أعمال سيئة يجب إيقافها، فضلا عن السرقات الفنية التي تحدث، فعندما كنت في رقابة النصوص اكتشفنا نصوصاً مأخوذة عن فيلم أجنبي أو مصري أو أوبريت وضع كتابها عليها أنها من تأليفهم، وكنا نطلب إليهم استبدال كلمة تأليف بإعداد.

ليتهم يتعلمون الأمانة الأدبية من الكبار أمثال عبدالحسين عبدالرضا ومحمد جابر «العيدروسي» وسعد الفرج، ولا ينسبون الأعمال المقتبسة إلى أنفسهم بل يكتبون «إعداد» عليها.

ما الذي يعجبك من مسرحيات الطفل؟

آخر أعمال هدى حسين جيدة من بينها: «التوائم السبعة» و«غدير راعية الجمال» و«زمن لولوة وخزنة» و«البنات والطنطل»، ومسرحيات عبدالرحمن العقل التربوية مثل رحلة abcd بجزأيها.

ما وجهة نظرك حول دراما رمضان؟

المسلسلات التي تعرض في رمضان تفرض علينا مجموعة من الأعمال لنشاهدها، تكمن المشكلة في تكرار الكتاب أنفسهم، فهم يحتاجون إلى المطالعة والمشاهدة. ليست العملية أن أحصل على فكرة وأبني عليها قصة. للأسف الموضوعات متشابهة ومكررة، زواج وطلاق ومعاق وأسر ثرية، فلا وجود للتفاوت الطبقي.

علامَ تعتمد الكتابة إذاً؟

على مخزونك الفكري، إضافة إلى تاريخ عايشته من مرحلة الطفولة والمراهقة ثم الكبر، لتكوّن حصيلة من الأحداث والذكريات، يجب أن تستغل.  هنا أتساءل: لماذا يعتمد الكتاب على قصص الماضي مثل الهدامة وغيرها، لماذا لا يقرأون {أحدب نوتردام} لفيكتور هوغو ومسرحيات موليير وراسين؟، لدينا كتاب شباب جيدون عليهم استحداث قصص وأفكار جديدة.

ما العمل الذي جذبك لإعداده؟

ثمة أفكار جديدة وليس عيباً أن نقتبس، مثلا الفيلم الأجنبي {النافذة الخلفية} Rear Window المقتبس بدوره من قصة قصيرة للمؤلف كورنيل وولريش بعنوان «كان من المفترض أن تكون جريمة» It Had to Be Murder. الفيلم من بطولة جيمس ستيوارت وغريس كيلي، إخراج ألفرد هيتشكوك،  يتمحور حول مصور فوتوغرافي محترف كسرت ساقه، فيقضي فترة النقاهة على مقعد متحرك في مراقبة حياة جيرانه بشكل يومي من خلال نافذة شقته الخلفية، هذا الفيلم رهيب ورائع، وبعد هذه السنوات باستطاعتي إعداد مسلسل ينبع من قصة هذا الفيلم.

هل كتبت ثلاثية تلفزيونية وسباعية؟

نعم، كتبت سباعية {الغريب} من بطولة سعاد عبدالله وحياة الفهد ومنصور المنصور وإخراج كاظم القلاف، وكتبت عليها عبارة {إعداد}، لأنها مقتبسة من فيلم {الغريب} ليحيى شاهين وماجدة وكمال الشناوي. كذلك كتبت ثلاثية، و18 سهرة بعنوان {وجوه بلا أقنعة}، أتمنى أن يعيد تلفزيون الكويت عرضها فكل سهرة أجمل من الأخرى.

كيف تقيّمين علاقة الجمهور بالمسرح؟

هل يفهم الجمهور الذي يرتاد المسرح  ما يشاهد ويقال على الخشبة؟ هل لديه خلفية حول المواضيع المطروحة؟ في الدول الأوروبية وأميركا المتفرج الذي يحضر مسرحية {هاملت} أو {عطيل}، على سبيل المثال، يكون قد قرأها واطلع على أعمال  وليام شكسبير.

هل تحبذين تحكيم الأعمال العربية أم الغربية؟

أفضل تحكيم الأعمال المحلية والخليجية والعربية، لأنني أندمج وأعيشها وأتفاعل معها، بينما الأجنبية لا أتجانس معها.

هل كل لجان التحكيم محايدة؟

أعضاء لجان التحكيم يكونون في جانب محايد ويقولون كلمة حق، واختيار هؤلاء ليس عشوائياً.

ما إيجابيات {المهرجان العربي الأول لمسرح الطفل}؟

قبله كانت النواة إنشاء {الفرقة الوطنية لمسرح الطفل}، عندما أصدر وزير الإعلام الأسبق الشيخ سعود الناصر قراراً وزارياً رقم 766 في 3 أكتوبر 1992 بتأسيسه، قدمت باكورته «الدانة» من تأليفي، إخراج د. حسن خليل، بطولة زهرة الخرجي وإبراهيم الحربي، لكن سرعان ما توقف هذا المشروع رغم وجود قرار وزاري.

التفكير بتأسيس المهرجان الإيجابية الأولى، كنت أتمنى تسميته «المهرجان الوطني لمسرح الطفل»، ولا يمنع من استضافة عروض خليجية وعربية نستفيد منها، ففي الدورة الأولى رأينا عروضا جميلة للطفل من بينها «الأراجوز» و»عرايس عم أمين» (من مصر)، «يلا ينام» لمسرح الدمى (من لبنان)، وكانت النصوص جيدة وراقية.

كيف كان الإقبال؟

أجمل ما في المهرجان ذلك الحضور من العائلات، فعلاً تشعر بأن الأهالي متعطشون لمشاهدة عروض مسرحية مختلفة، وأود، بالمناسبة أن يتم استضافة أعمال من المسرح الروسي والتشيكي، أتمنى أن تستمر عروض مسرح الطفل طيلة العام ولا تقتصر على الأعياد، حتى لو تقدم يومي الخميس والجمعة فحسب.