الأقباط يتجاهلون تهنئة الرئيس ويصفقون للسيسي والطيب والزند

Ad

تحوَّل احتفال المصريين بعيد القيامة إلى ساحة معركة سياسية، بين نظام «الإخوان المسلمين»، وخصومها، بعدما غازلت تيارات سياسية عدة الأقباط، الذين أبدوا امتعاضهم من حكم الرئيس محمد مرسي علناً بتجاهل التصفيق لتهنئته، في وقت احتفوا فيه بتهنئة وزير الدفاع وشيخ الأزهر ورئيس نادي القضاة.

كشفت الاحتفالات بعيد القيامة في مصر، أمس، عمق الفجوة بين نظام جماعة «الإخوان المسلمين»، وأطراف من الشعب المصري، بعدما اقتحمت صراعات السياسة مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتدشِّن استفتاء على شعبية رموز السياسة المصرية، في مقدمتهم الرئيس محمد مرسي، الذي يعاني تراجعا في شعبيته، بعد الأداء الباهت للحكومة في عدد من الملفات المهمة.

وأعلن الأقباط بشكل عملي انحيازهم الصريح لخصوم جماعة «الإخوان المسلمين»، عندما تلا البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المُرقسية، أسماء المهنئين في مقدمتهم الرئيس محمد مرسي، ورئيس الحكومة هشام قنديل، لم يتجاوب الحضور، لكن تبدل الحال مع تلاوة أسماء الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، المعروف بمواقفه الصارمة ضد مشروعات أخونة الدولة، لتضج القاعة الكبرى بالكاتدرائية بتصفيق حاد.

التحية الحارة نفسها نالها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، صاحب الشعبية المتزايدة في الشارع، ورئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند، المعروف بعدائه السافر لنظام الرئيس مرسي.

ولم تفلح محاولة الرئيس مرسي استرضاء الأقباط «نحو 15 في المئة من المصريين»، عبر اتصال هاتفي بالبابا تواضروس الثاني، أمس الأول، حيث هنأه خلاله بالأعياد المسيحية، واكتفى الرئيس -الذي لم يلتق البابا حتى اليوم-  بتكليف وزير الإسكان طارق وفيق ممثلاً شخصياً عنه لحضور احتفال الكنيسة بقداس عيد القيامة، ليكون صاحب التمثيل الأضعف لمؤسسة الرئاسة في أعياد الكنيسة، منذ عقود، بينما أناب وزير الدفاع، مساعده لشؤون التسليح، اللواء محمد العصار، لتقديم التهنئة.

من جهته، وبينما استقبل البابا تواضروس الثاني على مدار ساعات رموز السياسة المصرية، في مقدمتهم مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي، ورئيس مجلس الوزراء السابق كمال الجنزوري، والمرشح الرئاسي السابق عمرو موسى، شنَّ ناشطون أقباط هجوماً على أداء الحكومة المتهمة بتأجيج الفتنة الطائفية، حيث أعرب رئيس الحكومة هشام قنديل، خلال زيارته الخجولة، للكاتدرائية أمس، عن خالص تهانيه للبابا وجموع المسيحيين داخل مصر وخارجها بمناسبة الأعياد المسيحية، مؤكداً وحدة النسيج الوطني.

اختفاء «الإخوان»

وفي مدينة الإسكندرية، المقر الرسمي لكرسي الكنيسة المصرية، اختفت قيادات «الإخوان المسلمين» والسلفيين من احتفالية الكنيسة، وتذرعت قيادات الجماعة بعدم وصول دعوات من قبل الكنيسة لحضور القداس، بينما نفت مصادر بالكنيسة لـ«الجريدة» أن تكون دعوات رسمية أرسلت إلى أي جهة، باستثناء دعوة الرئيس مرسي وبعض قيادات الدولة فقط.

مدينة بورسعيد - أول مدينة تعلن العصيان المدني ضد نظام الرئيس- احتفلت بمسلميها ومسيحييها بعيد القيامة بطريقة مختلفة، حيث استبدل الأهالي عادة حرق دمى مندوب الاحتلال الإنكليزي لمصر مطلع القرن العشرين؛ اللورد اللنبي، بحرق دمى قيادات جماعة «الإخوان»، واختفت قيادات الإخوان أيضاً عن أي احتفال.  يذكر أن نحو عشرة أقباط قتلوا في احتجاجات منذ تولي الرئيس المصري منصبه في يوليو الماضي، كان آخرها الشهر الماضي، حيث اقتحمت قوات الشرطة مقر الكاتدرائية، وأطلقت الغاز المسيل للدموع، خلال تشييع جثامين أقباط قتلوا خلال اشتباكات سابقة في مدينة «الخصوص».

مؤتمر العدالة

في سياق منفصل، تتواصل استعدادات المجلس الأعلى للقضاة لمؤتمر العدالة الثاني، المفترض افتتاحه الشهر الجاري، بتشكيل 14 لجنة فرعية تتولى مهام الإعداد للمؤتمر، الذي تعول عليه مؤسسة الرئاسة لإنهاء أزمة حادة مع السلطة القضائية، بدأت منذ أن أقال الرئيس النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود، واستمرت مع إعلان رغبة النظام في إبعاد أكثر من ثلاثة آلاف قاض، عبر سن تشريع يخفض سن تقاعد القضاة.

رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس مؤتمر العدالة الثاني المستشار محمد ممتاز متولي، أوضح أنه سيتم عقد اجتماع لرؤساء الهيئات القضائية بعد غد، بمقر دار القضاء العالي، للبدء في أعمال اللجان المختلفة وتلقي المقترحات، لافتاً إلى أنه تم توجيه دعوة رسمية إلى نادي قضاة مصر للاشتراك في أعمال جميع اللجان باعتباره ممثلاً عن القضاة.

من جهته، رفض وكيل نادي القضاة المستشار عبدالعظيم العشري المشاركة في المؤتمر، وقال لـ»الجريدة»: «النادي لديه تحفظات على مؤتمر العدالة، ومتمسك بجلسة حوار مع الرئاسة تسبق مؤتمر العدالة، لبيان النوايا وتوضيح وجهات النظر، لنحدِّد بعدها موقفنا من حضور مؤتمر العدالة من عدمه».

يذكر أن محكمة مصرية أجلت أمس أولى جلسات محاكمة الناشط السياسي أحمد دومة، بتهمة إهانة الرئيس إلى جلسة 13 مايو الجاري، في حين نظم نشطاء وقفة احتجاجية صباح أمس، أمام دار القضاء العالي، للتضامن مع دومة، وكتبوا على إحدى اللافتات: «اكتب على حيطة الزنزانة حبس دومة عار وخيانة».