تمحورت جلسة الملتقى الثقافي حول الكتابة الجديدة، والأسباب التي تدفع الكاتب إلى تقديم إصداره للمتلقي.

Ad

شدد د. سليمان الشطي على ضرورة البحث والمثابرة للوصول إلى كتابة جديدة مرضية للمؤلف قبل المتلقي، معتبرا ان ثمة شروطا يجب توافرها في الإصدار، في مقدمتها المنطقية والاتساق.

جاء ذلك ضمن حلقة نقاشية، نظمها الملتقى الثقافي، حول الكتابة الجديدة، أدارها مدير الملتقى طالب الرفاعي الذي اكد أهمية وجود طرح جديد يتضمنه الإصدار، معتبرا ان التجربة الكتابية تتضمن فكرة جديدة أو تكنيكا حديثا.

وانطلق د. الشطي في حديثه، من سؤال لماذا أكتب؟ قائلا: «حينما يجد الكاتب ردا منطقيا على هذا السؤال سيتضمن إصداره جديدا»، مستعرضا بعض التجارب الشخصية التي قدم فيها بحوثا متنوعة، مضيفا: «كان عنوان رسالتي للماجستير (في الرمز والرمزية في أدب نجيب محفوظ)، حيث كان النقاد يشيرون إلى واقعية نجيب محفوظ فقررت أن أقوم بالبحث في زاوية جديدة تتعلق بالرمزية في أدبه».

واستطرد الشطي في الحديث عن رحلته الأكاديمية، مشيرا إلى أنه انتقى موضوع شهادة الدكتوراه ليتمحور حول «المعلقات»، لكنه طرحها من ناحية سؤال جديد: «كيف نظرت العصور المختلفة للمعلقات؟ كما تحدث عن مقدمة كتاب «طبقات ابن سلام»، وكيف كان يصفها النقاد بأنها مهلهلة إلا أنه من خلال قراءة جديدة لها أثبت بالبحث أنها تتسم بالمنطقية والاتساق.

وتابع: «الحكم على الكتابة الجديدة ليس من شأن المتلقي بل المبدع نفسه أولا، إذ يجب الا يكتب عن نص إلا إن كان محبا ومنبهرا به»، ناصحا الكتاب الجدد بضرورة البحث والمثابرة، وعلى الكاتب الباحث عن كتابة جديدة أن يسأل نفسه أولا عن هدف الكتابة.

إطار خيالي

من جهتها، أكدت الكاتبة هدى الشوا أنها تركز ضمن كتاباتها على فئة منسية في العالم العربي وهي الناشئة، مبينة أن إحدى رواياتها تدور في إطار خيالي، من خلال رحلة الفتى عمر وعودته عبر الزمن إلى زمن ما قبل سقوط الخلافة العباسية عبر سرد يحمل بعض المفارقات.

وعن الجديد في عملها الروائي، أوضحت أنها أبرزت فترة التحول من العصر الذهبي العربي من القرن الثامن حتى الحادي عشر، حيث كان التقدم العلمي العربي، ثم زمن الردة إلى علوم التنجيم والكهانة من خلال علم الرمل.

«الاحتمالات»

في السياق ذاته، تحدث د. علي العنزي عن ترجمته لمسرحية «الاحتمالات» للكاتب الإنكليزي الشهير هوارد باركر، الصادرة مؤخرا عن دار مسعى، مشيرا إلى أن فكرة ترجمته للمسرحية تعود إلى أيام دراسته في لندن.

وتابع د. العنزي ان المسرحية التي تتناول عالم السلطة كانت تمثل بالنسبة له فيضانا إبداعيا وليس مجرد عمل مسرحي، مشيرا إلى أن مؤلف المسرحية باركر احد الاسماء العالمية في المسرح، وهو متعدد المواهب وأعماله تقدم في مسارح العالم.

وأكد أنه كتب مقدمة طويلة عن العمل دون أن يقع في حالة من الانبهار بالنص او الكاتب، وان ترجمته لاقت إعجابا من الكثير من النقاد والمسرحيين، لكن الحكم على أي كتابة جديدة يبقى شأنا للمتلقي.

«كشمير»

بدوره، تناول الكاتب الشاب مشاري العبيد تجربته مع الكتابة، لافتا إلى أن بدايته كانت من خلال مدونة اسسها مع زملائه، ثم نشر مجموعته الأولى «كشمير» التي لاقت إقبالا جيدا، وكانت نقطة التحول في مساره.

وتحدث العبيد عن كتابه الجديد «غائب»، مشددا على ان «أي إصدار لاحق للمبدع إن لم يحمل جديدا فلن يضيف له وللقارئ شيئا».

يذكر أن أصدقاء الملتقى قدموا مجموعة تعليقات بشأن أعمالهم ورؤيتهم للكتابة الجديدة.