ضمن موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي، ألقى الصحافي آلان رايدنغ محاضرة بعنوان «الصحافة... حقائق ومشاعر وأفكار»، في مركز الميدان الثقافي. قدم المحاضرة وأجرى حولها النقاش رئيس لجنة أصدقاء الدار بدر أحمد البعيجان.

وقال رايدنغ في مفتتح المحاضرة: «عملت مدة أربعين عاما صحافيا متنقلا في أنحاء متفرقة من العالم وحرصت أن أكون أمينا في مهنتي كما هو المطلوب من الصحافي في ممارسة وظيفته بالرجوع الى جذور تعليمه وثقافته ليصبح قادرا على التحدث بلغات أخرى تمنحه القدرة على تنوع اسلوبه ومخاطبة الآخر في أماكن ومواقع يلجأ اليها الصحافي خلال عمله».

Ad

وأضاف: «يلجأ الصحافيون إلى استخدام الحقائق لاعداد التقارير عما يقع حولنا من أحداث. ويلجأ الروائيون إلى تخيل وقوع أحداث وابتكار حقائق بغية اثارة المشاعر وتوليد الأفكار. ورغم اختلاف الوسائل فإن الطرفين يبذلان جهدهما من أجل تحديد مفهوم الحقيقة».

واوضح: «اننا لن نتعجب اذا اخترق طرف منهما اراضي الطرف الآخر من أجل تحقيق المصداقية المطلوبة متبعا اساليب الوصف المختلفة، فنحن على سبيل المثال نجد أن الروائيين يلجأون إلى استغلال الحقائق لتحقيق المصداقية المنشودة فيما يتعلق بالأحداث والشخصيات التي يبتكرونها، بينما يلجأ الصحافيون إلى استعارة أساليب الوصف الخيالية لتأكيد هذه المصداقية».

وذكر ان هناك ما هو أكثر من ذلك وهو أن كثيرا من المخبرين الصحافيين يميلون إلى كتابة تقاريرهم بأسلوب روائي حتى تكتسب هذه التقارير طابع الواقعية ونغمة الأمانة على شكل قصة أو رواية وعلى العكس من ذلك نجد أن كتاب الروايات الحريصين على جذب مزيد من القراء والمستمعين ينتهزون الفرص المتاحة لتحرير أعمدة في الصحف.

وذكر رايدنغ ان الهدف الأساسي لكل نوع من هذين النوعين من الكتابة هو اجتذاب أكبر عدد من عامة القراء، لكن إلى أي حد يمكننا الثقة بأي من هذين النوعين من الكتاب؟!

يذكر أن آلان رايدنغ صحافي ومؤلف بريطاني أمضى 30 عاما في عمله كمراسل أجنبي لصحيفة نيويورك تايمز، كما عمل مراسلا ثقافيا للصحيفة ذاتها ويراسلها من قلب العاصمة الفرنسية باريس، إلى جانب مؤلفاته في الرواية والقصة والمسرح وعدد من الكتب من بينها «الجيران البعيدون» Distant Neighbors  وصورة للمكسيكية Portrait Of the Mexicans  والكتاب اليدوي الاساسي لأوبرا شكسبيرEssential Shakespeare Handbook : Opera»، اضافة الى «الحياة الثقافية في باريس أيام الاحتلال النازي في فرنسا». ويقيم رايدنغ الآن في باريس حيث ينشغل بتأليف المسرحيات.