حريق في مقر «تمرد» واشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في الدلتا

Ad

بدت مظاهر الاحتقان السياسي في مصر واضحة للعيان، أمس، بعد هجوم من مجهولين على مقر حركة سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي «تمرد»، بالتوازي مع اشتباكات بين أنصار الرئيس ومعارضيه بدلتا مصر، ما يعد «بروفة» قوية لتظاهرات نهاية الشهر.

اتهمت المعارضة المدنية في مصر جماعة "الإخوان المسلمين" أمس، بالعمل على إرهاب المصريين استباقاً لتظاهرات نهاية الشهر، من خلال الهجوم على المقر الرئيسي لحركة سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي "تمرد"، بوسط القاهرة فجر أمس، ما يتفق مع المعلومات المسربة من اجتماع مكتب إرشاد "الإخوان" الأربعاء الماضي، عن نية اللجوء إلى العنف وتدشين حملة "تأديب المعارضة"، كمخطط لإجهاض أيّ تحرك سياسي ضد مرسي.

اتهام المعارضة جماعة "الإخوان المسلمين" باللجوء إلى العنف تجلى في بيان "تمرد" الذي اتهم صراحة نظام الرئيس مرسي، وقيادات الجماعة بتدبير هجوم مجهولين على مقر الحملة وأضرموا فيه النيران، فجر أمس، وقال البيان: "نظام مرسي يواصل أسلوب الحكم عن طريق الميليشيات والبلطجة"، وأكدت "تمرد" أن كل خطوات التخويف والترهيب لن تثنيها عن مواصلة طريقها الداعي إلى مظاهرات 30 يونيو من أجل انتخابات رئاسية مبكرة، وأنها لن تتأثر بكل الممارسات الإرهابية والإجرامية".

 اتهامات "تمرد" تبلورت في شكل بلاغ رسمي بقسم شرطة "قصر النيل" ضد مرسي بصفته وشخصه، والمرشد العام للإخوان محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، ورئيس حزب "الحرية والعدالة" سعد الكتاتني، والقيادي بـ"الجماعة الإسلامية" عاصم عبدالماجد.

 وأكد عضو الحركة محمد عبدالعزيز أن: "الاستمارات الموقعة من قبل المصريين في أمان، لوجود معظمها في المقرات الفرعية للحركة، كما أن شباب الحركة أنقذوا الأوراق الموجودة في المقر الرئيسي، ما جعل الخسائر ضئيلة"، مشدداً على إصرار "تمرد" في الاستمرار لتجهيزات تظاهرات نهاية الشهر، وقال مصدر أمني إن الاعتداء أسفر عن إصابة المتحدث الإعلامي لـ"تمرد" حسن شاهين، وذلك أثناء محاولته إخماد الحريق، وأن التلفيات محدودة.

 اشتباكات

 حرق مقر "تمرد" جاء بعد ساعات من اشتباكات دامية وقعت مساء أمس الأول، في مدينة "دمنهور"، مسقط رأس مؤسس جماعة "الإخوان" حسن البنا، بدلتا مصر، بين نشطاء من شباب المعارضة، وشباب "الإخوان"، على خلفية تنظيم المعارضة عدة فعاليات ضد الرئيس مرسي، حيث اعتدى أنصار "الإخوان" على الناشطين باستخدام العصي والهراوات، ما أسفر عن إصابة 29 شخصاً.

وفي محاولة لإبراء الذمة، رفض القيادي بـ"الحرية والعدالة" عبدالموجود الديردي اتهامات المعارضة بوقوف الإخوان خلف حريق "تمرد"، أو ضرب المتظاهرين في دمنهور، قائلا لـ"الجريدة": "نرفض أيّ اعتداء على كل الفصائل السياسية،  حتى لو اختلفنا سياسيا"، مشيرا إلى حق المعارضة في التظاهر السلمي.

وبينما أدى الرئيس مرسي صلاة الجمعة في ظل حراسة أمنية مشددة، حشدت جماعة "الإخوان" الآلاف من أنصارها في المسيرة العالمية لنصرة القدس في استاد القاهرة، للمطالبة بتحرير القدس، إلا أن مراقبين رأوا فيها خطوة استعراضية لإرهاب المعارضة، خصوصا أن التظاهرة تأتي مقدمة لتحركات وتظاهرات أعلنت الجماعة تنظيمها خلال الفترة المقبلة.

 من جانبها، أرجأت أحزاب الإسلام السياسي اجتماعها المقرر اليوم، تحت مسمى "المؤتمر الوطني للحفاظ على حقوق مصر في مياه النيل" لمناقشة قضية سد "النهضة" الإثيوبي، إلى يوم الاثنين المقبل، بناء على طلب من مؤسسة الرئاسة حتى يتسنى حضور الرئيس مرسي فعاليات المؤتمر.

وفي سياق منفصل، تستأنف محكمة جنايات القاهرة، اليوم، نظر ثاني جلسات إعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته الأشهر حبيب العادلي،  و6 من كبار مساعديه، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، وذلك في قضية قتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير، والرشوة واستغلال النفوذ وإهدار المال العام.