لم يكن الملحن إبراهيم فوزي بحاجة إلى أن يتأكد من زينات صدقي إذا ما كانت تبادله الحب أم لا، فعيناها كانتا تقولان ذلك من دون أن تصرح هي، فضلاً عن النظرات والهمسات، غير أن الأخيرة لم تكن حباً من زينات بل تجاوباً مع موسيقي أعاد إليها عشق الموسيقى وحب الغناء، يجلسان في أوقات الفراغ، يمسك العود ويعزف وهي تغني... يمتدح صوتها فتبرز محاسنه، وتزيد ثقتها بنفسها.

Ad

تكررت اللقاءات حتى أصبحت شبه ثابتة، وراح بعض أعضاء الفرقة يلاحظون، ويعلقون من آن إلى آخر تعليقات لاذعة، ما أغضب زينات ونبهها إلى شيء لم تضعه في الحسبان، فقررت أن تضع حداً لهذا اللغط وتقطع العلاقة نهائياً، في الوقت الذي قرر فيه فوزي أن يتخذ خطوة إيجابية ويصارحها بحبه ويقوي العلاقة بالارتباط، غير أنه فوجئ بشخصية أخرى مختلفة غير تلك التي تعرف إليها في الفترة الماضية:

* نعم نعم... حب! حب إيه يا عنيا. اسم الله والحارس الله. فتح وشوف أنت بتكلم مين. أنا من بنات بحري يا روح الروح. مش لقمة طرية تاكلها من غير ما تسمي... لا. الزم حدودك.

= ولزومه إيه دا كله يا ست زينات. أنا غرضي شريف. أنا بحبك وعايز اتجوزك.

* أحنا مش بتوع حب وكدا... آه.

= يا ست افهميني. مش بتوع إيه... هو أنا لا سمح الله بقولك حاجة وحشة. أنا بقولك عايز أتجوزك... عايز أتجوزك. أقولها تاني.

* بعد إيه... بعد ما خليت سيرتي على كل لسان. قدام اللي يسوى واللي ما يسواش.

= أنا؟! أبدا والله... أنا كل الحكاية إن...

تجمع بعض أعضاء الفرقة على صوت زينات، وحاولوا التدخل لتهدئة الأجواء بينهما، فيما فتح نجيب الريحاني جزءاً من باب حجرته ووقف يسمع ويرى ما يدور وما تقول زينات، من دون أن يراه أحد أو ينطق بكلمة، وما إن انتهت حتى أغلق الباب، تاركاً بعض أعضاء الفرقة المقربين منهما يحاولون تقريب وجهات النظر بينهما، لينتهي اللقاء بوعد من زينات بالتفكير بجدية في الموضوع والرد عليه في ما بعد.

في طريق عودتها إلى المنزل استعادت زينات ما دار بينها وبين فوزي، فلم تجد مبرراً لما فعلته معه، غير أنها ترددت طويلاً قبل أن تعرض الأمر على والدتها:

= دا يوم المنى يا زينب...

* ياه تعرفي يا أمي إنك الوحيدة اللى لسه بتندهيني بـ زينب... ولولا كدا كنت نسيت الاسم دا من كتر ما أنا حاسة إني بقيت زينات فعلا.

= سيبك من زينب وزينات دلوقت... الراجل دا بيشتغل إيه.

* بقولك إبراهيم فوزي ملحن بيشتغل معانا في الفرقة.

= آلاتي يعني؟

* موسيقي يا أم زوزو.

= موسيقي آلاتي. بتاع نبوت الغفير... أهو راجل والسلام.

* يعني إيه راجل والسلام... هو أنا رمية.

= مش قصدي. أنا بس نفسي أفرح بيك وأشوف خلفتك قبل ما أموت.

زواج فني

أمام إلحاح الأم وعدم وجود مانع جوهري في الارتباط بإبراهيم فوزي، وافقت زينات على طلبه وتم الارتباط في فبراير 1933، غير أنها رفضت الانتقال إلى بيت فوزي، واشترطت أن يعيش معها هي ووالدتها في شقتها، فوافق.

شعرت زينات بأنها تتزوج للمرة الأولى رجلاً ارتبط بها عن حب، حتى لو كان هو من أحبها، فهذا يكفيها وهو الأهم، فضلاً عن اشتغاله بالفن مثلها، ما سهل عليها الأمر، فلن يعارض في شيء، ولن يقف عقبة أمام طموحاتها الفنية.

حرص الريحاني أن يبدأ الموسم الجديد بمسرحية من النوع الذي يعجب الجمهور ويجد فيها نفسه، وهي مسرحيات النقد الاجتماعي الهزلية، التي يرى فيها الجمهور مشاكله، فاختار مسرحية «أولاد الحلال» التي لا تعكس التوترات الاجتماعية التي تهز المجتمع المصري فحسب، بل أيضاً الاضطرابات السياسية المصاحبة لها، فهي مسرحية هزلية عن الاستبداد الاجتماعي والسياسي، حيث تجري أحداثها حول كثير من المظاهر الاجتماعية التي تنتقد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل قاس جداً، أقرب إلى شكل التظاهرات التي تهتف ضد الظلم وضد القصر والإنكليز، ما جعلها أقرب إلى ما يدور في الشارع، حيث حرص الريحاني على أن يعكس استياء الشعب من الحكم.

لم تكن مشاركة زينات صدقي في مسرحية «أولاد الحلال» أفضل من مشاركتها السابقة، بمعنى أن وجودها على خشبة المسرح جاء معظم فترات العرض، فيما أن ما تحدثت به لم يزد على جملتين.

لم تحقق المسرحية النجاح الذي ينشده الريحاني، والذي يمكن أن ينقذه من الإفلاس، فقد دفع رواتب الفرقة بالكاد، وقبل أن يفكر في إعطاء الفرقة إجازة إلى حين تحسن الأحوال، هبط عليه طوق نجاة من بلاد المغرب العربي، من حيث عاد صديقه علي يوسف، وكان قد رحل إليها مع فرقة فاطمة رشدي باعتباره «دليلاً» أو متعهداً، أو كما يطلق عليه أهل الفن «إمبرزاريو». ما إن التقى يوسف الريحاني حتى راح يمتدح له بلاد المغرب، ويقول إن رحلة واحدة إلى تونس أو الجزائر أو المغرب، قد تكفيه العام كله، في الوقت الذي كان يعجز فيه الريحاني عن دفع أجور العاملين معه، فاتخذ قراره بالسفر، على أن يبدأ الريحاني الاستعداد بالفرقة، فيما يسبقه يوسف إلى هناك لنشر الدعاية اللازمة لتعريف الناس في تونس والجزائر ومراكش بمكانة الممثلين الذين تضمهم الفرقة والممثلات اللواتي يعملن فيها، وبيع الليالي المسرحية لبعض المسارح، وطبع التذاكر وتوزيعها للحصول على المال وإرسال جزء منه إلى الريحاني يعينه على السفر وبقية أعضاء الفرقة.

سافر يوسف وبدأ الريحاني في تكوين الفرقة التي ستسافر معه، فاختار المطربة حياة صبري، تلميذة الشيخ سيد درويش، لتقوم بالدور الذي كانت تقوم به بديعة مصابني في الفرقة، ليبدأ تمارينه فعلاً على معظم الروايات التي قدمتها الفرقة في العامين المنقضيين، بما يكفي لتقديم أكثر من موسم في كل من تونس والجزائر ومراكش.

وبينما كانت التمارين تجري على قدم وساق، اعتذرت فجأة حياة صبري عن عدم الاستمرار مع الفرقة لطول فترة التمارين وارتبطت بفرقة أخرى، وفشلت كل المحاولات للإبقاء عليها إلى حين موعد السفر، ما سبب مشكلة كبيرة، خصوصاً أن غالبية المطربات كن مرتبطات بعقود مع فرقهن. كاد عقل الريحاني أن يطير، فقد كان من المتوقع أن يرسل علي يوسف ببرقية في أي لحظة يطلب منه فيها المجيء إلى بلاد المغرب، فماذا يفعل وقتها؟

بينما جلس الريحاني يفكر في الأمر وكيف يديره، دخلت عليه زينات صدقي:

* تسمح يا أستاذ؟

= تعالي يا زينات. اقعدي... إيه في حاجة؟

* أيوا... أنا عندي لك خبر حلو أوي.

= قولي... قولي أبوس أيدك أي حاجة حلوة. أصل الواحد زهق من كتر المرار اللي شايفينه.

* أنا عارفة أنك بتدور على مطربة علشان تكون بطلة للفرقة تسافر معاك في رحلة المغرب.

= دا الخبر الحلو اللي أنت جايباه يا زينات... عايزة تقوليلي أنك أنت البطلة أم صوت حلو اللي ممكن تسافر معانا؟!

* طبعاً أنا كنت أتمنى لأن كمان صوتي حلو... بس مش أنا المقصودة.

= أمال مين؟

* الملكة.

= تقصدي...

* أيوا... الملكة بديعة.

= أيوا إزاي... ومين قالك الكلام دا.

* هي بذات نفسها.

= فين وأمتى وأزاي.

* أمبارح كنت عندها في التياترو بسلم عليها... سألت عليك وعلى أخبار الفرقة قولتلها على الحوسة اللي أحنا فيها. قامت سكتت شوية وخدت نفس «أرجيلة» وبعدين قالتلي... خلاص بلغي «أبو الكشاكش» أني على استعداد أسافر بطلة للفرقة معاه... بس نتفاهم.

= نتفاهم ونص وتلات تربع... بس تيجي نقعد ونتكلم.

استطاع الريحاني أن يتفق مع بديعة مصابني على السفر مع الفرقة، فعلى رغم ابتعادها عنه وعن فرقته فترة طويلة، فإنها رأت أن رحلة المغرب العربي، ومن خلال فرقة الريحاني، قد تفتح لفرقتها طريقاً جديداً هناك، من دون أن تغامر بالسفر بفرقتها على نفقتها.

مساومة على الحياة

عاد علي يوسف إلى القاهرة بعدما اتفق على حفلات عدة هناك، غير أنه فشل في تحصيل أي مال بشكل مسبق يمكن أن يعين الفرقة على السفر. لكن قبل أن ييأس الريحاني وأعضاء الفرقة، استطاع يوسف أن يتفق مع خواجة يوناني يدعى «جياكومو» لتمويل الرحلة مقابل جزء من الأرباح، فتهلل الجميع باستثناء زينات صدقي، فقد اختارها الريحاني أن تسافر مع الفرقة، غير أن زوجها إبراهيم فوزي لم يكن ضمن من سيسافرون، ففوجئت زينات بموقفه:

* أزاي أرفض؟

= زي الناس. أنت عايزة تسافري لوحدك.

* فوزي... أنا مش لوحدي. أنا مسافرة مع الفرقة اللي أنا وأنت بنشتغل فيها. مش مسافرة أتفسح لوحدي.

= أنا ما قبلش إن مراتي تسافر بره مصر لوحدها.  

* تاني لوحدي يا فوزي؟

= أيوا يا هانم أنت مش متجوزة طرطور.

* ليه بتقول كدا؟ أنت لازم يكون عندك ثقة في نفسك قبل ما تثق فيا.

= زينات. أنا ما عنديش كلام تاني. يا أنا يا السفر.

* أنت بتقول إيه؟ إزاي تحطني في المقارنة دي... أنت حاجة والسفر للشغل حاجة تانية.

= لو مصرة تسافري يبقى تسافري وأنت حرة.

رفضت زينات مبدأ المساومة على حياتها، والمقارنة التي وضعها فوزي، إما حياتهما معاً أو السفر مع الفرقة، ولم تتردد وقررت أن تسافر مع الفرقة فعلاً، فنفذ فوزي تهديده وطلق زينات، قبل أن يمر على زواجهما أكثر من ثلاثة أشهر. وعلى رغم معارضة والدتها لذلك، فإنها أبت على كرامتها أن تساوم على حياتها الزوجية، وشاع الخبر في الفرقة وبين الأصدقاء الذين شهدوا مولد قصة حب كللت بالزواج في أقل من شهر، وكما تمت بسرعة انتهت بسرعة. غير أن زينات لم تشأ أن تسبب حرجاً لفوزي وتتحدث في أسباب الطلاق عندما سألها نجيب الريحاني بحكم قربه إنسانياً من كل أعضاء الفرقة:

= أيوا يعني إيه من غير سبب. ولا في سبب وأنت مش عايزة تقوليه. عموماً، أنا بسأل باعتبارنا كلنا هنا أسرة واحدة ويعز عليا أن تبقى فيه مشكلة بين اتنين من ولادي. يا دي المصيبة لا ولادي إيه... قصدي اتنين من زمايلي وأصحابي.

* دا شرف لي يا أستاذ لما تعتبرني زميلتك وصاحبتك. بس بجد مش هتفرق يبقى فيه سبب ولا ما فيش. طالما أننا اتفقنا على أن الطلاق هو أحسن حل... يبقى مش مهم إيه السبب. بالظبط زي ما حصل مع جوزي الأولاني... الرجالة هم هم... أولاني تاني تالت... ما فيش فايدة فيهم. قطيعة بلا وجع دماغ.

= قطيعة بلا وجع دماغ... طب تصدقي أنت حلال فيك تفضلي عانس من غير جواز.

اتفقت بديعة مصابني مع الريحاني أن تسبقه وأعضاء الفرقة إلى فرنسا، حيث سافرت مع المخرج موريس ابتكمان لتصوير بعض مشاهد فيلمها الجديد «ابن الشعب» والذي يشاركها بطولته عمر وصفي وبشارة واكيم وماري منيب وميمي شكيب وسراج منير، ثم يلحقها وبقية أفراد الفرقة إلى مرسيليا، ومن هناك إلى تونس. غير أن الريحاني سافر أيضاً بمفرده إلى مرسيليا على باخرة فاخرة، فيما سافر أفراد الفرقة ومعهم الممول الخواجة جياكومو وبديع خيري في باخرة أقل درجة، تسير من الإسكندرية إلى بورسعيد ثم بيروت ثم أثينا، بعدما تم الاتفاق على اللقاء في مرفأ مرسيليا.

وصل الريحاني إلى مارسيليا وكان على باخرة الفرقة أن تصل بعده بيومين، غير أن اليومين امتدا ليصلا إلى أسبوعين لم تصل خلالهما الباخرة، وكاد الريحاني يموت رعباً على صديق عمره بديع خيري وبقية أعضاء الفرقة، حتى وصلت الباخرة وعرف أن أحد ركابها قد أصابه الطاعون، فاضطرت سلطات أثينا إلى احتجاز الباخرة في الحجر الصحي إلى حين اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.

الليالي الملاح

استقلت الفرقة باخرة أخرى من مرسيليا إلى تونس، حيث استقبلهم التونسيون استقبال الفاتحين بالطبول والزهور، غير أنه عندما حان وقت العمل، اكتشف الريحاني أن علي يوسف استأجر مسرح البلدية في تونس لمدة 12 ليلة، ولأنهم وصلوا متأخرين أربعة أيام عن الموعد بسبب تأخر الباخرة، فلم يبق سوى ثماني ليالي عرض. لكن الكارثة الحقيقية هي أن يوسف كان قد استدان قبل وصول الفرقة، ما يوازي مبلغ ألفين ومئتي جنيه لتسديد مصروفات المطبعة والإعلانات والجرائد والتوزيع والمأكل والمشرب، فأسقط في يد الريحاني، ماذا سيفعل ومعه فرقة مؤلفة من 40 شخصاً بين ممثلين وممثلات وراقصات، فتدخل لدى المسؤولين، وبعد محاولات ومداولات وافقت إدارة المسرح على منحهم أربعة أيام فوق الثمانية.

تم الافتتاح برواية «الليالي الملاح» التي جاءت رائعة في العناصر كافة، المناظر والملابس وأداء الممثلات والممثلين، فظهرت الرواية بأحسن مظهر ونالت أحسن ما كان يتمناه من نجاح، حيث ملأ الجمهور جوانب التياترو، لدرجة أنه حقق في الليلة الأولى مئتين وخمسين جنيها، فشعروا بفرحة كبيرة لهذا النجاح الأدبي الممتاز واعتبروا ذلك تعويضاً لهم عن عملهم طيلة فترة وجودهم في تونس، فقط لأجل تسديد الديون التي استدانها علي يوسف.

قرر الريحاني القيام برحلة إلى الجزائر يعوض بها ما حدث في تونس، غير أن علي يوسف لم يسبقهم هذه المرة، لأنه كان قد فر من تونس بعد الكارثة التي سببها للفرقة، فأرسل الريحاني بديع خيري ليقوم بهذه المهمة.

أحيت الفرقة في الجزائر حفلات عدة بنجاح منقطع النظير جاءت بإيراد كبير، لم يتوقعه، خصوصاً بعدما فرت بديعة عائدة إلى فرنسا لاستكمال تصوير فيلمها، فأسند دورها إلى كل من الفنانتين فتحية شريف، وبهية أمير بالتناوب، وحققا نجاحاً جيداً، ما جعل الريحاني يسدد ديونه ويمنح أعضاء الفرقة بعض رواتبها، لتعود الفرقة على طريق القدوم نفسه، عبر مارسيليا إلى الإسكندرية.

(البقية في الحلقة المقبلة)

عادت زينات من الجزائر حاملة بعض الهدايا لوالدتها وشقيقاتها وأولادهن، وقبل الجميع الصغيرة نادرة التي تعلقت بها بشكل كبير، وما إن نزلت من الباخرة في الإسكندرية حتى توجهت إلى بيت شقيقتها سنية، التي قامت بدورها بجمع بقية شقيقاتها الأخريات، لتطمئن عليهن قبل العودة إلى القاهرة، كذلك قررت أن تعرض على سنية أمراً لا تعرف ماذا سيكون رد فعلها تجاهه:

- إش إش... كل دا علشان الست نادرة... والله ومكتوبالك يا بنت علي اللبان تلبسي من بلاد الخواجات.

* أنا لو كنت أطول أجيبلها الدنيا كلها كنت جبتهالها. ما تعرفيش أنا متعلقة بيها أد إيه.

- وهي كمان بتحبك ومتعلقة بيك. شوف البنت متعلقة في رقبتك إزاي. طب وحياة أبوك يا بنت علي بكرة ييجي اللي تحبه أكتر منك.

* ما فيش حد هحبه أكتر منها. وبعدين هو مين دا اللي ييجي.

- ما هو أنا... أنا هجيب أخ ولا أخت لنادرة.

* معقول... ألف مبروك. دا خبر جميل أوي.

- أيوا بس سي علي زعلان وبيقول كنت استني شوية. هنربيهم إزاي والحال زي ما أنت عارفة.

* استغفر الله العظيم. دا كل عيل برزقة. عموماً شوفي يا أختي أنا كنت جاية وفي نيتي أخد منك نادرة تقعد معانا أنا وجدتها كام يوم كدا في مصر.

- ما تغلاش عليك يا أختي.

* ما تغلاش عليا... هو أنا بقولك بيعيهالي. أنا بقولك تغير جو وتقعد يومين. ولولا أنك شايلة والسفر خطر عليك كنت خدتك أنت كمان تتفسحي يومين. بس ما دامت الحكاية كدا إيه رأيك تكلمي سي علي إني أخد نادرة تقعد معانا في مصر لحد ما تولدي. ومش هقولك طبعاً إنها في عنيا.

نظرت سعاد إلى شقيقتها ولم تنطق. ظلت صامتة تفكر في ما قالت، ثم نظرت إلى ابنتها وسالت دموعها على خديها، فانقبض قلب زينات ولم تعرف سبب دموع شقيقتها وماذا تقصد، وبماذا فسرت طلبها هذا؟