تكلف إنتاجات الرسوم المتحركة التي تقوم بها في هذه الأيام ما يقارب تكاليف أنجح الأفلام الرائجة ونادراً ما تقلّ عن 150 مليون يورو (205 ملايين دولار). لماذا أصبحت الأفلام المحوسبة مكلفة لهذه الدرجة؟ الأفلام التي نصنعها هي من الأعمال الأكثر تعقيداً التي يمكن أن يقوم بها أي شخص في أي مكان من العالم اليوم. تتطلب أفلام الرسوم المتحركة بين أربع وخمس سنوات وهي تضم 400 أو 500 فنان.تشمل أفلامنا بشكل عام 130 ألف إطار في العمل الواحد. ويجب أن يمر كل إطار باثنتي عشرة مرحلة مختلفة من الإنتاج خلال مسار صناعة الفيلم.وفي كل مرحلة، يمر كل إطار بمراجعات كثيرة يتراوح عددها بين 10 و100. إذا احتسبنا هذه الأرقام، ندرك أننا نحتاج إلى نصف مليار إطار تقريباً لصناعة كل فيلم من أفلامنا.هل يمكن تقليص التكاليف عبر إتمام معظم الخطوات في آسيا؟لا. لدينا استوديو في الهند، لكنه ليس منخفض الكلفة. نعمل هناك بسبب وجود مواهب رائعة وليس بسبب التكاليف.في أفلام الرسوم المتحركة، هل يجب أن يكون الأولاد دوماً الجمهور المستهدَف؟ في عام 2011، لم يكن العمل الكوميدي Rango مثلاً مناسباً للأطفال بأي شكل ولكنه حقق نجاحاً كبيراً.هل نجح فعلاً؟ لا أظن ذلك. لم يحصد الأرباح. لا أعلم كيف تقيّمون النجاح. فاز العمل بجائزة أوسكار وأُعجب به الراشدون. لكنّ الفيلم خسر الأموال.في أي مرحلة تستطيع تقدير حجم الأرباح التي سيجنيها الفيلم؟في السوق الأميركية، بعد يوم أو يومين في العادة. لكن في السوق الدولية، الوضع أكثر تعقيداً. تختلف طريقة عرض الأفلام في مختلف أنحاء العالم. في السوق الأميركية لا نعلم تحديداً حجم العائدات، لكننا نعرف إذا كان العمل ناجحاً أو فاشلاً خلال يومين أو ثلاثة أيام.هل تملك الأفلام التقليدية الطويلة فرصة الصمود من دون عناصر الرسوم المتحركة مستقبلاً؟لست المتحدث باسم قطاع صناعة الأفلام. لكن يمكن أن أعطي رأيي باعتباري شخصاً يحب الأفلام ويشاهدها: أظن أنها تستطيع الصمود. يجب ألا ننسى أن عام 2013 يتجه ليكون أحد أهم الأعوام في تاريخ شباك التذاكر، إذا لم يكن {الأهم} على الإطلاق. يواجه قطاع صناعة الأفلام تحدياته الخاصة، لكنه يحظى بشعبية هائلة.جميع الناس في أنحاء العالم يشاهدون الأفلام السينمائية.استضافت ماكاو منذ فترة قصيرة حدثاً يوازي النسخة الصينية من جوائز الأوسكار. ما أهمية هذه المنطقة بالنسبة إليك من الناحية المالية؟ الصين سوق ضخمة. بعد خمس سنوات من الآن، ستصبح أكبر سوق في العالم.كيف تختلف ألمانيا عن البلدان الأخرى باعتبارها سوقاً لأفلام الرسوم المتحركة؟إنها سوق مدهشة لأفلام الرسوم المتحركة وهي إحدى أقوى الأسواق بالنسبة إلى شركة «دريم ووركس». تحظى أفلامنا بشعبية واسعة في ألمانيا. يمكن القول إن أبرز ما يميز ألمانيا وجود ميل إلى تفضيل الأفلام من نوع الخرافات. الخرافات أفلام تكون الحيوانات أبطالها الرئيسة. لذا يفضل الألمان أفلام الرسوم المتحركة التي تكون الحيوانات أبطالها بدل البشر.هل تشعر بالقلق لأن خدمة {نيتفلكس} ومنصات أخرى لعرض الأفلام على الإنترنت بدأت تكتسح السوق؟لا. كانت خدمة {نيتفلكس} إيجابية جداً بالنسبة إلى شركة {دريم ووركس}. كنا من أوائل شركات الأفلام التي تعقد صفقة معها. وقد عقدنا حديثاً صفقة اسمها Blockbuster TV، ما يعني أن إنتاجاتنا التلفزيونية الجديدة ستتوافر حصرياً على موقع {نيتفلكس}. إنها واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ التلفزيون.أي فيلم من أفلام الرسوم المتحركة التي أنتجتها شركتك شكّل أكبر مفاجأة بالنسبة إليك؟سأختار فيلم Shrek. حين أنتجنا Shrek، كنا نقوم بمشروع مختلف جداً عن جميع التجارب السابقة. لقد أخذ مفهوم الحكايات الخرافية وقَلَبه رأساً على عقب. كان المشروع يحمل مجازفة كبرى بالنسبة إلينا، ولكنه حقق نجاحاً واضحاً. يُقال إنك، في بداية مسيرتك المهنية، كنت تخصص بضع ساعات من كل صباح للمكالمات الهاتفية كي تجمع المعلومات المهمة كلها عن الصفقات والسيناريوهات والإنتاجات في هذا القطاع. هل هذا صحيح؟ كنت أمضي وقتاً طويلاً على الهاتف. لكني لم أعد أملك الوقت لذلك الآن. لم يعد العالم يسير بهذه الطريقة. اليوم، تتعدد الطرق التي تسمح بالتواصل والتعاون وهي لا تقتصر على الهاتف. لكن لا يزال الهاتف فاعلاً جداً.بعد الوقت الذي أمضيته في هوليوود، هل تعبتَ من جميع الشخصيات المتغطرسة التي تقابلها؟لا، على الإطلاق. تشمل هوليوود عدداً كبيراً من الأشخاص العاديين واللطفاء. لا يتمتع الجميع بشخصيات مبالغ فيها كما تشير الأفكار الشائعة. أنا رجل أحب العائلة. تزوجتُ منذ 38 سنة ولديّ ولدان رائعان. أصبحا فوق عمر الثلاثين ومسيرتهما المهنية ناجحة وهما يقومان بعمل رائع. هوليوود لا تشمل المجانين فقط.
توابل - EXTRA
رئيس شركة {دريم ووركس}: الصين أكبر سوق أفلام بعد 5 سنوات
23-10-2013