ذكرنا في الأسبوع قبل الماضي ان والي البصرة محسن باشا أرسل مجموعة من الموظفين الى بيت عبدالعزيز سالم البدر، وكيل الشيخ مبارك في البصرة، بعد ان عرف ان البدر، بناء على طلب الشيخ مبارك، أرسل رسالة يطلب فيها الاشتراك في مجلة "الخلافة" الممنوعة. وقامت السلطات العثمانية بتفتيش البيت ولم يتم العثور على شيء يدين البدر، الذي تخلص من بعض الرسائل المهمة قبل وصول المندوبين، وجرى بينه وبينهم حوارا تم توثيقه في رسالة كتبها الى الشيخ مبارك. ورغم ان البدر اعتقل وأودع السجن مباشرة، الا ان رسالته الموجهة للشيخ مبارك وصلت اليه، وقام مبارك بنقل الرسالة الى الانكليز، كما ذكرنا في المقال السابق، طالبا منهم التدخل لإنقاذ البدر من السجن. واليكم نص الحوار بين البدر والسلطات العثمانية كما ورد في الرسالة: 

Ad

"سؤال الحكومة من عبدالعزيز السالم،،،

سؤال: أنت لك مخابرة مع الكويت؟ جواب: سؤالكم من تعنون به؟

سؤال: مع اي شخص كان. جواب: انا معتمد حاكم الكويت صاحب السعادة مبارك باشا الصباح، وأنا أصلا من أهالي الكويت وجميع عشيرتنا فيها.

سؤال: أنت لك اشتراك ومخابرة  مع صاحب جريدة "الخلافة"؟

جواب: خير انما آمري حاكم الكويت وردني منه تحرير يأمرني أني أحرر لصاحب الجريدة يرسل باسمه بسبب عدم وجود بوستة دولية في الكويت، ومنذ ان حررت الى اليوم ما جا (جاء) عن يدي شي.

سؤال: هو كاتب لك انه وردتنا جرايد بحر ليس معها منك مكاتيب. جواب: هذا دليل كافي إنها بعد ما اجا شي عن يدي ولا رأيتها.

سؤال: من ذا الذي مرسلها؟ جواب: البوستة خانة يرسلون على طريق البحر.

سؤال: يقول في المكتوب انه البوستجي طلب منا مكتوب وسلم لك الأوراق والجرايد وأنت لازم معرفة.

جواب: نعم حسب نضام (نظام) البوستة ان مكاتيب التعهد يعني الرجسترية ما تتسلم الا لصاحبها او وكيله لأجل الإمضاء في علم وخبر الوصول طلبه ذلك وانا آخذ مكتوب ما أفكه ولا اعلم ايش فيه.

سؤال: انت ما تعلم ان هذه الجريدة ممنوعة ومخالفة مراضي العالية؟

جواب: خبر لا اعلم ذلك وهذا شي من وضايف الحكومة، اذا هيا (هي) ممنوعة ومخالفة لمراضي العالية أنا لا اقبل ذلك، ونحن من الآباء والأجداد خدام الدولة العلية ونطلب مراضيها ولا خرجنا عن طاعتها ولا نخرج الآن. اذا الحكومة تأمر نكتب تلغراف الى الجريدة لا تجي (لا ترسل) بواسطتي.

سؤال: عبدالله العتيقي منه؟ جواب: كاتب حاكم الكويت.

سؤال : جمعية الإسلام وين؟  جواب: لا اعرف محلهم ولا شايف جريدتهم، هم كتبوا رأسا لحاكم الكويت، ولا رغب في مطالعة جريدتهم وكتب لهم رافض الاشتراك، ولا يعرف محلهم. عرفني اسأل عن محلهم وأرسل المكتوب، طلبت من الظرف لا اعرف محلهم لما حظر الظرف أيضا ما عرفنا منه شي. أرسلنا مكتوب باجره قاطين اي محل يجدونه يتسلم لهم."

ولا بد من الإشارة في نهاية مقال اليوم الى ان الشيخ مبارك سعى مرات عديدة من خلال المعتمد البريطاني لإطلاق سراح عبدالعزيز البدر (انظر كتاب "بيان الكويت" ص269-268)، ووصل الموضوع الى سفير بريطانيا في اسطنبول الذي تحدث مع السلطان العثماني أكثر من مرة حول الأمر دون جدوى. وقد عاد البدر الى الكويت بعد إطلاق سراحه عام 1904، وعاش عزيزا مكرما واستمر في خدمة الشيخ مبارك ومن بعده أمراء الكويت من مقر إقامته في البصرة وتوفي عام 1946 وعمره يزيد على الثمانين عاما.