تنتمي رواية {طابق 99} (إصدار يونيو 2014 عن {منشورات ضفاف}/{دار الاختلاف}) للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن إلى أدب الحرب، لتقدم تحديداً ذيول الحرب الأهلية اللّبنانية من منظور حداثي. تمتد أحداث الرواية بين لحظة مفصلية في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 ونيويورك عام 2000، ويستند السرد المتعدد الأصوات إلى أسلوب تيار الوعي. يقع {مجد}، الشاب الفلسطيني الذي يحمل ندبة المجزرة في جسده بحب {هيلدا} المسيحية المتحدرة من عائلة إقطاعية تمتعت بنفوذ اليمين المسيحي أثناء الحرب.يبدأ الصراع حين تقرر الفتاة، التي تتعلم وتمتهن الرقص في نيويورك، العودة إلى قريتها في جبل لبنان لإعادة اكتشاف ماضيها. بين تصوّره للعدو القديم وخوفه من خسارتها، يجد {مجد} نفسه أيضاً مضطراً إلى استعادة أحداث مؤلمة أودت بحياة والدته وجنينها، وحولت والده من أستاذ في {الأونروا} إلى فدائي، وبعدها بائع ورد في حي {هارلم} الشهير في أميركا. من مكتبه الواقع في الطابق 99 في أحد مباني {نيويورك}، تبدو هوية {مجد} الفلسطينية ملتبسة، خصوصاً كونه ولد في الشتات ولم يمتلك يوماً تجربة حية في موطنه الأصلي. تضع أحداث الرواية جيل ما بعد الحرب في مواجهة مع أسلافه لطرح الأسئلة حول جدوى المعارك القديمة، وإن كانت قد انتهت فعلاً، وتأملات حول قدرة الحب على تطهير الأحقاد والعداوات.رغم انتماء أحداثها إلى القرن السابق، تطلق رواية {طابق 99} جرس إنذار، بعيداً عن الأيديولوجيات، ضد أتون الحرب المشتعلة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لتخبرنا أن المعارك الدموية تطلب أكثر من وقف إطلاق النار، وبأن {مآسي الحروب، لا تنتهي بعد حدوثها، بل تخالها تبدأ من هناك، من حكايا الأشلاء المطمورة}.
توابل
«طابق 99»
02-07-2014