خلال إنتاج Fast and Furious (الجزء الرابع من سلسلة The Fast and The Furious، التي حصدت نحو 1.6 مليار دولار حول العالم منذ عام 2001)، طلب المخرج جاستن لين من الفنانين، الذين يصممون مسبقاً اللقطات على شاشة الكمبيوتر، إعداد مشهد هروب ناري تظهر فيه سيارة قوية وهي تصطدم بجسم طائرة خلال الإقلاع مع أنه لا يتلاءم مع الفيلم الذي يصوره، وكانت المجازفة مكلفة جدّاً.

قبل سنتين، لم يناسب المشهد أيضاً فيلم لين Fast Five عام 2011. يوضح المخرج: {لم تكن التكنولوجيا متطورة كفاية لإعداد مجازفة مماثلة. كذلك لم أعثر على القصة المناسبة لأدرجها فيها. صحيح أن القصة مفتوحة على الاحتمالات كافة، ولكن يجب أن نحرص على أن يكون تسلسلها ملائماً. أرفض أن أقحم هذه المجازفة في الفيلم لأنها مميزة فحسب}.

Ad

ولكن مع إطلاق Fast and Furious 6 صار بإمكان المشاهدين الاستمتاع بمشهد اصطدام السيارة بالطائرة بانفجار كبير. يعود فن ديزل إلى أداء دور ويلمان دومينيك توريتو الخارج عن القانون في أفلام الحركة والمغامرة هذه التي تحظى بميزانية كبيرة. فنرات في هذا الجزء الأخير يصطدم بسيارته الدودج تشارجر SRT8 عبر مقدمة طائرة شحن سوفياتية قديمة قبل لحظات من إقلاعها عن المدرج.

إنه مشهد واحد من نحو 20 مشهداً تشعل حماسة المشاهدين في Fast 6، الجزء الأخير من السلسلة التي اعتُبرت بادئ الأمر مجرد أفلام تافهة. ولكن أعيدت صياغتها لتتحوّل إلى إحدى أبرز سلسلات الأفلام المربحة في هوليوود. {فتحولت Fast and Furious إلى مرادف لأضواء المدينة والفتيات الجميلات}، على حد تعبير لين، الذي يضيف: {شعرت أننا سنبتكر أمراً مختلفاً}.

عمل متواصل

في شهر مارس، كان لين يعمل بلا هوادة محاولاً إنهاء عمل سنة ونصف السنة من مرحلة ما بعد الإنتاج في 12 أسبوعاً. فطلب المخرج من خمسة محررين العمل على Fast 6 معاً، فيما عمل فريق من المتخصصين على المؤثرات البصرية وتصحيح الألوان في مكان آخر من المنشاة. أما عملية مزج الأصوات فاستحوذت على مسرحين بحجم صالة سينما.

فيما كان مصمم الأصوات بيتر {داونتاون} براون يعمل أمام صف من شاشات الكمبيوتير وأجهزة مزج الأصوات رمى بكرة إلى لين، فحاول المخرج رمي الطابة وإدخالها في حلقة كرة سلة على بعد نحو 15 متراً.

يذكر لين بتواضع بعد محاولته السادسة: {لا أتمرن على هذا إلا كل سنتين خلال تصوير هذه الأفلام}.

حمل المخرج النجاح لهذه السلسلة منذ أن تولى إخراجها منذ عام 2006 مع جزء The Fast and the Furious: Tokyo Drift. وعمل منذ ذلك الحين على تحسين مهاراته في لعب كرة السلة. لكن فاعلية لين تُقاس بفاعلية أكبر من خلال الأرباح التي تحققها أفلام Fast على شباك التذاكر. فقد أقنع ديزل، الذي تخلى عن أداء دور البطولة في هذه السلسة بعد الجزء الأول، بالعودة إلى مقعد السائق في Fast and Furious (الذي حقق أرباحاً كبيرة بلغت 363 مليون دولار حول العالم). كذلك ساهمت هذه الخطوة في التقليل من أهمية سباقات الشوارع في السلسلة وقوّت حضور الشخصيات.

يوضح لين: {فين شخصية أسطورية. وناقشنا ما تنقصه السلسلة: الأسطورة}.

أشاد ديزل في رسالة إلكترونية {بمشاركته المبتكرة} مع لين. وأضاف: {أبدع لين المرة تلو الأخرى، مبرهناً أنه مخرج يتمتع بأسلوب يحمل الحركة إلى مستوى جديد}.

مغامرات

على غرر الأجزاء الأخرى من Fast، يتتبع الفيلم السادس مغامرات مجموعة مرتزقة تحب السرعة (الممثلون المعهودون: الممثل والمغني تايريس، الممثلة وعارضة الأزياء إلسا باتاكاي، الممثل والمغني لوداكريس، سونغ كان، جوردانا بروستر وآخرون) الذين يهوون انتهاكات السرعة القصوى على الطرقات السريعة.

بقيادة ديزل وشخصية الشرطي المتخفي السابق التي يؤديها بول واكر، يتعاون الفريق مع العميل الحكومي لوك هوبز (دواين {ذي روك} جونسون الذي يعود بدوره من Fast Five) ويسافر إلى لندن ليحاول الإيقاع بعصابة لا ترحم مقابل الحصول على عفو حكومي شامل.

تزداد الأمور تعقيداً عندما يتضح أن الشخص الثاني في سلسلة القيادة داخل العصاب ليس سوى ليتي، حب دوم القديم (ميشال رودريغيز)، التي ظنناها ميتة في الجزء الرابع من Fast. فتبدو مصممةً على العودة إلى مجموعة Fast. حتى إنها تطلق رصاصة على حبيبها السابق.

أصبح Fast 6 الفيلم الثالث الذي يُسمح له فحسب بالتصوير في ساحة {بيكاديللي سيركس} (حيث ترى سيارة دوم من نوع دودج دايتونا وسيارة ليتي الجنسن تتسابقان بين باصات ذات طبقتين). كذلك يشمل الفيلم ابتكارات عالية التقنية، مثل سيارات معدلة تُشبه سيارات الفورمولا 1 وتعمل مثل منحدرات قفز سريعة الحركة. ولا شك في أن سيارات رجال شرطة لندن التي تصطدم بها عن غير عمد تعاني الكثير.

أضف إلى ذلك مشهد المطاردة التي يقود فيها زعيم العصابة (الممثل البريطاني لوك إيفانز) دبابة ويقضي على نحو 250 سيارة على طريق سريع إسباني.

يوضح المنتج نيل موريتز أن صانعي الفيلم رغبوا في البداية في تعزيز الحركة في هذه المشاهد بالاعتماد على الصور المعدة بواسطة الكمبيوتر، إلا أنهم اضطروا في النهاية إلى الاعتماد على كثير من مشاهد الدمار الآلي الحقيقي. يذكر موريتز: «عندما ترى الدبابة تصطدم بالسيارت على الطريق العام، فتأكد أن هذا مشهد حقيقي. راحت الدبابة تصطدم بها على الطريق في جزر الكناري».

على رغم الضغط المتواصل لإنهاء الفيلم في الوقت المحدّد كي يصدر مع موجة الأفلام الصخمة خلال الصيف من دون تخطي الميزانية المحددة، وعلى رغم الضغوط المتنامية للحفاظ على نجاح Fast and Furious، لم تظهر على لين  علامات تعب أو إجهاد. وهكذا ناقض توقعه فيBetter Luck Tomorrow، فيلم مستقل عن الجريمة بدأ عرضه في مهرجان {صاندانس السينمائي} عام 2002، فوضع المخرج على رادار هوليوود. يذكر لين: { تملك 10 بطاقات ائتمان وديناً يصل إلى 100 ألف دولار ولا أحد يؤمن بك أو يعرف ما إذا كانت أفلامك ستنجح. هل راودك هذا الشعور يوماً؟ هذا أسوأ بأشواط}.