وفقاً لدراسة «آفاق جديدة» أجريت بناء على طلب من Ooredoo وشملت 17 بلداً في المنطقة

Ad

رغم التحديات الجدية التي واجهتها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأعوام القليلة الماضية، أظهرت دراسة حديثة أن شباب العصر الرقمي الراهن باتوا يعتمدون على تقنيات المعلومات والاتصالات لاقتناص الفرص المجزية وتعميق فهم الآخر وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.

أبدى ثمانية من بين كل عشرة شباب في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا تفاؤلهم بما ستكون عليه الأمور خلال العام الجديد، وإن كان 45 في المئة من الشباب الحاصلين على وظائف ببلدان المنطقة يعملون في الوقت الراهن بوظائف لا تتناسب مع طموحاتهم، وذلك وفقاً لدراسة استطلاعية مهمة نُشرت نتائجها امس. وأجريت الدراسة الجديدة، التي تحمل عنوان «آفاق جديدة: شباب عرب وعلى تواصل»، من خلال الإنترنت بناءً على طلب من Ooredoo للتعرف على أسباب استخدام الشباب في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا للإنترنت وتطلعاتهم في ذلك الشأن. وتُعد الدراسة التي استطلعت آراء أكثر من 10,500 من الشباب في 17 دولة في المنطقة من بينهم 113 شاباً من مستخدمي الإنترنت في الكويت من أعمق الدراسات البحثية التي تناولت هذه المسألة، لاسيما أنها أجريت خلال فترة اتسمت بتحولات اجتماعية وسياسية متلاحقة في أرجاء المنطقة.

الشباب الكويتيون

ومن أبرز نتائج الدراسة التي تتعلق بالكويت:

• عدد أكبر من الشباب الكويتيين (51 في المئة) متفائلون جداً بمستقبلهم، وهي نسبة أعلى من المعدل الذي تم تسجيله في دول مجلس التعاون.

• قد يصبح الشباب الكويتيون في المرتبة الأولى في الشراء عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إذ تبلغ نسبة من يشتري منهم عبر الإنترنت 54 في المئة، ويعتزم 31 في المئة الشراء في المستقبل، مقارنة بنسبة 21 في المئة و38 في المئة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا على الترتيب.

• في حين يعتبر 94 في المئة من الشباب الكويتيين أن مشغلي خدمات الاتصالات جيدون، يشعر 71 في المئة فقط من الشباب في الشرق الأوسط وشمال افريقيا على ذلك النحو.

• حين تم توجيه السؤال للشباب الكويتيين عن أكثر ما يهمهم عند اختيار مزود خدمة الاتصالات كان هناك إجماع كبير لديهم (83 في المئة) على أنه سرعة الإنترنت، والقيمة التي يحصلون عليها (79 في المئة)، وتغطية الشبكة (69 في المئة).

• يشعر عدد أكبر من الشباب الكويتيين أن القيود على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أمر صحيح (65 في المئة)، وهو أعلى من القيود على مواقع المحادثات الصوتية عبر الإنترنت (مثل سكايب) وعلى دخول بعض المواقع هو صحيح هي 47 في المئة و40 في المئة على الترتيب.

وتكشف الدراسة الإقليمية عن طبيعة آمال وتطلعات شباب اليوم، لاسيما مدى قناعتهم بالدور المؤثر الذي يمكن أن تلعبه تقنيات الاتصالات في تعزيز مسيرة التنمية البشرية الاجتماعية.

التقنية الحديثة

وقال رئيس مجلس إدارة Ooredoo، الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، تعقيباً على التقرير المنشور عن هذه الدراسة: «تبنى شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التقنية الحديثة وسيلة لتغيير حياتهم. ولعل من أبرز ما رصدته هذه الدراسة هو مستوى التفاؤل لدى الشباب رغم الصعوبات والعقبات الماثلة أمامهم، واعتماد هذه الشريحة السكانية المهمة على التقنية الحديثة لاقتناص الفرص التي تمكنهم من تطوير أنفسهم. ويتعين على المؤسسات والهيئات الحكومية والشركات والهيئات عامة أن توفر الرعاية لميزات الابتكار والإبداع وإيجاد السبل الكفيلة بتنميتها بين شباب المنطقة لتمكينهم من الإسهام في تنمية مجتمعاتهم». ومن جهته، يقول المهندس عبدالعزيز فخرو، المدير العام الرئيس التنفيذي في الشركة الوطنية للاتصالات أول مشغل لقطاع الاتصالات في القطاع الخاص الكويتي وإحدى شركات مجموعة Ooredoo: «نحن في الكويت ملتزمون بإثراء حياة العملاء وتحفيز التنمية البشرية في المجتمعات التي نقدم خدماتنا فيها. ونحن مؤمنون أن الاتصالات وتقنية المعلومات تلعب دوراً مهماً في مساعدة الشباب في العراق على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم الاقتصادية، إذ توفر نتائج هذه الدراسة آراء قيمة تساعد في تحديد الفرص التي يمكنها أن تساعدهم في القيام بذلك».

العصر الرقمي

ورغم التحديات الجدية التي واجهتها دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الأعوام القليلة الماضية، أظهرت الدراسة أن شباب العصر الرقمي الراهن باتوا يعتمدون على تقنيات المعلومات والاتصالات لاقتناص الفرص المجزية وتعميق فهم الآخر وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص. ومن أبرز ما أظهرته الدراسة الاستطلاعية في هذا السياق أن 91 في المئة من الشباب يتفقون على أن «التقنية تُعد أساس المجتمعات الحديثة والتقدمية والفعالة»، مثلما يتفق 89 في المئة منهم على أن «التقنية تفتح قنوات الاتصالات مع الآخرين مما يؤدي الى تعزيز العلاقات الطيبة وفهم الآخرين بشكل أفضل».

وفي الوقت الذي أظهر فيه التقرير تفاوتاً نسبياً متوقعاً بين البلدان المختلفة، بين أن هناك تشابهاً لافتاً في آراء الذكور والإناث الذين استطلعت آراؤهم، في مؤشر على تعميق التوافق بين الجنسين بشأن أهمية التقنية. ورغم أن الذكور يمثلون ثلثي مستخدمي الإنترنت ببلدان المنطقة، يتفق 72 في المئة من الذكور و77 في المئة من الإناث على أهمية تكافؤ فرص الأعمال للجنسين، في مؤشر على توافق الجنسين بشأن الدور المتوقع للمرأة في عالم الأعمال.

البنية التحتية

ومن بين الفروقات التي أبرزتها هذه الدراسة الموسعة الفرق بين البلدان ذات البنية التحتية المتقدمة من جهة، والبلدان التي تعاني المصاعب لتوفير المتطلبات الأساسية لمواطنيها، مثل خدمة الكهرباء التي يمكن الاعتماد عليها، وتأثير ما سبق في طبيعة طموحات وتطلعات الشباب في تلك البلدان. كذلك أظهر التقرير الصادر عن الدراسة الاستطلاعية تأثير تباين الدخل بين عدد من بلدان المنطقة في تمكين الشباب من تحقيق طموحاتهم. ورغم أن معظم الشباب المشاركين في الدراسة الاستطلاعية قالوا إنهم يملكون الموارد المالية الكافية لتلبية احتياجاتهم اليومية، قال 20 في المئة منهم إنهم بحاجة إلى المال لتلبية المتطلبات الأساسية لأسرهم.

ورغم التحديات الاقتصادية العصيبة التي تواجهها بعض بلدان المنطقة، فقد ترسخت مكانة الإنترنت في تلك البلدان كوسيلة أساسية لتمكين الشباب من تحقيق طموحاتهم، سواء عند الاستعانة بها كأداة تعليمية لرعاية المواهب المبدعة، أو لتأهيل الشباب الراغبين بدخول عالم الأعمال. وأجمع أكثر من 80 في المئة من المشاركين بالدراسة الاستطلاعية على أن الإنترنت تمكنهم من مواصلة تعليمهم إلى مراحل لا تتوفر في بلادهم.

تحسين فرص العيش

وكانت التحولات التي طرأت على الأنماط السلوكية بين شباب البلدان العربية فيما يتعلق باستخدام الإنترنت من أهم ما أظهرته الدراسة. ففي حين أن شباب المنطقة يقضون أكثر من رُبع وقتهم على الإنترنت في الترفيه والتسلية والألعاب الرقمية، ثمة دلائل على إقبال المزيد من الشباب العرب على الاستعانة بالإنترنت لتحسين فرصهم المعيشية.

ووفقاً للتقرير الصادر حول الدراسة، في اليوم الواحد يستغل الشباب ما معدله 18 في المئة من وقتهم على الإنترنت في التواصل مع آخرين، و16 في المئة منه للتعلّم والتدريب، و15 في المئة منه في الأنشطة المتصلة بوظائفهم، و12 في المئة منه بحثاً عن وظائف وغيرها من الفرص المهنية. كذلك أظهر التقرير أن الشباب العرب يضعون الأولوية للسرعة عند إبداء رأيهم بخدمة الإنترنت، دون الاهتمام بالقيود التي قد تحدّ من النفاذ إلى مواقع معينة، مثلما يأخذون في الحسبان الخدمات الجديدة وخدمة العملاء، إذ قال 70 في المئة من المشاركين بالدراسة الاستطلاعية إن سرعة الإنترنت تمثل المعيار الأول الذي يأخذونه في الاعتبار عند اختيار مقدم خدمة الإنترنت. وكشفت الدراسة عن تغيرات ملموسة في أنماط استخدام الشباب العرب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا للإنترنت. وفي سياق آخر، أظهرت الدراسة أن الشباب في المنطقة باتوا يعتمدون أكثر فأكثر على الهواتف الذكية التي يفوق عددها اليوم عدد الهواتف النقالة غير المتصلة بالإنترنت. ولم يكن الحال مختلفاً في البلدان التي يتعذر على مواطنيها من الشباب اقتناء هواتف ذكية، إذ قال 90 في المئة منهم إنهم ينفذون إلى الإنترنت عبر هواتف ذكية مشتركة مع آخرين.

البحث عن وظائف

اتفق الشباب المشاركون بالدراسة على الأهمية البالغة للإنترنت في البحث عن وظائف تتناسب مع طموحاتهم. وقال91 في المئة منهم إن شبكة الإنترنت يمكن أن تدعم طموحاتهم للانطلاق بأفكار مبتكرة في عالم الأعمال، فيما أعرب 83 في المئة منهم عن رغبتهم بإطلاق شركاتهم الخاصة، وقال 66 في المئة منهم إن الإنترنت قد تساعدهم في تأمين التمويل اللازم لأفكارهم في عالم الأعمال.

بيد أن الأمر لم يكن خالياً من التحديات، لاسيما العقبات القانونية التي تعترض تأسيس الشركات في بعض البلدان، إذ قال قرابة 6 من بين كل 10 مشاركين بالدراسة الاستطلاعية إن ثمة قيود قانونية تحول دون تأسيس شركات خاصة بهم وقد يكون من الصعب التغلّب عليها.