تبدو زوجتك إيمانويل سيغنر جذابة ومغرية جداً في فيلمك الجديد Venus in Fur.

Ad

أنا فخور بذلك.

بصفتك مخرجاً، هل يمكن أن تكون حيادياً إذا كنت متزوجاً من بطلة الفيلم الرئيسة؟

نحن معاً منذ فترة طويلة: 25 سنة. وسبق وصنعنا بضعة أفلام أخرى معاً. حين نعمل مع شخص تربطنا به علاقة، يجب أن نكون أكثر صرامة وأكثر قساوة مع ذلك الشخص. للأسف، لا يمكن أن أسدي زوجتي أي خدمات خاصة خلال تصوير الفيلم.

يرصد الفيلم ما يشبه المبارزة بين ممثلة ومخرج. هل هذا الوضع مألوف بالنسبة إليك؟

لا يغوص الفيلم في عمق علاقتنا الحميمة. بل إنه أقرب إلى الهجاء. إنه عمل تهكمي وساخر. بصراحة، لقد ضحكنا كثيراً خلال التصوير.

في فيلم Venus in Fur، تقول الممثلة للمخرج: أنت المخرج. ومن واجبك أن تعذب الممثلين. هل تعكس هذه العبارة جزئياً صوت المخرج بولانسكي؟

لقد عذّبتُ الممثلين في مرحلة معينة، ليس عمداً طبعاً. لكن أحياناً يجد الممثلون صعوبة في تقبّل أدوارهم، لا سيما الرجال. لا يحب الرجال أن يتبعوا التعليمات. لا مشكلة في إخراج الأعمال مع النساء.

يريد كل رجل أن يؤدي دوراً قيادياً.

أنت تفهم ما أعنيه إذاً. لهذا السبب، لطالما اتفقت مع النساء جيداً. هكذا كان الوضع في فيلمي الثاني Repulsion من بطولة كاترين دونوف. كان الأمر أشبه برقصة تانغو معها. ينطبق الأمر نفسه على ميا فارو في فيلم Rosemary›s Baby. ثم قابلت فاي داناواي حين صورت فيلم Chinatown. كانت صعبة المراس وكدت أوقف العمل.

كانت ميا فارو متزوجة من فرانك سيناترا حين كنت تصور فيلم Rosemary›s Baby معها. لم يحبذ سيناترا أن تشارك زوجته في فيلم من إخراجك ولم يكف عن الحضور إلى موقع التصوير.

حتى اليوم الذي أرسل فيه محاميه إلى موقع التصوير ليمنح ميا أوراق الطلاق. انهارت ميا بالكامل. أظن أنها كانت تحبه فعلاً. كانت تبكي حين نادتني وقالت لي: "لقد أرسل محاميه بكل بساطة}. لا أظن أنها طريقة راقية جداً لإنهاء أي علاقة.

ربطتك علاقة أيضاً مع ناستازيا كينسكي التي كانت مراهقة في تلك الفترة، حين صورت فيلم Tess معها في عام 1979.

أخبروني: ألا تهتمون في هذه المقالة إلا بالنساء اللواتي ارتبطت بهن في حياتي؟

أنت من قررت صنع فيلم عن العلاقة بين مخرج وممثلة وعن الجنس والنفوذ. أليس منطقياً أن نفترض ارتباط هذه المواضيع كلها بك وبحياتك؟

لا تحاولوا إيجاد أسباب واهية لطرح هذه الأسئلة عليّ. أنا رجل ناضج.

عذراً لم نقصد ذلك.

ربطتني علاقات مهنية فقط مع معظم الممثلات، بل معهنّ جميعاً، باستثناء إيمانويل وشارون وربما ناستازيا. لم نكن، ناستازيا وأنا، معاً حين صورت فيلم Tess. لا، لقد مرّت في حياتي امرأتان فقط. تعلمون على الأرجح أن شارون تايت كانت زوجتي. قابلتها خلال تصوير فيلم The Fearless Vampire Killers.

فوقعتما بالغرام.

في البداية، حين كنا نصور في منطقة الدولوميت.

كتبت في سيرتك الذاتية أنكما أخذتما عقار "إيثيلاميد حامض الليسرجيك» وكنتما تصغيان إلى الموسيقى، وهكذا اجتمعتما معاً.

حصل ذلك قبل بدء التصوير. لم نأخذ ذلك العقار طبعاً خلال التصوير. لا تنسوا أن «إيثيلاميد حامض الليسرجيك» كان لا يزال قانونياً في تلك الفترة. لكن لم يكن مقدّراً لنا، أنا وشارون، أن نتشارك المستقبل معاً. لم تدم العلاقة طويلاً.

في أغسطس 1969، أقدم أعضاء من جماعة تشارلز مانسون على قتل زوجتك وأربعة من أصدقائها في منزلك في لوس أنجليس. كانت تايت حاملاً بطفلك. كنت في لندن قبل فترة قصيرة من وقوع ذلك، لكنك بقيت لبضعة أيام إضافية، لذا لم تكن موجوداً في ليلة الجريمة.

غالباً ما كنت أتساءل كيف تجاوزت تلك المرحلة.

هل تعلم الجواب الآن؟

لم أعد أفكر بالموضوع. اضطررت في مرحلة معينة إلى اتخاذ قرار بالتوقف عن التفكير بالموضوع. حين وقعت تلك الحادثة، قال لي أصدقائي: يجب أن تعود إلى العمل. لكنّ العمل مستحيل في ظل تلك الظروف. لا يمكن أن يعمل الفرد في هذه الحالة. العامل الوحيد الذي يضمن الراحة هو الوقت ولا شيء سواه.

ما هي المدة التي احتجت إليها لتجاوز تلك المرحلة؟

فترة طويلة. بعد جريمة القتل بفترة قصيرة، قابلت صديقاً كان طبيباً نفسياً. فأخبرني بأنني سأحتاج إلى أربع سنوات على الأقل كي أعود إلى طبيعتي. في تلك الفترة، بدت لي تلك المدة طويلة جداً. لكن تبين أنني سأحتاج إلى أكثر من أربع سنوات. أتساءل كيف يمكن أن يخطئ طبيب نفسي لهذه الدرجة.

أتذكر كل تفصيل

كان الرجل الذي أمر بارتكاب جريمة القتل، تشارلز مانسون، رجلاً هيبيّاً فقد صوابه ولديه وشم لصليب معقوف على جبينه. قبل 25 سنة، حين كنت لا تزال صغيراً في حي كراكوف، كنت قد تعرضت للتعذيب على يد أشخاص يضعون صلباناً معقوفة. هل يصعب عليك أن تتذكر تلك الطفولة؟

أتذكر كل تفصيل.

هل فهمت ما كان يحصل حين غزا الألمان بولندا في عام 1939؟

كنت في السادسة من عمري. لكني فهمت ما يحدث. كان الراشدون يتحدثون عن الأمر منذ سنوات. كانوا يتكلمون عن خوفهم وكرههم وموقف البولنديين الوطني ضد الألمان. أول ألمان قابلتهم كانوا جنوداً يمرون في وارسو. هل تتذكرون المشهد الذي ظهر في فيلم The Pianist؟ هكذا اختبرتُ الأمر تحديداً. لقد شاهدناهم هناك وأدار كثيرون ظهرهم لهم. وقف والدي بالقرب مني وقال باللغة البولندية: "يا لهم من أوغاد، يا لهم من أوغاد}.

في أحد الأيام، اضطررتَ إلى مشاهدة طريقة اعتقال والدك وآخرين قبل اصطحابهم إلى معسكر اعتقال.

ركضت نحوه. لكنه دفعني وقال: {ابتعد، ابتعد!}. كنت أعلم أنه يحاول إنقاذ حياتي. لكني أردت بالفطرة أن أتمسّك بوالدي. كنت لأختلق أي عذر ممكن للبقاء معه. الطفل يكون متفائلاً بطبيعته. يظن أن النهاية تكون دوماً سعيدة. لكني كنت أعلم حجم المخاطر. كان الموت يتربص بنا في تلك الفترة، لذا هربت. هكذا أنقذ والدي حياتي.

كانت والدتك قد رُحّلت في تلك الفترة. هل كنت تعلم أنها لم تعد على قيد الحياة؟

لا. علمنا أنها أُخذت إلى معسكر اعتقال في أوشفيتز. لطالما ظننت أنها ستعود يوماً. بعد الحرب، حين عاد والدي، كنت ما زلت مقتنعاً بأن والدتي حية. أظن أن والدي نفسه لم يكن يعلم في تلك الفترة أن المركبة التي نقلت والدتي كانت متّجهة مباشرةً إلى غرف الغاز. كانت شقيقتي موجودة في أوشفيتز أيضاً. لكنها نجت.

كتبت في سيرتك الذاتية أنك كنت، في طفولتك خلال الاحتلال، تقصد دور السينما لفهم ما كان يحصل.

في تلك الفترة، لم أدرك أنني كنت أسعى إلى فهم الأحداث. كانت مشاهدة الأفلام النشاط الترفيهي الوحيد بالنسبة إلي.

أي نوع من الأفلام كنت تشاهد؟

الأفلام الألمانية. لم يكن يُسمَح لنا بمشاهدة أفلام أخرى. حتى إننا لم نكن نشاهد أي أفلام ترويجية. لكن كان الذهاب إلى السينما يُعتبر نشاطاً غير وطني بالنسبة إلى البولنديين. ذُكر في إحدى الكتابات على الجدران: "وحدهم الخنازير يقصدون السينما!}. كنت واحداً من تلك الخنازير.

كيف يمكن أن يتكيف الفرد مع هذه الأحداث كلها؟ لقد تجاوزت مرحلة الحي اليهودي ووفاة والدتك وكان والدك في معسكر الاعتقال. وحين أقدم المجانين لاحقاً على قتل زوجتك الحامل، ألم تفقد كل ثقتك بالإنسانية؟

لا أظن أن الفرد يبدأ بفلسفة الأمور حين يواجه أحداثاً مماثلة. بل إنه يأخذ الأمور بطريقة شخصية ولا يدرك تأثير ما حصل عليه ولا يفكر بالعالم. لماذا أنا؟ ربما لأن تلك الأحداث كانت همجية جداً. ليس بالنسبة إلي فقط بل بالنسبة إلى الجميع.

 

هل راودتك أفكار بشأن الانتقام؟ ألم ترغب في قتل الشخص الذي فعل بك ذلك؟

راودتني أفكار الانتقام طبعاً. لو وجدت أحداً منهم فوراً، كنت لأردّ بالطريقة نفسها على الأرجح. لكن نشأ في داخلي أيضاً صوت المنطق الذي يعكس قناعاتي. لطالما كنت أعارض عقوبة الإعدام. لذا واجهت حينها السؤال التالي: هل يجب إصدار تلك العقوبة بحق هؤلاء الأشخاص؟ ما النفع من ذلك؟ بالنسبة إلى العالم، كان ما حصل مجرد حدث. لكن ماذا عني؟ لقد رحلت حبيبتي. في النهاية، ما أهمية طريقة رحيلها؟ بسبب مرض السرطان أم نوبة قلبية؟ حين نفقد شخصاً، نفقده نهائياً. الظروف تعزز حجم المأساة، لكن بالنسبة إلى المتفرجين من الخارج فقط، وليس الأشخاص الذين تأثروا شخصياً بما حدث.

لو كنت متشائماً ما صمدت

صورت فيلم Tess مع ناستازيا كينسكي بعد الفضيحة مباشرةً. من باب الصدفة، كان الفيلم يروي قصة شابة تتعرض للاعتداء الجنسي وتعاني تداعيات تلك الحادثة لبقية حياتها. هل كان ذلك شكلاً من الاعتذار؟

لا أعلم. يرتكز فيلم Tess على كتاب أوصتني به شارون. لا أجيد تفسير هذه الأمور. تطلب مني دوماً أن أشرح أفلامي، وكأنك تطلب من شاعر أن يشرح أشعاره. أعلم أنك تعتبر الأمر مثيراً للاهتمام، لكنها مشكلتك.

إليك سؤال آخر: في فيلم The Ghostwriter، سردت قصة رجل شهير لم يستطع السفر إلى الخارج بسبب مشاكله القانونية. لا شك في أن هذه القصة جذبتك بطريقة ما.

لا يمكن أن يكون الأمر وليد الصدفة بالنسبة إلى صحافي مثلك طبعاً.

أنت شخصياً لم تتمكن من السفر بِحرية طوال عقود. بعد تصوير فيلم The Ghostwriter بفترة قصيرة، تم اعتقالك في سويسرا بسبب قضية غيمر. على أرض الواقع، اضطررت إلى مواجهة عواقب كتلك التي واجهتها الشخصية في فيلمك.

نعم، وأنا أواجه العواقب فعلاً. إنه أحد الأسباب التي جعلتني أحاول تجنب الصحافة. إجراء المقابلات حدث مزعج بالنسبة إلي. ما الذي يجبرني على التعامل مع ذلك؟ لا شك في أنني أنزعج عند الغوص في مآسي حياتي معكم، وهي محور هذه المقابلة الأساسي. إنها قصة لا نهاية لها، تلك الحادثة مع سامانثا. والآن صدر كتاب سامانثا. لن ينتهي الأمر أبداً. ما الذي يدفعهم، بعد 30 سنة من العيش كرجل حر، إلى المطالبة باعتقالي فجأةً؟

أراد محام محلي في لوس أنجليس أن يصبح النائب العام في كاليفورنيا. بدا اعتقالك دعاية جيدة له.

أصبحتُ الورقة الرابحة بالنسبة إليه.

ما كان شعورك حين اضطررت إلى تمضية شهرين في سجن سويسري في عام 2009، ثم سبعة أشهر تحت الإقامة الجبرية؟

شكراً على هذا السؤال. ما سيكون شعوري برأيك؟ كان الوضع سيئاً على عائلتي، لا سيما الأولاد. لقد عانوا الكثير. فقدان الأب طوال سنة كاملة أمر مريع في ذلك العمر. وكنت مضطراً أيضاً إلى إنهاء مونتاج فيلم The Ghostwriter. كان العجز عن إنهاء الفيلم أسوأ ما يمكن أن يحصل. كانت حياة مئات الناس تتوقف على ذلك المشروع الذي كلّف أموالاً طائلة. استعملتُ حاسوباً قديماً في السجن، لكن من دون إنترنت.

في نهاية المطاف، يبقى ذلك المكان سجناً.

طلبتُ أن يرسلوا لي النسخة الأولية إلى السجن على قرص مدمج. ودوّنت ملاحظات حول طريقة مونتاج المشاهد، ثم أعطيت الملاحظات إلى المحامي الذي اضطر إلى عرضها على الشرطة. لم يهتموا بها طبعاً. أخيراً، تمكن المحامي من إرسال الملاحظات إلى محرري الذي نفذ التعديلات التي ذكرتها. كانت العملية معقدة جداً. في مرحلة معينة، تحدثت مع الحارس (مدير السجن). كاد يشعر بالإحراج لأنه مضطر إلى احتجازي. أكد لي على عدم وجود مشكلة وقال إن محرري يستطيع أن يأتي إلى السجن ويجلب معه حواسيبه الخاصة بعملية المونتاج. هكذا كنا نجلس لإنهاء مونتاج الفيلم في غرفة يقشّر فيها السجناء البصل في العادة. كانت رائحة البصل مريعة هناك. أصبح الحارس صديقي.

صديقك؟

نعم. كنا نلعب الشطرنج في السجن في أيام الآحاد. بعد إطلاق سراحي، زارني هنا في باريس وقد زارني أيضاً في غشتاد.

قال أحد أقدم أصدقائك، المنتج أندرو برونسبرغ، إنه لا يعلم شخصاً واجه الأهوال التي أصابتك أنت.

إنه تصريح مبالغ فيه طبعاً. تحمّل البعض أكثر مما تحمّلت أنا. في المقام الأول، لطالما كانت صحتي جيدة. أنا أنظر إلى الآخرين وأشعر بالذنب.

هل تظن أن المصائب التي عرفتها في حياتك ساهمت بطريقة ما في ظهور الفنان الذي أنت عليه اليوم؟

أنت إذاً من الأشخاص الذين يظنون أن الفنان يجب أن يعاني؟ هل يعني ذلك أنني كنت محظوظاً لأنني عانيت لهذه الدرجة؟

قد يكون هذا الرأي تشاؤمياً بعض الشيء.

لست متشائماً.

رغم كل شيء، هل أصبحت شخصاً سعيداً في النهاية؟

نعم، مع أنني لم أتخيل حصول ذلك في مراحل معينة من حياتي.

قلت في إحدى المرات إن كل شيء مقدَّر.

نعم، ربما. أنا لست متديناً. هذا ليس المغزى. إذا لم نكن نؤمن بأن الله يقرر كل شيء، فنحن نؤمن بالعلم. يعني ذلك أننا نصدق نظرية "الانفجار العظيم». وخلال ذلك الانفجار، وجد كل جزء من المواد موقعه بنفسه.

لا شك في أنك شخص متفائل بطبعك.

وإلا لما كنت هنا معك اليوم. أشك في أنني كنت لأصمد لو كنت متشائماً.

هل تمكنت يوماً من مشاهدة فيلمك The Fearless Vampire Killers، الذي صورته مع شارون تايت، مجدداً؟

الأمر يشبه أحد الأغراض المعروضة على هذا الرف: السعفة الذهبية، جائزة الأوسكار، وجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي. هي معروضة هناك بكل بساطة. عندما أنظر إلى الجوائز، أفكر بضرورة أن أتذكر الشعور الذي انتابني حين قُدّمت لي. لكن لا قيمة لذلك. لقد غطاها الغبار. قد أفكر بضرورة استدعاء أحد لإزالة الغبار عنها.

لم أشأ أن أعود يوماً إلى هناك

طبع مقتل زوجتك على يد جماعة مانسون في عام 1969 نهاية فترة الهدوء في الستينيات. في اليوم التالي، أصبح العالم فجأةً مكاناً مختلفاً. زادت شكوك الناس وأصيبوا بالرهاب وبدأوا يقفلون أبوابهم.

نعم. في الوقت نفسه، داس رجل على سطح القمر للمرة الأولى. كان ذلك الحدث نقطة تحول أكثر أهمية. فهو كان يعكس تقدم الجنس البشري التكنولوجي. شعرنا بأننا أصبحنا أكثر ذكاءً منذ ذلك الحين، لكن صدمت جرائم القتل العالم أيضاً لأن الحادثة وقعت في مكان ما من التلال فوق هوليوود، وكان ذلك المكان معروفاً بهدوئه وارتفاع عدد الأثرياء فيه.

بعد ذلك، غادرت لوس أنجلس وذهبت للعيش في أوروبا. لكن بعد أربع سنوات، في عام 1973، عدت إلى هوليوود لتصوير فيلم Chinatown.

لم أشأ أن أعود يوماً إلى هناك. اضطر بوب إيفانز، رئيس شركة "باراماونت}، وجاك نيكلسون أيضاً، إلى بذل جهود كبيرة لإقناعي. لكن فور وصولي إلى هناك، بدأت أعيش مجدداً: حفلات، أصدقاء، وفتيات. كان الكوكب مختلفاً في تلك الفترة. عندما أفكر بتلك الفترة اليوم، أشعر وكأنني عشت على كوكب مختلف. كان المزاج مغايراً والناس مختلفين. كان الجميع يحتفلون لأن أجواء الستينيات الهادئة انتهت. كانوا سعداء. ولم يكن مرض الإيدز قد ظهر حينها. لكن جاء الإيدز لينهي كل شيء في المرحلة اللاحقة.

أصبحت صديقاً لجاك نيكلسون في تلك الفترة.

أدى دور البطولة في فيلم Chinatown. لكننا كنا صديقين قبل ذلك. كان يزورني في منزلي في غشتاد. وقد علّمتُه التزلج.

حين نعمل مع شخص تربطنا به علاقة يجب أن نكون أكثر صرامة معه

في منزل جاك نيكلسون في لوس أنجليس وقع حدث  رسم مسار حياتك.

(يهمهم)

سامانثا غيمر، التي اعتديت عليها جنسياً في منزل نيكلسون حين كانت في الثالثة عشرة من عمرها، كتبت للتو سيرتها الذاتية. معظم الكتاب يتمحور حولك.

أنا واثق من أنني لا أتذكر ما حصل بهذه الطريقة.

هل قرأت الكتاب؟

لا. لكني سمعت عنه طبعاً.

نظراً إلى الظروف السابقة، تتحدث عنك بلطف شديد.

حقاً؟

قابلنا غيمر حديثاً. لا تكنّ لك أي ضغينة. لكنك تعلم ذلك طبعاً.

نعم، أعلم ذلك. كل ما أستطيع قوله أنني متأسف جداً لما حصل لها طوال هذه السنوات وطريقة استغلالها في وسائل الإعلام. لطالما حاولتُ إخفاء اسمها إلى أن فُضح كل شيء. لا أظن أنكم ستسمعون مني المزيد عن هذا الموضوع الآن. سأقرأ الكتاب حين يصدر هنا في فرنسا.

كتبتَ رسالة إلى غيمر في عام 2009 واعتذرت منها أخيراً.

لأنني شاهدتها على التلفزيون. كان من الضروري أن أقابلها أخيراً.

ألم تكن تستطيع الاعتذار قبل أن تمر 32 سنة على وقوع الحادثة؟

لم يكن لدي سبب لفعل ذلك.

لا؟

لقد حاولنا جميعاً نسيان الموضوع. لن أتكلم عن ذلك.

هل كوّنتَ اليوم رؤية مختلفة عن استغلال مراهقة في الثالثة عشرة من عمرها بعدما رزقت بابنة أصبحت في العشرين من عمرها الآن؟

مرّت سنوات عدة بعد الحادثة قبل أن أنجب ابنتي. مرّ على ذلك الآن أكثر من 35 سنة. هل كنتم لتقولوا إنني خضعت لمراقبة مشروطة لمدة طويلة بما يكفي؟ لو كنتَ مسؤولاً عن مراقبتي خلال هذه الفترة، هل كنت لتقول إن الوضع أصبح على ما يرام الآن؟