رغم خسارة فريق العربي لكرة القدم المباراة النهائية للبطولة العربية أمام صاحب الأرض اتحاد العاصمة الجزائري، فإن الأخضر لعب بروح قتالية، ولم يكن فريسة سهلة لحكم المباراة والفريق الخصم الذي لعب على أرضه وبين جمهوره.

Ad

خسر العربي لقب البطولة العربية لكرة القدم بفعل فاعل لحساب اتحاد العاصمة، لكنه نجح وعن جدارة في انتزاع احترام الوطن العربي كافة، بعد أن قدم أداء راقيا ومتميزا في المباراة رغم كل الظروف التي أحاطت بالمباراة، سواء في الأيام التي سبقت النهائي وما تعرض له الأخضر منذ لحظة الوصول سواء بعدم توفير ملعب للتدريب، وما تبعه من أحداث قبل المباراة بتكسير الباص الخاص بالعربي، وحتى اثناء المباراة عندما قامت الجماهير الجزائرية المعروفة بتهورها في التشجيع من إلقاء مفرقعات نارية على اللاعبين أثناء فترة الإحماء، ورغم كل ذلك اثبت العربي أن الكويت ورغم كل ما تعانيه رياضتها المهمشة مقارنة بالدول المجاورة قادرة على تقديم أروع الفصول الكروية وفي أصعب الظروف.

الفريق الأخضر الذي دخل المباراة بتشكيلة مثالية نجح بضرب أروع الأمثلة في فنون كرة القدم الحديثة، حيث كان لاعبو العربي شعلة من النشاط والحماس في جميع أركان الملعب، وصالوا وجالوا واقتربوا من هز شباك محمد زاموش قبل أن يحققوا المراد بهدف لا غبار عليه لمحمد فريح ألغاه الحكم الغامدي بإشارة من مساعده ليضرب العربي الضربة القاضية الثانية في المباراة، حيث كانت الضربة الأولى باحتسابه هدفا أول من تسلل واضح.

وتمضي المباراة بركلات متعمدة من لاعبي الفريق الجزائري في كل الاتجاهات ضد الفريق الأخضر حتى استفاق الغامدي أخيرا وأشهر البطاقة الحمراء لحمزة كودري الذي ماطل كثيرا حتى يخرج من الملعب، ورغم ذلك لم يحتسب الغامدي وقتا بدل ضائع في الشوطين رغم ما هو معروف سلفا عن الجزائريين في استنفاد الوقت في حال تقدمهم.

بعد طرد الكودري قام لاعب جزائري آخر بفعل يستوجب الطرد أو الإنذار على اقل تقدير، لكن الغامدي اكتفى بتحذير اللاعب شفويا رغم تعمده الإيذاء ليمر الشوط الأول بكل ما فيه من سلبيات.

عزيمة الأخضر الكبيرة والتبديلات الذكية من المدرب روماو الذي أشرك محمد جراغ بدلا من السليمي، ليمسك العربي المباراة بيد من حديد ويسجل أجمل الأهداف عن طريق عبدالقادر فال، وحسين الموسوي، كانت كفيلة بمنح اللقب للعربي قبل أن يفاجئ الغامدي الجميع من جديد بضربة قاضية ثالثة، باحتسابه ركلة جزاء عارية تماما عن الصحة أنهت الآمال في البطولة، لكنها كتبت وبالخط العريض أن الكرة الكويتية تمرض ولا تموت، وأنها قادمة بروح العربي وعزيمة أبناء الكويت نحو استعادة ريادتها من جديد للكرة العربية والآسيوية كما كانت من قبل.

المضف يفتح النار

من جانبه أكد أمين السر النادي العربي عبدالرزاق المضف أن إدارة ناديه سوف تخاطب اتحاد كرة القدم الكويتي لتقديم احتجاج لدي الاتحاد العربي عن سوء التحكيم وانحيازه الفاضح لفريق اتحاد العاصمة الجزائري في نهائي كأس الاتحاد العربي.

وقال المضف: "العربي سيخاطب اتحاد الكره بالوقوف في وجه المؤامرات ضد الفرق الكويتية من أجل إبعادها عن حصد البطولات"، وأضاف "العربي لن يشارك مجددا في مثل هذه البطولات، رغم أنه يحق للعربي المشاركة في البطولة كوصيف النسخة الحالية".

وانتقد المضف حكم اللقاء السعودي خليل الغامدي وتغاضيه عن احتساب هدف صحيح للعربي واحتسابه هدفا من تسلل، بالإضافة الى ركلة جزاء غير صحيحة للفريق الجزائري وهو ما تسبب في النهاية بتتويج اتحاد العاصمة بالكأس.

ولام المضف الاتحاد العربي على اختياره الغامدي مؤكدا أن السعودية بها حكام على كفاءة عالية تفوق كفاءة الغامدي، لكن الاتحاد العربي فضل الغامدي كونه مطيعا، على حد وصف المضف في إشارة لرغبة مؤكدة من الاتحاد العربي بإهداء الكأس للفريق الجزائري.

نفاع: العربي تعرض لمؤامرة

بدوره، أكد مشرف الفريق ‏فرج نفاع أن الأخضر تعرض في الجزائر لحرب نفسية قبل المباراة، وذكر أن أثناء وصول الفريق للاستاد تم تكسير زجاج الباص الخاص بالنادي العربي، بالإضافة لقذف الألعاب النارية على اللاعبين اثناء سير المباراة من دون أي تحرك واضح من الاتحاد العربي.

كوربيس يمدح العربي

من جانبه، قال الفرنسي رولان كوربيس مدرب نادي اتحاد العاصمة الجزائري إن فوزه بكأس الاتحاد العربي لكرة القدم بالجزائر له طعم خاص لاسيما وان المباراة كانت أمام ناد كبير ومحترم يلعب كرة نظيفة في إشارة الى النادي العربي.

وأضاف كوربيس في المؤتمر الصحافي عقب المباراة أن تتويج الاتحاد بالكأس الثانية له في شهر واحد بعد كأس الجمهورية التي حققها مطلع مايو الجاري يعتبر انجازا كبيرا لأي مدرب طموح، مشيدا باللعب البطولي والشجاع للفريق الجزائري، وأيضا بالمستوى الذي قدمه فريق العربي في المباراة.

وحول مجريات المباراة قال مدرب اتحاد العاصمة ان اللقاء كان صعبا وان المواجهة كانت مع فريق كبير، موضحا  أن اتحاد العاصمة عانى كثيرا من أجل تحقيق هذا الفوز على العربي ومن ثم حصد اللقب.

تعاطف كبير

هذا وكان الكثير من النقاد والمحليين وأيضا الجماهير في الوطن العربي قد أبدوا تعاطفهم مع العربي لأحقيته باللقب العربي، وجاءت أكثر التصريحات اللاذعة لحكم المباراة من الجماهير السعودية التي قدمت أسفها لجماهير الكويت والعربي على أداء المدرب الغامدي وطاقمه، مؤكدين أنهم تمنوا عدم خروج الغامدي للتحكيم في خارج السعودية لتدني مستواه في الدوري السعودي.

روماو يحمل الغامدي مسؤولية الخسارة

حمل مدرب العربي البرتغالي جوزيه روماو الحكم السعودي خليل جلال الغامدي مسؤولية خسارة فريقه لقب كأس العرب للأندية بعد فوز مضيفه اتحاد العاصمة الجزائري بثلاثة أهداف مقابل هدفين مساء أمس الاول في إياب الدور النهائي من المسابقة. وقال روماو في مؤتمر صحافي أعقب المباراة، ان الحكم أعلن عن ركلة جزاء غير صحيحة نجح بها المنافس في تسجيل الهدف الثالث والتقدم في النتيجة 3 - 2. وأضاف: "أنا آسف جدا لخسارتنا لهذا النهائي بعدما نجحنا في العودة في النتيجة رغم اعتقادي أننا حققنا هدفنا بالوصول إلى النهائي، ربما أيضا لم نعرف كيف نسيّر نهاية المباراة".

وتابع: "الجماهير لعبت دورا حاسما بجانب منافسنا الذي كان محظوظا بلعب مباراة الإياب على أرضه".