مع انطلاق قطار اختبارات الثانوية العامة ودخوله على "سكة" مستقبل الطلاب، واجه طلبة القسم الأدبي أمس اختبارا وصفه عدد كبير منهم بـ"التعجيزي" في مادة الفلسفة، معربين عن استيائهم من صعوبته وعدم تناسبه مع قدراتهم، بينما كان طلبة القسم العلمي أكثر ارتياحا بعد تجاوزهم اختبار الرياضيات.

Ad

ورغم التحذيرات والإجراءات التي أعلنتها وزارة التربية بشأن منع الغش ومحاولاته، فوجئ وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف صباح أمس أثناء قيامه بجولة تفقدية على اختبارات الثانوية العامة والتعليم الديني في مدرسة الرجاء بنين بأوراق "براشيم" على الأرض، لينزل ويلتقطها ويسلمها إلى وكيلة الوزارة مريم الوتيد التي كانت حاضرة واكتفت بابتسامة للوزير ومرافقيه في الجولة.

وقت كافٍ

وفي السياق، أكد الحجرف أن اعلان نتائج الثانوية العامة سيتم يوم الاثنين 8 يوليو المقبل، بعد انتهاء الاختبارات بأربعة أيام لإعطاء لجان التصحيح والمراجعة الوقت الكافي للانتهاء من أعمالها، مشيرا إلى أن اختبارات الصف الثاني عشر انطلقت أمس بانتظام حوالي 44704 طلبة في اللجان التي خصصت لهم.

وفي تصريح له عقب جولته التفقدية على مدارس الرجاء بنين وثانوية احمد البشر الرومي بنين وثانوية عيسى الحمد بنين صباح أمس بحضور قيادات الوزارة أوضح الحجرف أن فترة الأربعة أيام ستكون لتأكد الكنترولات من التصحيح والمراجعة والجمع ثم رصد الدرجات النهائية، لافتا إلى أن استعدادات الوزارة للاختبارات بدأت منذ نهاية اختبارات العام الماضي حيث شرعت حينها التواجيه الفنية في اعداد الاسئلة وطباعتها وتنظيم اللجان وحصر اعداد الطلبة وأعداد العاملين باللجان والمراقبين، الى جانب الحرص على جاهزية عمل الكنترولين العلمي والادبي، والتعليم الديني.

مركز للاستفسارات

وأضاف الحجرف أن الوزارة تبذل كل الجهود لضمان سلامة الاختبارات وتوفير البيئة المناسبة الآمنة المطمئنة ليتمكن الطلبة من اداء اختباراتهم بهدوء ويسر، موضحاً أن الوزارة انشأت هذا العام ولأول مرة مركزا اعلاميا يعمل خلال فترة الاختبارات على تلقي استفسارات الطلبة وأولياء الامور والتواصل معهم ومع وسائل الاعلام بهدف اعطاء المعلومات الصحيحة حول سير الاختبارات، كونها فترة تكثر فيها الشائعات التي قد تؤثر على تركيز الطلبة.

وأشار إلى أن مشروع انشاء مبنى الكنترول المركزي في مرحلة التصاميم بعهدة وكيل قطاع المنشآت وأنه وجه الى اهمية الاسراع في انشائه، مشيرا الى ان هذا المبنى يحتوي على المطبعة السرية وغرف تصحيح الكنترولين الادبي والعلمي، فضلاً عن قاعات للمحاضرات واستراحات للمعلمين.

وأكد اهتمام الوزارة وحرصها على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى تخصيص 50 مقعدا دراسيا لهم في خطة ابتعاث وزارة التعليم العالي هذا العام، كما تم تخصيص 50 مقعدا للراغبين في دراسة التخصصات والمناهج التي تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على التعلم.

وذكر أن "التقرير النهائي لفريق عمل تقييم النظام التعليمي للمرحلة الثانوية سيعرض اليوم (أمس) التعديلات المقترحة على وثيقة المرحلة الثانوية على مجلس الوكلاء، وسيترك الامر للمختصين الفنيين للإعلان عن النظام بصيغته النهائية".

التفكير الفلسفي

من جهتها، أكدت الوتيد على هامش الجولة استعدادات مدارس التربية الخاصة وتهيئتها الأجواء المناسبة للطلاب بتوفير لجان عامة وأخرى خاصة للطلاب المكفوفين وذوي الشلل الدماغي والإعاقة الحركية، حيث يضم بعضها طالبا واحدا وبعضها الآخر اكثر من ثلاثة طلاب بتواجد مراقب اختبارات ومعلم لمساعدة الطلاب على قراءة اسئلة الاختبار والكتابة عنهم للحالات التي لا تستطيع الكتابة.

وأضافت ان أسئلة اختبار الفلسفة للقسم الأدبي، والرياضيات للعلمي، راعت الفروق الفردية بين الطلبة، حيث جاءت أغلبها في مستوى الطالب المتوسط.

من جانبه، قال وكيل قطاع التعليم النوعي المهندس محمد الصايغ ان لجان الاختبارات في التربية الخاصة عددها ثلاث للصفوف من العاشر إلى الثاني عشر، تضم الأولى 59 طالبا من ثانوية الرجاء، منهم 15 طالباً في لجان خاصة و44 في لجان عامة، بينما تضم الثانية طلبة مركز الرجاء البالغ عددهم 36 طالبا، في حين يبلغ اجمالي طالبات المركز في اللجنة الثالثة 11 طالبة، وبلغ إجمالي الطلاب والطالبات الممتحنين في الصف الثاني عشر 27 طالباً وطالبة.

من جهته، قال وكيل التعليم العام محمد الكندري ان تصحيح الاختبارات سيكون أولا بأول حيث تصل الاختبارات من المدارس الى الكنترولات في امتحانات الفترة الواحدة في الثانية عشرة ظهرا وتبدأ عملية التصحيح والرصد فورا ومن ثم سيكون هناك تدقيق على كل الأوراق ومراجعات افقية وعمودية لتلافي ضياع أي درجة على الطلبة.

وأضاف الكندري أن اسئلة اختبارات الصفين العاشر والحادي عشر جاءت في مستوى الطلبة، حيث اختبر طلبة الصفين اختبارهم الثالث، دون تلقي اي شكاوى او ملاحظات بشأن صعوبة الاختبارات او غموض الاسئلة.

سبعيني يختبر في الصف العاشر

أثناء جولة الوزير على المدارس الثانوية جلس رجل مسن، يبلغ من العمر نحو سبعين عاما، على مقاعد الاختبار يختبر في مادة الفيزياء للصف العاشر. ويدرس الطالب المسن في مراكز تعليم الكبار ويسعى جاهدا للحصول على شهادة الثانوية بكل إصرار وعزيمة، لمواصلة مشواره وإكمال دراسته الجامعية، والحصول على الشهادة التي كثيرا ما حلم بها.