أكد د. عبدالله الغانم أن «الوحدة الوطنية ليست جنسية، بل شعور داخلي تجاه حب الوطن والمكافحة لاجله والتطوير والرقي به»، لافتا إلى ان «السلوك الوطني ليس لفظيا أو حمل شعارات وأعلام في تاريخ ووقت معين، بل عمل حقيقي لصالح الوطن، فالوطنية الحقيقية هي إنجاز العمل الذي يخدم البلد».

Ad

جاء ذلك في الندوة التي نظمتها القائمة الهندسية بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت، تحت عنوان «الكويت... كفاح الأجداد وحصاد الأبناء»، في مقر الجمعية النسائية الثقافية بالخالدية، بحضور النائب د. خليل أبل ود. عبدالله الغانم وفهد الشليمي.

وبين د. الغانم أن إنجاز الوحدة الوطنية يتطلب دعما وتعزيزا لها لدى كل مواطن، من قبل الجمعيات الثقافية في الكويت، فضلا عن المؤسسات التعليمية لتحقيق الوحدة لديهم.

مؤثرات إقليمية

من جانبه، قال النائب د. خليل أبل إن «الشعوب حاليا تتأثر جدا بالمؤثرات الإقليمية من حولها ووسائل الإعلام والتكنولوجيا، فالمواطن في السابق كان يبحث عن المعلومة ويقوم بالبحث والتحري عنها، أما حاليا فإن المعلومة يحصل عليها بسهولة ودون تعب، وهذا الشيء يجعل الكفاح لدى المواطن يقل في خدمة الوحدة الوطنية وإحيائها في ذاته، وتعزيزها وتأثر الفرد بالبيئة والمجتمع الذي حوله».

وذكر أبل أن «الدولة هي المسؤولة عن تعزيز وترتيب الوحدة بين مواطنيها، وعدم وجود عدالة اجتماعية لتعزيز الوطنية في المجتمع يترتب عليه عدم تكاتف الوحدة بعضها مع بعض، وتكون لها نواحي سلبية جدا في حق هذا الوطن، ويجب ان يكون هناك تعاون بين المجلس والحكومة في طرح حلول جذرية لحل مشكلة الوحدة الوطنية».

وتابع ان «المشاكل التي يواجهها الشباب في التخرج في الجامعات، والانتظار طويلا حتى الحصول على فرص عمل من قبل الجهات المعنية تصعب عليهم الحياة»، مشيرا إلى أنه «يجب تطبيق قانون الكفاءة في الحصول على فرص عمل للشباب لخدمة الوطن والوحدة الوطنية».

انقسام كبير

من جهته، أكد فهد الشليمي أن «هناك فرقا بين عامي 1991 و2013، حيث كان المواطنون في السابق يتكاتفون في تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ عليها، ولا مكان للطائفية والقبلية في الميادين الاجتماعية بين المواطنين، حيث كانت الوحدة قوية جدا بين طوائف المجتمع كله، أما حاليا فإننا نجد انقساما كبيرا في الآراء بين المواطنين».

وذكر الشليمي أن «عدم توثيق الوحدة الوطنية في الوطن العربي جاء بسبب الترسبات التي نتجت عن الربيع العربي»، مبينا أن «خسائر دول الربيع العربي بلغت 800 مليار، وخسائر التعليم بلغت 100 مليار، وهناك ازدياد في معدلات البطالة، حيث كانت في السابق 18 في المئة ووصلت الآن إلى 28 في المئة، وكذلك ارتفاع في معدلات الجريمة التي تعدت 200 في المئة».

وشدد على ان «عدم تكاتف كل فئات المجتمع يشكل أعباء كبيرة لديهم، تكون نتائجها سلبية جدا، لذا يجب تعزيز الوطنية بين المواطنين، والعمل على تحقيق الوحدة في شتى الاعمال الاجتماعية والثقافية ودعم التوعية لديهم».