احتفلت قاعدة محمد الأحمد البحرية باستقبال "قارب رحلة الأمل" عصر أمس بعد أول رحلة تجريبية طويلة، قادماً من مملكة البحرين، حيث أطلقت أبواق الزوارق البحرية بالقاعدة إيذاناً بوصول "قارب رحلة الأمل" (على الطريقة التقليدية في مثل هذه المناسبات).

كان في استقبال القارب لدى دخوله المياه الإقليمية الكويتية عدد من زوارق القوة البحرية الكويتية التي رافقته إلى داخل القاعدة، ولدى رسو القارب (رحلة الأمل) على الرصيف المخصص له في قاعدة محمد الأحمد البحرية، كان على رأس مستقبليه مدير العمليات في القوة البحرية العميد ركن بحري خالد الكندري، وأمين سر مجلس أمناء رحلة الأمل يوسف الجاسم وعدد من كبار ضباط القوة البحرية الكويتية.

Ad

التعاون والانضباط

ووجه العميد خالد الكندري كلمة لطاقم القارب الذي كان بقيادة الرائد محمد العريفي أمر زورق عوهة من القوة البحرية الكويتية، وكابتن "قارب رحلة الأمل" نقل خلالها تحيات وتقدير نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، ورئيس الأركان الفريق أول عبد الرحمن العثمان وأمر القوى البحرية الكويتية اللواء بحرى جاسم الأنصاري، واثنى على روح التعاون والانضباط التي تمتع بها فريق وطاقم الرحلة، ووصف هذه التجربة العملية الأولى بأنها كانت بالفعل بداية للرحلة الرئيسية وقد حققت نجاحاً باهراً.

 وأضاف العميد الكندري أن الرحلة استغرقت حوالى 16 ساعة من مملكة البحرين إلى الكويت، حيث تمت بنجاح كبير، واختبار جميع الأجهزة الفنية وماكينات وقوة تحمل القارب، حيث لم تظهر أي مشاكل تذكر، لافتا إلى أن هذه التجربة تعتبر نجاحا كبيرا لصناعة القارب وتجهيزه، وكذلك قدرات القارب وطاقم الرحلة على المسافات الطويلة، حيث قطع القارب مسافة تفوق 400 ميل بحري في رحلته التجريبية الأولى الطويلة، كما أن القارب الآن اصبح مستعدا للرحلة الرئيسية التي لم يحدد موعدها بعد.

وبدوره، قال أمين سر مجلس أمناء رحلة الأمل يوسف الجاسم خلال كلمة الترحيب بعودة "طاقم وأفراد الرحلة على الرصيف المخصص لوقوف قارب رحلة الأمل في قاعدة محمد الأحمد البحرية، إنه ينقل تحيات وتقدير أعضاء مجلس أمناء رحلة الأمل وعلى رأسهم رئيس مجلس إدارة الأمناء فيصل الحجي وجميع العاملين في المكتب التنفيذي للرحلة، مشيرا إلى أن "هذا يوم تاريخي نفخر به من حيث نجاح الرحلة التجريبية وتحقيق أهدافها في اختبار قدرات القارب وتجربة طاقم القارب ومضمون العمل والروح الايجابية التي تحلى بها افراد طاقم القارب، خاصة أن هذه الرحلة تتعلق بمهمة إنسانية من الطراز الأول"، مقدما الشكر لمملكة البحرين على استقبال وتسهيل مهمة قارب "رحلة الأمل".

التجربة الطويلة

وقال الرائد محمد العريفي كابتن قارب رحلة الأمل، ان هذه الرحلة هي التجربة الطويلة الأولى للقارب الذي يتكون طاقمه من 17 شخصا من أفراد وطاقم إعلامي، ومستشارين فنيين للرحلة، بالإضافة إلى عضوي مجلس أمناء رحلة الأمل جاسم البدر وبادي الدوسري.

 حيث تمت تجربة مدى تحمل القارب للظروف المناخية والملاحية، ومدى تأثير الأمواج وقوتها على القارب واختبار أحوال الطقس وكذلك مدى الانسجام بين افراد الطاقم.

وأكد الكابتن العريفي عن جاهزية القارب للرحلة الرئيسية، بالرغم من ظهور بعض الملاحظات الفنية التي تحتاج إلى تعديل بحيث تتوافق مع متطلبات الرحلة الطويلة، كما شكر تعاون التسهيلات التي قدمتها السلطات البحرية في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين مما سهل عملية الإبحار من الكويت إلى البحرين والعودة.

وقال المستشار الفني للرحلة ثنيان الغانم إن القارب بشكل عام جاهز فيما عدا بعض الملاحظات والمسائل التي تحتاج التي تعديل طفيف، وهذا هو حال جميع القوارب التي تنزل للبحر للمرة الأولى، حيث تظهر الملاحظات العملية، خاصة في ظروف الأمواج والرياح واختبار مدى تحمل الماكينات وأجهزة الملاحة والاتصالات.

التعب والإرهاق

وقال عضو مجلس الأمناء لرحلة الأمل رئيس فريق الإبحار جاسم البدر الذي رافق القارب في رحلته التجريبية الأولى، "كان هدف الرحلة إخضاع القارب لتجربة فنية، بحيث تختبر الأجهزة، واستهلاك الوقود والماكينات وكيفية تصرف القارب في البحر وقياس مقدرة طاقم وفريق عمل الرحلة على القارب وفي الموانئ التي ستستقبل القارب من حيث عملية الاتصال اللوجستية، وعموماً فالتجربة ايجابية، وكنا جميعاً متوقعين مدى التعب والإرهاق في مثل هذه الرحلات الطويلة حيث أظهر طاقم القارب تفانيا في العمل".

وأكد عضو مجلس الأمناء بادي الدوسري الذي كان من ضمن الفريق الذي رافق القارب في رحلته الأولي لمملكة البحرين، أن القارب صناعة كويتية خالصة، وبإشراف شركة عالمية وضعت المواصفات الفنية العالمية لنجاح مثل هذه المهمة الإنسانية، كما أنها تعزز الثقة بالإمكانات التي تتمتع بها الصناعة الكويتية.

وأضاف الدوسري ان "موضوع الرحلة هو قضية ذوي الإعاقة الذهنية وهي رحلة إنسانية خالصة، وتم اعداد الفريق المرافق من خلال عدد من الدورات في مجال القوانين البحرية، وقد اختبارنا في هذه الرحلة بالتجربة العملية مدى الاستفادة من مثل هذه الدورات في تأهيل طاقم الفريق المرافق لرحلة الأمل".

 وأكد المهندس وائل خليفة من وزارة الإعلام ورئيس فريق التغطية التلفزيونية خلال الرحلة التجريبية حيث رافق فريق الرحلة من الكويت إلى مملكة البحرين والعودة لقاعدة محمد الأحمد البحرية، أن الرحلة أتاحت تجريب أجهزة الإرسال الفضائية التلفزيوني التي توجد على سطح القارب، إذ قامت وزارة الإعلام بتجهيز القارب لهذه الرحلة بالأجهزة الفضائية لتغطية هذه الفعالية، حيث إنها لأول مرة تستخدم في البحر على أجسام متحركة بكفاءة عالية لنقل بث مباشر لمسار الرحلة، وتابع جمهور تلفزيون الكويت على القناة الثالثة النقل الحي للرحلة، ومن المقرر أن يقوم الطاقم الإعلامي المرافق للرحلة (رحلة الأمل) برسائل تلفزيونية مباشرة عن مسار الرحلة، مما يحقق أهداف الرحلة.