عقد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك جلسة مباحثات رسمية في قصر بيان أمس مع رئيس وزراء جمهورية إيطاليا الصديقة انريكو ليتا.

وجرت المباحثات في أجواء ودية عكست عمق العلاقات التاريخية والوطيدة بين البلدين الصديقين، وحرص الجانبين على توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.

Ad

وتناولت المباحثات سبل تعزيز وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتشجيع تبادل الزيارات بين رجال الأعمال، للاستفادة من الفرص الاستثمارية في كلا البلدين، وكذلك التعاون في مجالات التنمية والتعليم وتبادل الخبرات بين المختصين في هذا الشأن، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

حضر المباحثات عن الجانب الكويتي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ورئيس بعثة الشرف المرافقة المستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ الدكتور سالم الجابر.

كما حضرها وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله، ووكيل ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخة اعتماد الخالد، وسفير الكويت لدى إيطاليا الشيخ علي الخالد، وعدد من كبار المسؤولين بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء ووزارة الخارجية، ومؤسسة البترول الكويتية، والهيئة العام للاستثمار.

وحضرها عن الجانب الإيطالي الوفد الرسمي المرافق لرئيس وزراء إيطاليا.

وأقام المبارك مأدبة غداء ظهر أمس في الخيمة الأميرية بقصر بيان على شرف نظيره الإيطالي والوفد المرافق له.

تصريح ليتا

وأكد رئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا نجاح زيارته للكويت في تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، وفي بحث الأوضاع الإقليمية والدولية.

وقال ليتا في مؤتمر صحافي أمس عقب المباحثات الرسمية مع المبارك، إن "إيطاليا شاركت بين عامي 1990 و1991 في حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي"، مضيفا انها "سعيدة جداً لتجديد التزامها للعلاقة بين البلدين".

 وأعرب ليتا عن سروره لوجوده في الكويت بمناسبة مرور 50 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، لافتا إلى الصداقة القديمة بين البلدين، التي تمخضت عنها اليوم محادثات "مثمرة وإيجابية جداً" تناولت التعاون في مختلف المجالات.

الإعلان المشترك

واعربت الكويت وايطاليا عن ارتياحهما لوصول الهيئة العامة للاستثمار والصندوق الاستراتيجي الايطالي الى المراحل النهائية للتوقيع على اتفاق يقضي بمشاركة الهيئة بمبلغ 500 مليون يورو لتأسيس شركة استثمارية بين الجانبين.

وذكر الجانبان في "اعلان مشترك"، أمس، عقب جلسة مباحثات رسمية، ان الصندوق الاستراتيجي الايطالي ستكون له نسبة 80 في المئة من الشركة الاستثمارية، بينما سيكون للهيئة العامة للاستثمار نسبة 20 في المئة من الشركة.

واضاف الاعلان ان "الاتفاق مع الهيئة العامة للاستثمار يتوقع توقيعه خلال مارس المقبل، بعد الانتهاء من النقاط الرئيسية المتعلقة بمسائل التقييم"، مضيفا ان هذا الاتفاق سيعرض على المسؤولين المختصين من الجانبين.

فرص واعدة

واوضح ان "الهيئة العامة للاستثمار تعتبر الصندوق الاستراتيجي الايطالي، وما يشكله من فرص استثمارية واعدة، وسيلة ملائمة للمشاركة في نمو سوق الاسهم الاستثمارية الايطالية، كما ان الشركة الجديدة ستستثمر عبر الصندوق الاستراتيجي الايطالي باستثناء القطاعات التي لا تدخل ضمن قوانين الهيئة العامة للاستثمار".

وزاد ان زيارة رئيس وزراء ايطاليا للكويت امس تأتي في اطار العلاقات الوثيقة بين الكويت وايطاليا، وبمناسبة ذكرى مرور خمسين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

واضاف ان المباحثات اتسمت بجو ودي يعكس طبيعة العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، لافتا الى ان الجانبين تطرقا الى كل القضايا ذات الاهتمام المشترك مع تأكيد اهمية تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والعلمية.

وافاد بأن الجانبين اتفقا على تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، من خلال تشجيع الاستثمار في القطاعات الحيوية والمهمة، لاسيما زيادة مساهمة الشركات الايطالية في مشاريع خطة التنمية بالكويت، في ظل اهتمام الجانب الايطالي بالدخول للسوق الكويتي.

وبين ان رئيسي حكومتي البلدين أكدا أهمية تطوير التعاون والاستفادة من الخبرات الايطالية في المجال العسكري، وتبادل الزيارات وتكثيف المشاورات بين المختصين، للارتقاء بها الى المستوى الذي يتطلع اليه مسؤولو البلدين، معربين عن الامل ببناء علاقات استراتيجية بين المؤسستين العسكريتين في كلا البلدين.

معرض إكسبو

وقال ان الجانب الكويتي اشاد بالتعافي الاقتصادي الملحوظ والمهم الذي حققته ايطاليا، كما اعربت ايطاليا عن سرورها بمشاركة الكويت في معرض اكسبو ميلانو 2015 التي ستسهم في نجاح المعرض ودعمه.

واعلن ان الجانبين اتفقا على تكثيف التعاون عبر تبادل المعارض والتعاون بين المتاحف، مؤكدين عزمهما العمل معا بشكل اوسع للتعريف باللغة الايطالية بالكويت، وتقوية التعاون بين الجامعات، معربين عن رغبتهما في تكثيف تعاونهما في القطاع الصحي، لاسيما في مجال امراض الخلل الوراثي التي تصيب الاطفال.

واردف ان الجانبين استعرضا القضايا والمسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال محادثاتهما التي ركزت على الوضع المأساوي في سورية، والذي تسبب في خسائر فادحة واضرار واسعة منذ عام 2011. واضاف ان الجانبين اكدا دعمهما للعملية السياسية في سورية، عبر مؤتمر جنيف2، فضلا عن الجهود المشتركة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الرامية للتوصل الى حل سياسي يلبي احتياجات وتطلعات الشعب السوري، مشيرين الى اهمية العمل على الصعيد الانساني من اجل ضمان مساعدة فعالة للسوريين المتضررين عن طريق تلبية الاحتياجات الاساسية للفئات الاكثر تضررا لاسيما الاطفال.

الشأن السوري

واوضح الاعلان ان ايطاليا اعربت عن تقديرها العميق للجهود الانسانية الكبيرة في سورية، من خلال تنظيم مؤتمر المانحين الثاني الذي عقد في الكويت في نوفمبر الماضي، حيث بلغ حجم التعهدات المقدمة من الدول 2.4 مليار دولار، كما اعربت الكويت عن عميق تقديرها لاستضافة ايطاليا للاجتماع الثالث عالي المستوى الخاص بالجوانب الانسانية لأزمة سورية والذي عقد في روما امس، ونظمه مكتب الامم المتحدة للتعاون في الشؤون الانسانية.

واشار الى ان الجانبين اكدا ارتياحهما التام لما تم التوصل إليه من اتفاق بين دول مجموعة 5+1 وايران بشأن ملفها النووي، معربين عن تفاؤلهما بأن يؤدي هذا الاتفاق الى استقرار المنطقة، وتأكيد التزامهما بدعم جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه هذا الملف.

وقال إن الجانبين أعربا عن قلقهما ازاء الاوضاع في مصر، آملين ان تتوصل كل الاطياف الى اتفاق، مؤكدين دعمهما للحكومة المصرية في تحقيق خارطة الطريق التي اعلنتها والخطوات التي تم اتخاذها بهذا الصدد، مضيفا ان الجانبين ادانا كل الاعمال الارهابية والتفجيرات التي تعرضت لها مصر وتستهدف أبناء الشعب المصري وامن واستقرار بلاده.

وافاد بأن الكويت وايطاليا اشادتا بمبادرة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتي من شأنها ان تساهم في إنهاء المأزق الحالي مؤكدين دعمهما لها، مشيرا الى اتفاق رئيسي حكومتي البلدين على الايعاز من خلال القنوات الدبلوماسية لمتابعة ما تم بحثه خلال هذه الزيارة، تمهيدا لمتابعته عبر اعمال الدورة الاولى للجنة العليا الكويتية الايطالية المشتركة.

وغادر رئيس وزراء إيطاليا والوفد المرافق له البلاد مساء أمس في ختام زيارة رسمية بدعوة من سمو رئيس مجلس الوزراء، وكان في مقدمة مودعي الضيف على أرض المطار رئيس بعثة الشرف المرافقة، وعدد من كبار المسؤولين بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء وسفير الكويت لدى إيطاليا.