أعرب عدد من القيادات الرسمية العراقية عن تفاؤلهم بإمكان تطوير العلاقات الكويتية - العراقية، مجددين تأكيدهم أن الغزو الصدامي كان أحد الأخطاء الكبرى للنظام البائد.

Ad

لن تكون الذكرى الـ23 للغزو الصدامي لدولة الكويت، التي صادفت أمس الجمعة هذا العام كسابقاتها في الاعوام الماضية، اذ تمر الذكرى هذا العام وقد بلغت العلاقات بين الكويت وبغداد مستويات متقدمة من التعاون والتنسيق والعمل على تسوية الخلافات الثنائية بما تقتضيه المصالح المشتركة، وعلاقات حسن الجوار، وتجسد ذلك بصورة جلية بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكويت عام 2012، ومشاركة سمو أمير دولة الكويت في القمة العربية التي عقدت في بغداد في العام نفسه.

وقال عدد من القيادات الرسمية العراقية في لقاءات متفرقة مع "كونا" إن الغزو الصدامي لدولة الكويت عام 1990 كان أكبر الأخطاء التي ارتكبها النظام البائد، ضمن سلسلة حروب شنها على دول الجوار مخالفا معايير القانون الدولي.

استعادة العلاقات

ومن جهته، أكد المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية علي الموسوي أن "ذكرى الغزو تحل هذا العام وقد تمكن البلدان من انهاء الكثير من الملفات الخلافية بينهما، بسبب اصرارهما على استعادة العلاقات الطيبة التي عكرها النظام السابق"، مؤكدا أن "العلاقات العراقية الكويتية ممتازة ومثال يحتذى به على قدرة الدول على تجاوز الصعاب حينما تتوفر الارادة الصادقة لدى الجانبين".

من جانبه، رأى نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي في تصريح مماثل ان "العلاقات بين البلدين تشهد مزيدا من التقارب والتعاون في جميع المجالات لتصبح مثالا يحتذى به في العلاقات الدولية".

وقال الخزاعي وإذا كان التوتر هو سمة العلاقة الكويتية - العراقية طوال فترة حكم نظام صدام البائد فإن العهد الجديد منذ عام 2003 سعى الى بناء افضل العلاقات مع البلد الجار، ليتمخض عن ذلك بناء مستويات متقدمة من الثقة المتبادلة، وهو ما أسفر عن خروج العراق من أحكام الفصل السابع بمساعدة الكويت التي حرصت على تجاوز عقد الماضي نحو بناء علاقات تعاون استراتيجية.

الغزو أكبر الأخطاء

من جهته، اعتبر النائب محسن السعدون رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي ان "غزو الكويت كان من اكبر اخطاء النظام السابق ضمن سلسلة حروب شنها على دول الجوار مخالفا معايير القانون الدولي".

وقال السعدون ان "استذكار الغزو يقودنا الى التذكير بما عاناه الشعبان العراقي والكويتي من مغامرة صدام"، مضيفا ان "الشعب العراقي دفع ثمن جرائم وأخطاء ارتكبها النظام السابق، لكن اليوم وفي النظام الاتحادي تحسنت العلاقات العراقية الكويتية، ونتمنى حسم ما تبقى من ملفات باتجاه علاقة طبيعية بين بلدين جارين".

واعتبر النائب عن التحالف الوطني في محافظة البصرة جواد البزوني أن "العراق يحترم القرارات الدولية ذات الشأن بغزو الكويت، وأن ما يتم تطبيقه الآن اتفاقات فرضتها على العراق حماقات النظام السابق ومغامراته وحروبه".

واقع جيد

ويأمل عضو مجلس محافظة البصرة احمد السليطي في تصريح مماثل ان "ينجح الجانبان العراقي والكويتي في حسم الملفات العالقة"، مثمنا المواقف الايجابية التي تؤشر الى واقع جيد في العلاقة بين الطرفين".

أما عضو البرلمان العراقي عن قائمة الاحرار (التيار الصدري) وعضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية النائب حاكم الزاملي فيرى أن "خروج العراق من الفصل السابع يعد خطوة جيدة على طريق استعادة العراق مكانته الاقليمية ودوره".

وتابع الزاملي أنه "لم يتبق الا ديون قليلة نأمل أن تُسدد لتنتهي المشاكل التي خلفتها السياسات الخاطئة لصدام حسين".

وأشار الى ان "الكويت بلد جار، وعلاقاتها مع العراق تاريخية ولها حساسية خاصة لاسيما ان هناك مشاكل عالقة بخصوص الملاحة في شط العرب وفي الخليج العربي، وهذه تحتاج الى علاقات طيبة خصوصا بعد بناء ميناء مبارك".

واعتبر الزاملي في الوقت نفسه ان غزو الكويت كان "نتاج سياسية متهورة، لأن حل المشاكل بين دول الجوار لا يتم بالطرق العسكرية والقوة والاحتلال، وان اخطاء صدام قادت الى نتائج كارثية سلبية دفع ثمنها الشعب العراقي".

ودعت النائبة عن كتلة دولة القانون هدى سجادر إلى برنامج عمل مشترك لترجمة العلاقات الثنائية الى واقع عملي عبر تشكيل لجان وزارية تعالج المعوقات التي تحول دون الدفع بالعلاقات بين البلدين الى الأمام.