- 1 -

Ad

كثرت التعليقات والتحليلات السياسية في الإعلام العربي والغربي، وفي الشرق والغرب، على الجلسة الأولى للمحكمة الكبرى لمحاكمة محمد مرسي، والتي تعتبر محكمة كبرى في التاريخ العربي كله، ومنذ أكثر من 15 قرناً.  وكان الكثير، بل الغالبية العظمى من هذه التعليقات والتحليلات، يدور حول كيفية ظهور الرئيس المعزول بعد هذه المدة الطويلة من الغياب "القسري"، وبأي هيئة جاء الرئيس المعزول؟

ولكن المصريين الفصحاء، كانوا في تعليقاتهم التي كتبوها في بعض الصحف المصرية، أكثر صواباً، وأبلغ تلقائية، وأعمق تعبيراً، مما كتبه كثير من المعلقين والمحللين السياسيين، الذين يملأون الصحف وشاشات الفضائيات، بكلام مكرر، وسقيم، وسخيف، في أحيان كثيرة.

- 2 -

فماذا قال المصريون الفصحاء، بعد الجلسة الأولى لمحاكمة محمد مرسي (الرئيس المعزول)؟ إليكم بعض ما قالوه، ونشروه، بعد أن اعترفوا بخطئهم في انتخاب مرسي للرئاسة، وتلاوموا على أنفسهم، وفضحوا دور "جماعة الإخوان المسلمين" (النازيون الجُدد) في السياسة المصرية والعربية، واعتبارهم "الجماعة" كارثة تاريخية. وقالوا، ونشروا، بكل شجاعة جديدة، وصراحة أكيدة: "وصول شخص، ينتمي لجماعة متطرفة وإرهابية لرئاسة مصر، هو أكبر  كارثة حدثت في تاريخ مصر. وهذه الجماعة، أسوأ من "الحزب النازي" في ألمانيا، الذي كان رغم جرائمه يعمل لصالح ألمانيا، والشعب الألماني. لكن مرسي وجماعته، أرادوا التنازل عن أجزاء تاريخية من أرض مصر، ووهب قناة السويس للآخرين، وأفرجوا عن القتلة، والمجرمين، والإرهابيين، وضاعفوا من أعباء الديون، بالإضافة لحصارهم للمحاكم، وتعيين نائب عام غير شرعي، واستهداف المعارضين من الصحافة والنشطاء، وازدياد أزمات الوقود والطاقة والكهرباء، ونشر "الأخونة"، وهيمنة المنتمين للجماعة على مفاصل الدولة بشكل فج. وهذا ما يفسر بكاء الإخوان لخسارتهم تلك الامتيازات الكثيرة التي كان يوفرها لهم الرئيس المعزول. وحدث هذا كله، بعد ثورة نادت بالديمقراطية. وكان من أهم أسباب ثورة 30 يونيو المجيدة. فالشعب الآن أصبح يعرف الوجه القبيح للإخوان. ومهما حاولوا، فلن يستطيعوا خداع الشعب المصري مرة أخرى."

- 3 -

الاعتراف بالخطأ فضيلة.

واعتبار الاعتراف بالحق فضيلة أيضاً.

والندم على ارتكاب الخطأ من شيم صواب الرجال المحترمين. وهو ما قاله أحدهم: "ليعلم الجميع، أننا أخطأنا خطأً فادحاً، عندما انتخبنا هذا المرسي نكاية بأحمد شفيق.

فمرسي لم يكن رئيساً، ولا يصلح رئيساً لمصر، ولا رئيساً- حتى- لمقهى شعبي".

- 4 -

وكانت تفاهة، وسقم الرئيس المعزول، وفضائح "جماعة الإخوان المسلمين" السياسية والدينية، مدعاةً لعقد مقارنة بين مرسي والرئيس مبارك. لكي يتبين للناس النور من الظلام، والخيط الأسود من الخيط الأبيض.  وقال أحدهم: "في الحقيقة، استمعت الى أغلب التعليقات، التي قارنت بين سلوكيات الرئيسين السابقين أثناء محاكمتهما. ومنها نفهم، أن هناك فرقاً، نتيجة الأفعال غير المحترمة من أناس فوضويين، أرباب سجون، وقضوا أغلب حياتهم في السجون. والحقيقة، فحين استمعت إلى المقارنة، اتضح لي، أن مبارك- رغم أخطائه- كان رجلاً محترماً، في إجاباته على أسئلة القاضي في المحكمة. وبالمقابل، أعتقد أن مرسي (الرئيس المعزول) كان معتوهاً. وكل سلوكياته، توضح لنا، أنه رجل غير متزن، ويدفع الناس إلى معاملته معاملة المجرمين، وليس معاملة الرؤساء.

ومرسي، أصبح رئيساً بالخطأ، وكانت فترة حكمه- التي لن ينساها الشعب كله- أسوأ فترة مرَّت بها مصرنا الحبيبة، وسيكتب عنها التاريخ".

- 5 -

وقام مصري فصيح آخر بعقد مقارنة سريعة أخرى، وقال:

"مبارك قائد ومحارب، لكنه انحرف بغرور السلطة.

أما مرسي، فلم يحارب من أجل مصر أبداً، بل ظل لسانه مع مرشده السابق يقول: "طز في مصر".

مبارك، تنحى تلبية لإرادة الشعب، ولحقن الدماء.

ومرسي، يُحرِّض على حرب أهلية، ويستقوي بالخارج.

مبارك، احترم المحكمة والقضاء.

ومرسي، اصطدم بالقضاء، من أول يوم في الحكم".

- 6 -

ومن المصريين الفصحاء المؤمنين بنظرية المؤامرة، من قال إن ما جرى في مصر كان مؤامرة من إسرائيل، وأميركا، والغرب!

لنقرأ:

"يا سادة الموضوع من وجهة نظر بعض الناس، أن الصهاينة، لعبوا "لعبة" على المصريين. واللعبة هذه، بدأت من الثورة الأولى، عندما خططوا لإقالة مبارك، وأيضاً خططوا، لتولى "الإخوان" شؤون مصر، واستمرت اللعبة، الى أن حدث رفض الشارع المصري لــ"الإخوان".

فعندما كنا في الثورة الاولى، هتف الناس:

"يسقط حُكم العسكر".

وبعدها، حينما تولَّى مرسى الرئاسة، قالوا:

"يسقط حُكم المرشد".

وطلبوا الحل من العسكر، إلى أن أسقط الجيش الحُكم، من "الإخوان" في 30 يونيو، واستمرت لعبة الصهاينة الحقيرة، في بث أفكار مُسممة، لأنصار مرسى، إلى أن وصلت هذه الأفكار المُسممة إلى التابعين لــ"الإخوان" للقيام بعمليات قتل، وسحل، لبعض القيادات، في حالة هستيرية كبيرة.

وستستمر "اللعبة"، إلى أن تجرى انتخابات رئاسية.

وأيضاً، سينقسم الشعب، وتظهر فئة مع، وفئة ضد الرئيس الجديد، وتنزل بعدها الملايين الحاشدة، وتلجأ إلى الجيش، للقبض على الرئيس الجديد الخائن. وستستمر هذه "اللعبة" الصهيونية القذرة، إلى أن تجعل في مصر حرب شوارع، ومافيا، وطوائف، وقتل، وسحل.

وبذلك تكون هذه اللعبة، قد حققت أعلى درجاتها ونجاحها، فتسقط مصر، وبعد أن تسقط مصر لن يبقى شيء للعرب".

* كاتب أردني