متى يمكنك تأجيل جراحة الفتق؟

الألم الطفيف والكتلة التي تظهر عند الفخذ والصفن علامتان تؤشران إلى الفتق الأريبي. وفقًا لتقرير صدر في أغسطس 2012 عن «وكالة بحوث الرعاية الصحية والجودة»، تبيّن أن 40% من الرجال قد يصابون بفتقِ أريبي في إحدى مراحل حياتهم.

في السابق، تعيّن على والدك الدخول فورًا إلى غرفة الجراحات لمعالجة الفتق الذي يعانيه، أما اليوم فبات بإمكانك الاستفادة من خيارٍ آخر: التأقلم مع الفتق أو الخضوع للجراحة حين تعجز عن تحمل الألم أو القيام بأمورك الحياتية، ويُطلق على هذا النهج تسمية الترقب الحذر. يقول د. دايفيد بروكس، مساعد بروفسور متخصص بالجراحات في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: «عانى أناس كثر الفتق فترات طويلة إلا أن ذلك لم يؤثر على حياتهم».

الفتق المختنق

يُصاب المرء بالفتق الأريبي عندما يبرز المعي أو النسيج الدهني المحيط به من خلال منطقةٍ ضعيفة في جدار البطن إلى الفخذ أو الصفن. يعالج الأطباء حوالى 600 ألف حالة فتق أو أكثر سنويًا في الولايات المتحدة.

كان الفتق يعالج في الماضي مباشرة بعد التشخيص خوفًا من ضيق جزء من المعي أو نسيج آخر أو من قطع تدفق الدمّ، إلا أن دراسة نُشِرت في عام 2006 ساهمت في تقليل هذا الخوف. فقد أصيب ألف رجلٍ شاركوا في الدراسة بفتق مختنق، وتبيّن أن المضاعفات الجانبية التي يعانيها الرجل بعد معالجة الفتق تتشابه مع تلك التي يمر بها من يختار الترقب الحذر.

ينصح الأطباء المرضى اليوم بمعالجة الفتق في الحالات التي تسبب ألمًا واضطرابًا أو قلقًا. يقول د. بروكس: «قد لا يكون الألم عظيمًا إلا أنه يبلغ درجةً من السوء تجبر المريض على معالجته».

يستفسر الرجال الذين يسافرون كثيرًا عن هذه الجراحة بسبب قلقهم من ظروف قد تسوء أكثر حين يهملون العناية الصحية العادية التي يتبعونها.

في المقابل يطلب رجال آخرون الخضوع للجراحة خوفًا من تضخم الفتق، وذلك رغم صحة ما يُشاع عن وجود أنواع فتوق صغيرة يعجز الأطباء عن ملاحظتها في العادة ما لم يعاينوا وجودها بدقة.  

حسنات الجراحة وسيئاتها

لا تخلو الجراحة من بعض المخاطر. يقول د. بروكس: «لو كانت المضاعفات نادرة لرأيت الناس يسارعون إلى معالجة الفتق، إلا أن الجراحة تؤدي إلى مشاكل خطيرة قد تصيب المرء بشكلٍ نسبي».

يقدّر د. بروكس أن الأمور تتحول مع 10% من الأشخاص الذين يعالجون الفتق إلى ألمٍ دائم وانزعاج في منطقة الفخذ، وتختلف معدلات المضاعفات وفقًا لنوع الجراحة التي يخضع لها المريض.

عندما تفكّر في الخضوع للجراحة، ناقش خياراتها ومخاطرها مع الطبيب الجراح. في حال كنت تعاني فتقاً لا يؤثر على مجرى حياتك، فلا داعي للعجلة.