انطلقت أمس تظاهرات حاشدة في مدن وبلدات محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، تلبية لدعوة من "حلف قبائل حضرموت" تحت اسم "الهبّة الشعبية" التي تهدف الى "إخلاء محافظات الجنوب ومدنه من قوات الأمن والجيش الشمالية المحتلة".

وقُطعت الاتصالات عن المحافظة أمس، وسقط عدد من مراكز شرطة بيد أهالي المنطقة، بحسب ما أفاد مصدر في "الحراك الجنوبي" وكالة "يونايتد برس إنترناشونال"، مؤكداً أنه "مع انطلاق الهبّة خلت الشوارع الرئيسية في مديريات حضرموت من السيارات التابعة لقوات الاحتلال".

Ad

وكانت قبائل وعشائر في محافظة حضرموت دعت إلى "هبّة شعبية" إذا لم ترضخ الحكومة لشروطها بعد مقتل شيخ قبائل الحموم في المحافظة مطلع الشهر الجاري برصاص قوات عسكرية اشتبهت في انتمائه وجماعته المسلّحة إلى تنظيم "القاعدة".

وأشار المصدر الى أن "أكثر من 20 مديرية سيتم الإعلان عن استعادتها بيد أبناء حضرموت، فيما ستبقى مدن المكلا والشحر في الساحل، وسيئون وتريم في الوادي، تحت سيطرة الاحتلال"، مشيراً الى أن "أهالي منطقة صيف بدوعن قاموا ليل الخميس- الجمعة بالسيطرة على مبنى مديرية الأمن بعد فرار الجنود منها".

وتحدّث المصدر عن "وجود سيطرة تامة في محافظة الضالع في الجنوب، ونشر نقاط لحفظ الأمن بعد انسحاب نقاط قوات الاحتلال في وقت متأخر من ليل الخميس ـ الجمعة وإخلاء أماكنهم"، مشيراً الى أن "أهالي مديرية القطن بوادي حضرموت يسيطرون الآن على مركز الشرطة إثر هروب أفراده".

وتحدّث المصدر أيضاً عن "اشتباكات عنيفة تقودها قبائل الحموم بحضرموت وحلفاؤها، في 3 مواقع عسكرية تابعة لحماية الشركات في قطاع المسيلة بغيل بن يمين"، لافتاً الى أن "قبائل الحموم سيطرت على موقعين عسكريين في قطاع 14 النفطي بمديرية غيل بن يمين بحضرموت".

وأوقفت شركات النقل الجماعي أمس، جميع رحلاتها إلى المحافظات الجنوبية، ومنها حضرموت وعدن، تحسباّ لأي أعمال عنف قد تمسها. في المقابل، قال عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني صالح البيضاني أمس إن "الهبّة الشعبية ليست نتاجا مباشرا لمظالم، ولكنها في جوهرها محاولة لاقتناص فرصة ظلت تراود الكثير من السياسيين ورجال الأعمال والمفكرين الحضارم والمتمثلة بتحقيق حلم دولة حضرموت الكبرى بدعم سعودي".

وأشار عضو مؤتمر الحوار الوطني الى أن "الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يعيشها اليمن وضعف الدولة المركزية غير المسبوق مثل فرصة سانحة لانتزاع مكاسب أعتقد أنها ستبدأ بالحكم الذاتي وصولاً لإعلان الدولة".

على صعيد منفصل، صرح مسؤول في وزارة النفط اليمنية بأن فرق فنيين تبذل جهوداً لاصلاح مقطع من أنبوب للنفط في منطقة العرقين في صرواح في محافظة مأرب شرق صنعاء قام مسلحون بتخريبه ليل الخميس- الجمعة، للمرة الثانية في اقل من 24 ساعة، مما ادى الى توقف ضخ الخام.

(صنعاء، عدن -ـ يو بي آي، أ ف ب)