تجد نفسك مع الوقت بعيداً أكثر فأكثر عن شريكك. قد لا تكون متأكداً من الأسباب التي أوصلتك إلى هذه الحالة، وقد تتساءل إن كنت قادراً أو راغباً في العودة، وقد يحفزّك أن تعرف أن شريكك ينتظرك على الضفة الأخرى ويشجعك على النظر إلى الوراء والرجوع. إلا أن طبيعة البعد العاطفي قد تزرع في نفسك الخوف وتدفعك إلى التفكير في الطريقة التي سيستقبلك بها الآخر. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى البعد العاطفي؟يشبه البعد العاطفي إلى حدٍ ما الغرق في الرمال المتحركة وعدم القدرة على الحدّ منه. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ذلك ومن بينها:- النزاعات: يدفع التوتر العاطفي المستمر في العلاقة أحد الشريكين أو كليهما إلى التراجع عاطفياً.- ظروف ضاغطة: تقضي عوامل عدة كالبطالة، الحزن، عدم القدرة على الإنجاب وغير ذلك على الطاقة وتؤدي إلى جمود عاطفي.- الخوف من الكشف عن الذات استناداً إلى علاقات سابقة مع أشخاص آخرين: يقوّض أفراد العائلة والشركاء السابقون والأصدقاء ثقتنا بأنفسنا ويزعزعون مفهومنا للحبّ.- الخوف من الكشف عن الذات استناداً إلى علاقة سابقة مع الحبيب نفسه: قد يتردد الآخر في استئناف علاقته بك إن سبق وظهرت عديم الحساسية ولا مبالياً.- الفارق بين الرجل والمرأة: يتواصل الرجال في شكلٍ مختلف عن النساء ويفهم كلّ منهما العلاقة العاطفية في شكلٍ مختلف.- الفروقات العائلية والثقافية: تختلف الطرق التي تعتمدها الأسر والثقافات للتعبير عن الحبّ، من هنا قد يتوقع كلّ منكما شكلاً مختلفاً لانقطاع الوصل بينكما.على غرار محاولة الخروج من الرمال المتحركة، قد تزيد محاولات إعادة الرابط العاطفي مع الآخر الأمر سوءاً. في ما يلي نعرض لبعض الوسائل التي قد تساعدك على مواجهة البعد العاطفي مع الشريك في ما تتجنب الوقوع في مآزق التواصل الشائعة.كيف تواجه البعد العاطفي؟ راقب خطواتك: غالباً ما يبدو تجنّب الأخطاء التي يقع فيها الناس في العلاقات العاطفية ممكناً من خلال مراقبة خطواتك. ننصحك بأن تتطلع على أساليب التواصل التي تزعج شريكك أو تدفعه إلى الانسحاب أو الابتعاد عنك من دون سبب قوي.الاسترخاء: قد تجد نفسك غارقاً لا محالة حين تحاول أن تكافح بعنف سقوطك في الرمال المتحركة. في المواقف الصعبة، تنتفض غريزة «قاتل أو اهرب» الكامنة في نفس كلّ إنسان. عوضاً عن ذلك، ننصحك بأن تتنفس بعمق وأن تحاول الاسترخاء. افتح لشريكك المجال ليدرك بضعف التواصل العاطفي الذي تشعر به ثم اسأله إن كان الشعور عينه يتمالكه. ليس غربياً أن يجد ما تعتبره بعداً نوعاً من الاستقرار العادي الذي يطرأ على كلّ علاقة.في مواقف أخرى، قد يكون الشريك أكثر ميلاً إلى التعبير اللفظي أو إلى تحليل العلاقة من الآخر فيشعر بالخطر كلّما افتقد إلى بعض التقارب. تذكر دائماً أن بعض الأشخاص يعبّرون عن حبهم للآخرين عن طريق التعابير العاطفية أكثر من غيرهم. لا تفترض تلقائياً أن شريكك لا يحبّك لمجرد أنه لا يعبّر عن حبّه بوضوح.إن لم يشعر شريكك بالبعد العاطفي الذي تشعر به، حاول أن تكتشف الأسباب الكامنة وراء هذا الاختلاف في الرؤى. أخبر شريكك كم تقدّر الرابط العاطفي الذي يجمعك به وكم تحبّ أن تجعله أقوى. افتح لشريكك المجال ليتعرف إلى الأمور التي تُشعرك بالحبّ والأمان وتأكد أن تتفهم حاجته إلى ذلك أيضاً وأن تعمل على تلبيتها.أسقط الحمل عن ظهرك: سببان أساسيان فقط يؤديان بك إلى الغرق عند السقوط في الرمال المتحركة: الهلع والحمل الثقيل، والأمر سيان حين يتعلق بالبعد العاطفي. تخلّص من الأمور العالقة والمزعجة القديمة، لا سيما تلك التي ترتبط مباشرةً بشريكك. تأكد أن إصلاح الرابط بينكما سيكون أسهل إن خففت من بعض الأحمال والأعباء العاطفية التي تثقل علاقتكما. احرص على بذل جهود بطيئة وثابتة لإعادة إرساء العلاقة: تتبع العلاقات بين البشر نمط العرض والطلب: كلّما ضغط شخص معين للحصول على أمرٍ معين، كلّما زادت مقاومة الآخر. حذار من الضغط على شريكك بقوة للتقرب منه أكثر كي لا ينتهي به الأمر بالابتعاد عنك. غالباً ما يتطور البعد العاطفي الذي يشوب العلاقات بين ليلةٍ وضحاها، توقع أن يتطلب منك إعادة بناء علاقتك بالآخر بعض الوقت. اعتمد خطوات صغيرة للتواصل مجدداً مع الشريك: دعوات للخروج ليلا، الحفاظ على التقارب المادي بينكما، مشاركة الآخر في نشاطاته واعتماد أسلوب تواصلي عاطفي.بالإضافة إلى الشعور بالوحدة رغم الارتباط العاطفي، يعزز بعض الأمور شعور العزلة. تأكد أن الشريك لن يتمكن أبداً من تلبية مختلف احتياجاتك ولكن من الضروري أن تعززا علاقتكما كحبيبين وأن تحافظا عليه. إن شعرت أنك وشريكك تعجزان عن تصحيح البعد العاطفي الذي يعكّر صفو علاقتكما، الجأ إلى خبير في العلاقات لمساعدتكما على التقرّب الواحد من الآخر أكثر فأكثر.
توابل - علاقات
كيف تعيدون المياه إلى مجاريها؟
14-02-2013