* مُهْداةٌ إلى روحِ فَقيدِنا د.عَبْدِالرَّحْمنِ السُّمَيْطِ.

Ad

(أَفْـريـقِيا) تَبْكي (السُّمَيْطَ) وَيا لَها

مَحْزونَةً تَبْكي بِهِ أَحْوالَها

رَحَلَ التَّقِيُّ... وَمَنْ لَها يا إخْوَتي

حَتّى يُعينَ نِساءَها وَرِجالَها

كَمْ كانَ بِالصَّدَقاتِ يَمْسَحُ دَمْعَةً

ما كانَ أَبْلَغَ في النُّفوسِ مَقالَها

هُوَ قائِدُ الْفِعْلِ الْجَميلِ... وَكَمْ بِهِ

عَرَفَتْ سَحائِبُ خَيْرِنا أَفْعالَها

ما ماتَ مَنْ سَكَنَ الْقُلوبَ مَحَبَّةً

وَإلى طَريقِ الصّالِحاتِ أَمالَها

وَبِهِ اسْتَنارَتْ دَعْوَةُ الْخَيْرِ الَّتي

تَبْقى لَهُ سَبَبًا... كَما يَبْقى لَها

في كُلِّ ناحِيَةٍ تَسيرُ لَهُ يَدٌ

وَبِهِ الْأَيادي اسْتَحْسَنَتْ أَعْمالَها

وَحَوَتْ عَزيمَتُهُ الْعَزائِمَ كُلَّها

عِنْدَ الْفَخارِ... وَلَمْ نَجِدْ أَمْثالَها

حَتّى السَّحائِبُ مِنْ نَداهُ تَعَلَّمَتْ

لِتَرى بِهِ إدْبارَها إقْبالَها

مُذْ كانَ وَالْإحْسانُ غايَتُهُ الَّتي

قَدْ كَرَّمَ اللهُ الْكَريمُ خِصالَها

حَمَلَ الْمُنى وَمَضى إلى (أَفْـريـقِيا)

وَهَلِ اسْتَطاعَ سِوى (السُّمَيْطِ) ثِقالَها

وَفِعالُهُ شَرَحَتْ لَنا كَلِماتِهِ

كَمْ قالَها بِفِعالِهِ كَمْ قالَها

وَإذا نَوايانا اكْتَسَتْ بِجُهودِهِ

فَجُهودُهُ ما كانَ أَجْمَلَ حالَها

وَالزُّهْدُ فَلْسَفَةُ الدُّعاةِ... وَهَلْ نَرى

غَيْرَ (السُّمَيْطِ) إلى الْأَنامِ أَحالَها

حَتّى أَشاحَ عَنِ الْحَياةِ بِوَجْهِهِ

وَسَما إلى أَعْلى الْجِنانِ وَنالَها

وَرَأى الْمَثوبَةَ تَزْدَهي... وَكَفى بِها

مَهْدِيَّةً تُهْدي إلَيْهِ نَوالَها   

سَتَظَلُّ ذِكْراهُ الْجَميلَةُ لَوْحَةً

لَمْ يَتَّخِذْ إلّا الضِّياءُ مَجالَها

وَبِها (السُّمَيْطُ) يَخُطُّ مِنْ آياتِهِ

ما قَدَّرَ اللهُ الْقَديرُ جَمالَها    

فَلْنَتَّخِذْ مِنْها الرِّداءَ وَسيلَةً

وَمَنِ ارْتَداهُ فَلْيَكُنْ فَعّالَها

وَإلى الْهِدايَةِ فَلْتَسِرْ أَيّامُنا

حَتّى نَرى أَفْضالَنا أَفْضالَها