انتخب الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريا برغوليو مساء الاربعاء بابا جديدا واختار اسم البابا فرنسيس الاول، ودعا في اول كملة له الى "السير على طريق الاخوة والمحبة".

وفي اول كلمة له بعد اطلالته من على شرفة الفاتيكان، قال البابا الجديد فرنسيس الاول "الكرادلة استدعوني من آخر اصقاع الدنيا".

Ad

ويعتبر هذا البابا اول حبر اعظم ينتخب من اميركا اللاتينية واول بابا يسوعي يتولى السدة البابوية.

ودعا في كلمته الاولى الى الصلاة من اجل سلفه بنديكتوس السادس عشر. ودعا المؤمنين الى "السير على طريق الاخوة والمحبة" و"التبشير بالانجيل" وطلب من الحشود الوقوف دقيقة صمت وقال "صلوا من اجلي وامنحوني بركتكم".

وقال البابا فرنسيس الاول "فلنصل للرب لكي يبارك وللسيدة العذراء لكي تحفظ".

واضاف البابا الذي كان حتى هذا التاريخ اسقف بوينس ايرس "لنصل جميعا الواحد منا للاخر وللعالم لكي تكون هناك اخوة شاملة".

والبابا الجديد من مواليد 17 ديسمبر 1936 في بوينس ايرس في عائلة متواضعة. وهو نجل موظف في السكة الحديد من اصل ايطالي، درس في المدرسة الحكومية. وانهى دروسه بشهادة تقنية في الكيمياء.

وفي سن الثانية والعشرين، دخل الرهبنة اليسوعية حيث درس العلوم الانسانية ونال اجازة في الفلسفة. ثم درس اللاهوت.

وسيم كاهنا في 13 ديسمبر 1969.

وجاء اعلان توصل الكرادلة ال115 المجتمعين في جلسة سرية في مجمع داخل كنيسة السيستين، الى انتخاب البابا، عبر تصاعد الدخان الابيض من المدخنة في الفاتيكان وقرع اجراس كاتدرائية القديس بطرس.

وكان الدخان الابيض تصاعد في الساعة 19,05 (18,05ت غ) الاربعاء من مدخنة كنيسة السيستين في الفاتيكان ما اشار الى توصل الكرادلة ال115 الى انتخاب بابا جديد لخلافة البابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر.

وبعد لحظات من التردد لان لون الدخان الابيض لم يكن واضحا تماما، تصاعدت هتافات الفرح من قبل الحشد المتجمع في ساحة الفاتيكان وقرعت اجراس كنيسة القديس بطرس لتؤكد ان بابا جديدا قد انتخب.

وانتظرت الحشود المتجمعة في ساحة القديس بطرس وهي ترفع الاعلام وتهتف "اصبح لنا بابا" و"يحيا البابا" على وقع قرع الاجراس، حوالى ساعة لمعرفة اسم البابا المنتخب.

والتاخير يعود لمراسم موافقة راس الكنيسة الكاثوليكية الجديد على القبول بمهمته الجديدة، واختيار اسم له وارتداء ثوبه البابوي.

وفور اطلالته من على شرفة الفاتيكان، ارتفعت الهتافات في ساحة القديس بطرس تصاحبها اصوات الفرح التي ترحب بانتخاب راس الكنيسة الكاثوليكية الجديد.

وهذا الانتخاب يضع حدا لاربعة اسابيع غير مسبوقة منذ اعلان البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته في 11 فبراير وهو في الخامسة والثمانين وانتهت ولايته في 28 شباط/فبراير.

وقال بنديكتوس السادس عشر بعد اعلان استقالته انه اتخذ هذا القرار "من اجل خير الكنيسة" التي انتقد الانقسامات فيها.

وتعود اخر استقالة طوعية لبابا الى القرون الوسطى وتحديدا الى العام 1294 عندما استقال البابا سيليستان الخامس الناسك المتواضع بعد اشهر قليلة على توليه السدة البابوية احتجاجا على الفساد المستشري حينها.

وهناك تحديات ثقيلة تنتظر خليفة بنديكتوس السادس عشر من احتجاجات داخلية الى اضطهاد للمسيحيين حول العالم الى قضايا اخلاقية وتجاوزات اخرى تشهدها الكنيسة.

وكان الكرادلة دخلوا الثلاثاء الى كنيسة سيسيتن وانحنوا امام المذبح قبل ان يجلسوا في اماكنهم المحددة لهم في ارجاء الكنيسة الشهيرة تحت جداريات مايكل انجلو الرائعة.

وتلا كل من الكرادلة الذين ينتمون الى 64 جنسية قسما باللغة اللاتينية تعهدوا بموجبه "الحفاظ على السرية المطلقة حول كل ما يتعلق مباشرة او غير مباشرة بالاصوات وعمليات التصويت لانتخاب الحبر الاعظم".

وانتخابه حبرا اعظم تحت اسم فرنسيس الاول يشكل سابقة للكنيسة الكاثوليكية التي لم يتول ادارتها على الاطلاق احد اعضاء الرهبنة اليسوعية.

والارجنتيني خورخي برغوليو (76 عاما) يسوعي متقشف يصنف معتدلا وصاحب منحى اصلاحي.

وبحسب المعلومات التي تسربت عن المجمع الانتخابي الاخير في 2005، كان خورخي برغوليو اخر كاردينال واجه بنديكتوس السادس عشر قبل فوز الاخير بمنصب البابوية.

وهذا الرجل الخجول والقليل الكلام اسقف بوينس ايرس ورئيس اساقفة الارجنتين، يحظى باحترام كبير بين اقرانه الذين يقدرون اندفاعه ونمط عيشه المجرد من اي تباه.

وفي العام 2010، عارض بقوة قانونا يشرع الزواج بين المثليين في الارجنتين حيث الاجهاض محظور.

واجرى البابا الارجنتيني الجديد فرنسيس الاول مساء الاربعاء اتصالا هاتفيا بسلفه البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر على ان "يلتقيه في الايام المقبلة" ويحتفل بقداسه الاول كبابا الثلاثاء المقبل.

وفي مؤتمر صحافي مقتضب، قال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي ان الزيارة الاولى التي سيقوم بها البابا الجديد ستكون صباح الخميس لكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في روما ليصلي الى السيدة العذراء.

واشادت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر الاربعاء بانتخاب مواطنها خورخي برغوليو بابا جديدا، وتمنت له "مهمة راعوية مثمرة".

وقالت كيرشنر في بيان مقتضب اصدرته الحكومة الارجنتينية "نتمنى له، كقائد ومرشد للكنيسة، مهمة راعوية مثمرة في ممارسة مسؤوليات كبيرة جدا سعيا الى العدالة والمساواة والاخوة وسلام يسود الانسانية".

من جهة اخرى، رحب مجمع اساقفة البرازيل الاربعاء بانتخاب الارجنتيني خورخي ماريو برغوليو اول بابا من اميركا اللاتينية من مواليد "قارة الامل".

وقال امين سر مجمع الاساقفة ليوناردو اولريش شتاينر في مؤتمر صحافي ان الاساقفة البرازيليين يعتبرون ان انتخاب فرنسيس الاول الارجنتيني، من شانه "اضفاء حيوية" على الكنيسة الكاثوليكية مضيفا "لدينا امال كثيرة لكونه من اميركا اللاتينية".

وتمنى رئيس الكنيسة الانغليكانية اسقف كانتربيري جوستن ويلبي مساء الاربعاء للبابا فرنسيس الاول "كل النعم والبركات لمواجهة المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتق الكنيسة الكاثوليكية الرومانية".

وقال في بيان "اعرب عن سعادتي المسبقة للقاء البابا فرنسيس الاول وكي نعمل معا للبناء على الارث المهم لاسلافه".

وهنأ بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال الاربعاء البابا الجديد، مشيرا الى ان كنيسة الاراضي المقدسة تنتظر زيارته "بحرارة وبفارغ الصبر".

وجاء في بيان لبطريرك اللاتين (كاثوليك) في القدس "بصفتها الكنيسة الام في القدس، نعرب عن سرورنا العميق لانتخاب راع جديد للكنيسة الكاثوليكية الذي اختاره الكرادلة اثناء مجمع، ولكن قبل كل شيء من قبل الروح القدس".

وهنأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء البابا الجديد فرنسيس الاول على انتخابه واكد ان فرنسا "ستواصل حوارا واثقا" مع الفاتيكان.

وقال هولاند في بيان صادر عن الاليزيه "اوجه الى البابا فرنسيس الاول تهنئتي الحارة وتمنياتي الصادقة".

واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان كثيرين ينتظرون من البابا الجديد ان يقدم اليهم "توجيها"، وخصوصا على صعيد "السلام والعدالة".

ووجه ملك وملكة اسبانيا خوان كارلوس وصوفيا مساء الاربعاء برقية تهنئة الى البابا الجديد، كما اعلن الديوان الملكي.

وهنأت الحكومة الاسبانية برئاسة ماريانو راخوي ايضا البابا الجديد واعربت عن الامل في "تعزيز العلاقات الخاصة التي تربط الكرسي الرسولي واسبانيا على قاعدة القيم العميقة المشتركة بينهما: الحياة والكرامة الانسانية والحرية والسلام والعدالة".

ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما بانتخاب الارجنتيني خورخي ماريو برغوليو على راس الكنيسة الكاثوليكية، موجها "تهانيه الصادقة" الى "اول بابا من الاميركيتين".

وقال اوباما "باسم الاميركيين، نوجه ميشيل (زوجته) وانا تهانينا الصادقة الى قداسته البابا فرنسيس فيما يعتلي عرش القديس بطرس ويبدأ ولايته البابوية".

وهنأه الاتحاد الاوروبي مساء الاربعاء، وتمنى له ولاية حبرية "طويلة ومباركة" لكي يتمكن من "الدفاع عن قيم السلام الاساسية وعن التضامن والكرامة البشرية".

وفي رسالة، تمنى رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز للبابا الجديد "الشجاعة والقوة".

وامل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء في ان يواصل البابا الجديد فرنسيس الاول تعزيز الحوار بين الاديان على غرار سلفه بنديكتوس السادس عشر.

واذ وجه "تهانيه الصادقة" الى البابا الجديد و"الى جميع الكاثوليك في العالم"، امل بان في "استمرار التعاون بين الامم المتحدة والفاتيكان".