ثمة صنف معين اسمه «الشاي الأخضر» وهو يرتبط بادعاءات مذهلة. لكن لا تكون جميع المزاعم بشأن الشاي الأخضر صحيحة، حتى أنه قد يؤذيك في بعض الحالات.تقلّ أنواع الشاي المختلفة. الشاي الأسود شائع في أوروبا وأميركا الشمالية وشمال إفريقيا، ويشكل نحو 80% من كميات الشاي التي يتم إنتاجها واستهلاكها. في المقابل، تشكّل أنواع الشاي الأخضر معظم الكمية المتبقية من الشاي الذي نستهلكه، وهذا النوع شائع على نطاق واسع في الصين وكوريا واليابان والمغرب. لكن يبقى استهلاك الشاي الأبيض وشاي وولونغ الصيني محدوداً. يتعلق الفرق الأول بين الشاي الأخضر والشاي الأسود بواقع أنهما يشتقان من أنواع مختلفة من نبتة الكاميليا الصينية، ويكمن الفرق الثاني في طريقة تصنيعهما.لا يمر ورق الشاي الأخضر بعملية أكسدة، ما يعني أن الورق يحتوي على "مركبات فينولية غير مؤكسدة» مثل الكاتشين، ويكون لون الشاي أخف في هذه الحالة. في المقابل، تمر أصناف الشاي الأسود بعملية أكسدة لذا تحتوي على «مركبات فينولية مؤكسدة» مثل الثيافلافين والثياروبيغين، ويكون لون السائل النهائي داكناً.بالتالي، تحتوي الأوراق المجففة من كل نوع على المستويات نفسها تقريباً من البروتينات والأحماض الأمينية (نحو 19% من حيث الوزن)، الألياف وكربوهيدرات أخرى (33%)، الدهون (7%)، الأصباغ (2%)، المعادن (5%). يكمن الفرق في واقع أن الشاي الأخضر لا يشمل أي مركبات فينولية مؤكسدة بينما يحتوي الشاي الأسود على 25% منها. لا شك في أننا سمعنا عن الكافيين في القهوة (يحتوي الكوب العادي على 100 ملغ). يشمل الشاي الأسود 55 ملغ من الكافيين بينما يحتوي الشاي الأخضر على 20 ملغ منها تقريباً.لكن يُقال إن المركبّات الفينولية هي المسؤولة الأساسية عن الآثار الصحية المذهلة (معالجة الصداع ومختلف أوجاع الجسم والاكتئاب، فضلاً عن الوقاية من سرطان المعدة والقولون والثدي والمبيض والمثانة والبروستات). تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الشاي الأخضر قد يحمي من هشاشة العظام وتسوس الأسنان.لكننا نجد عدداً كبيراً من هذه المواد الكيماوية المفيدة في الفاكهة والخضار وفي الكاكاو والنبيذ.دراسات تجريبيةعند التدقيق بالدراسات الحاصلة في هذا المجال، يتضح أنها لم تكن بشرية في معظمها، بل جرت على الحيوانات أو اعتمدت تقنية زرع الخلايا في المختبرات.من وجهة نظر إحصائية، تبدو الدراسات البشرية القليلة نسبياً فرعية أو غير مكثفة. إنها دراسات تجريبية ومنخفضة النوعية في معظمها (وليست دراسات محصورة إذ أخفيت هوية المشاركين). لذا لم تأخذ في الاعتبار العوامل التي يمكن أن تغير النتائج، مثل التاريخ العائلي وثروة العائلة والحمية الغذائية وغيرها. في معظم تلك الدراسات، تثبت النتائج أن الأشخاص الذين يتبعون عادات صحية يميلون إلى شرب الشاي الأخضر، ما يعني أن شرب الشاي الأخضر هو نتيجة أسلوب حياة صحي وليس سبباً للمنافع الصحية. كذلك، تبدو الدراسات متضاربة لأن مختلف الادعاءات الصحية تتصادم مع دراسات أخرى لم ترصد الآثار نفسها. اليوم، يتم إنتاج 80% من الشاي الأخضر في الصين. قاست دراسة (2006) مستويات الرصاص في أصناف الشاي الأخضر الصيني. فوجدت أن بعضها يحتوي على كمية تفوق أقصى مستوى مسموح به بخمسين مرة. هذا التلوث بالرصاص ينجم عن تكثيف حركة التصنيع في الصين. يتم امتصاص الرصاص من التربة عبر الجذور، أو يقع على الأوراق من البيئة المحيطة.في الوقت الراهن، تُعتبر بعض المواد الكيماوية الموجودة في الشاي الأخضر قوية جداً. عند النظر إلى أقراص خلاصة الشاي الأخضر التي تُباع في متاجر الأغذية الصحية، وليس الشاي الأخضر السائل، تتعدد الحالات التي تسبب فيها تلك الأقراص ضرراً في الكبد وحالات واضحة من اليرقان، ما يستلزم دخول المستشفى.يستهلك الأميركيون نحو 10 مليارات حصة من الشاي الأخضر كل سنة، بمختلف أشكاله. في عام 2013، أجرى موقع مستقل ومتخصص بالمنتجات الصحية من جميع الأنواع (ComsumerLab.com) اختباراً على أنواع الشاي الأخضر.تبين أن مشروبات الشاي الأخضر المحضّرة مسبقاً غنية بالسكر وبكمية إضافية من الكافيين، ولا تشمل الكميات التي تم الإعلان عنها من مواد الشاي الأخضر المفيدة، كما تشير المعلومات على الغلاف. كانت التحليلات الكيماوية للأوراق وأكياس الشاي الأخضر تشبه تركيبات المشروبات المحضّرة، لكن من دون سكّر مضاف. الأمر المفاجئ أن بعض أكياس الشاي شملت 2.5 ميكروغرام من الرصاص في الحصة الواحدة.تبين الآن أن تخمير الشاي الأخضر حصل للمرة الأولى قبل 28 قرناً تقريباً من الميلاد، في عهد الإمبراطور الصيني تشين نونغ، ما يعني أن تاريخه طويل.بالتالي، يمكن اختصار الموضوع بالنصيحة التالية: يجب ارتشاف الشاي باعتدال بدل ابتلاع غالونات منه!
توابل - Fitness
الحقيقة بشأن الشاي الأخضر...
18-03-2014