في أول حادث من نوعه منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، شهدت منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، ذات الأغلبية الشيعية والتي تعتبر المعقل الأول لـ"حزب الله" أمس تطوراً أمنياً لافتاً في توقيته ونوعه، حيث سقط صاروخا غراد، الأول في معرضٍ للسيارات في منطقة مار مخايل، والثاني على إحدى شرفات الأبنية في شارع مارون مسك.

Ad

واعتُبِر الحادث رداً على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله مساء أمس الأول الذي أكد فيه "استمرار قتال الحزب إلى جانب المحور المعادي لأميركا ومن معها من العرب وإسرائيل والتكفيريين في سورية"، مدافعاً عن نظام الرئيس بشار الأسد، وواعداً جمهوره بـ"النصر مجدداً".

وأسفر سقوط الصاروخين عن إصابة 5 أشخاص بجروح طفيفة، وتم العثور في المنطقة الواقعة بين بسابا وعيتات (جبل لبنان) على المنصتين اللتين أُطلِق منهما الصاروخان.

ودان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عملية إطلاق الصاروخين، ووصف من قام بذلك بـ"الإرهابيين المخربين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين".

وأكد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي أمس أن الحادثة "هدفها إحداث بلبلة أمنية ومحاولة استدراج ردات فعل معينة، وهذا أمر واضح من ناحية التوقيت والهدف".

واستنكر رئيس الوزراء المكلف تشكيلَ الحكومة تمام سلام أمس الحادث، ووصفه بأنَّه "عمل مشبوه يرمي إلى افتعال فتنة طائفية في البلاد".

في المقابل، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أمس، أن "الذين يقصفون الضاحية الجنوبية لبيروت إنما يريدون أن يحققوا هدفاً إسرائيلياً بامتياز"، مؤكداً أن "أي يد داخلية أو خارجية تريد أن تمتد لتطعن ظهر المقاومة فإنها ستُقطَع"، معتبراً أن "ما يحصل اليوم هو أن مسلسل الإرهاب يمتد من بغداد إلى دمشق إلى القصير فالضاحية، والجهة واحدة والهدف واحد والمشروع واحد، وأن المصالح إسرائيلية والإدارة أميركية والتمويل والتسليح عربيان".

وفي حين أعلن أمين سر "الجيش السوري الحر" عمار الواوي أن إطلاق الصاروخين جاء بمنزلة إنذار لـ"حزب الله"، نفى مسؤول إدارة الإعلام المركزي في "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر" فهد المصري نفياً قاطعاً أي علاقة لـ"الحر" بصواريخ الضاحية، واصفاً تصريحات الواوي بأنها "غير مسؤولة".