دقت مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية أمس ناقوس الخطر من "فتنة طائفية يسعى إلى إشعالها بعض العابثين بالنسيج الوطني الكويتي، مستغلين الوضع المأساوي في سورية غطاءً لما يفعلون"، محذرة من أن تُصدَّر إلينا صراعات المجتمعات الأخرى تحت ذريعة الدعم والمساندة لهذا الطرف أو ذاك.

ودعا التحالف الوطني الديمقراطي والجمعية الثقافية النسائية وجمعية الخريجين الكويتية وجمعية الدفاع عن المال العام والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، ومركز تقويم الطفل، ورابطة الأدباء الكويتية وجمعية العلاج الطبيعي الكويتية في بيان مشترك أمس، إلى ضرورة "الحذر الشديد من مثل هذه الفتن التي إن اشتعلت فلن تبقي ولن تذر"، مطالبة "جميع القوى المجتمعية الحية بالانتباه الشديد لما يمكن أن تؤول إليه أمور البلاد إذا تُرِك العابثون بأمن مجتمعنا دون حساب أو ردع".

Ad

وأهاب بيان المؤسسات الثماني بجميع المواطنين عدمَ الانسياق وراء القوى المتطرفة والمغالية، أياً كانت طائفتها ودينها وانتماؤها، "فمثل هؤلاء المغالين يسعون إلى تحقيق غاياتهم وأهدافهم مهما كان الثمن أو النتيجة"، لافتاً إلى أن "التاريخ مليء بالأمثلة التي لايزال بعضها ماثلاً أمامنا، عن صراعات طائفية أتت على الأخضر واليابس ولم تسفر عن انتصار فئة على أخرى، بل خرج الجميع منها خاسراً، كما لاتزال آثار الحرب الأهلية اللبنانية والصراع المذهبي الأيرلندي مجسدة على الأرض لمن لم يقرأ التاريخ".

وأكد البيان "حق شعوب المنطقة في النضال من أجل حريتها وتقرير مصيرها"، غير أنه شدد، في الوقت نفسه، على "عدم القبول بأن تُصدَّر إلينا صراعات المجتمعات الأخرى تحت ذريعة الدعم والمساندة لهذا الطرف أو ذاك".

وتابع بأنه من "المؤسف حقاً أن أغلب الفئات المتحمسة مع الضحية ضد الجلاد، في بلدٍ ما، ينقلب موقفها رأساً على عقب في بلد آخر وتتمترس مع الجلاد ضد الضحية"، مشيراً إلى أن "تقلبات البعض هذه ليست مخفية على من يرصدونها، بل مكشوفة، ولا تنم إلا عن طائفية بغيضة تعمي عينَي صاحبها عن رؤية الحقائق حيناً وتفتحها حيناً آخر، والفارق في الحالَين هو المنطلق الطائفي لا أكثر".

وأكد البيان "عدم السماح لأي عابث بزعزعة استقرار البلد بأي مبرر أو حجة، وأنها ستقف بحزم ضده، مستندة إلى المواطنة التي حدد حقوقها وواجباتها دستور 1962"، داعياً الجميع إلى "التمسك بها ووضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار".

وفي السياق نفسه، حذّر المنبر الديمقراطي الكويتي من تداعيات انحراف مسار المناصرة لسورية، واكتسابه بعداً طائفياً بغيضاً يزج بالحراك الشعبي السوري في منعطف تتجاوز خطورته أرض الصراع.

ودعا "المنبر" في بيانٍ أمس القوى العربية الرسمية والشعبية إلى رفض واستنكار التدخل في الشأن السوري، وطالب بدفع الأطراف الخارجية إلى مغادرة سورية فوراً، ونزع فتيل أزمة ستشمل المنطقة العربية بأسرها، ولن يتحقق منها إلا الدمار الذي يلحق الضرر بالجميع.

وأوضح "المنبر" أن "تدخل حزب الله اللبناني في مذبحة مدينة القصير فجّر الصراع الطائفي بين مختلف الأطراف المعنية بالقضية السورية"، مضيفاً أن "نقل الخطاب الطائفي إلى دول الإقليم بشكل عام، والكويت بشكل خاص، ليس إلا مثالاً على انحراف مسار المناصرة، فلم ينتفض السوريون بكل مذاهبهم وطوائفهم ومعتقداتهم وأعراقهم على الظلم من أجل الطائفية، بل من أجل رفع الظلم عنهم ومن أجل حريتهم وكرامتهم".