في 1932 التقطت برنيس آبوت هذه اللقطة بكاميرتها من أحد طوابق مبنى "الإمباير ستيت" في نيويورك. في سنوات الكساد الكبير المريرة، كانت طرقات نيويورك تعج بالجوعى والمشردين، بالفقر والمرار وما ينتج عنهما من مخاطر وجرائم. إلا أن آبوت كانت لا تزال ترى سحر هذه المدينة من خلال عدسة كاميرتها، كانت لا تزال تعتقد بالأمل، بالجمال، بالزمان الأفضل.  في هذه اللقطة ترسم آبوت، المغرمة بمشاهد الطبيعة المدنية، نيويوركاً مختلفة، لامعةً، فاتنةً، تضج بالحياة، نيويوركاً غنية، نظيفةً، آمنةً، كل من يسكنها يعيش تحت أضوائها اللامعة. بعدستها، تلتقط آبوت الأمل من أعماق اليأس والعذاب والمعاناة، فتقول: من يبتعد عن واقعه القريب وينظر إلى الصورة الأبعد والأكبر حتماً فسيجد من الأمل والجمال الأبديين ما يتجاوز بهما كل ألم اللحظة ومرارها، إنها الحياة، مؤلمة بتفاصيلها، خلابة بمجملها.
Ad