يردد الناس في الكثير من المواقف عبارة «حرام عليك» كجملة استنكارية واعتراضا على أمر لا يرضونه فعله أحد الأشخاص، ورغم أن الجملة بسيطة للغاية، إلا أنها تحمل في طياتها حكماً شرعياً لا يجوز لعوام الناس إطلاقه.يقول أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر د.أحمد كريمة: هذه كلمات تجري على ألسنة كثير من الناس يقول أحدهم منكراً على غيره: حرام عليك هذا الفعل أو هذا القول، فإذا كان هذا الفعل أو القول حراماً في الدين؛ أي ممَّا حرَّمه الله ورسوله فإنكاره حقّ ووصفه بالتحريم حقّ، وإن لم يكن ممَّا حرّم الله ورسوله، فلا يجوز إطلاق التحريم عليه، فالذين يقولون مثل هذا، تارة يقولونه في ما هو حرام حقيقة وقد يطلقونه على ما ليس بحرام، بل مكروه أو غير لائق، فإن قصدوا التحريم الشرعي، فهذا لا يجوز وهو من القول على الله بغير علم، يقول تعالى: «وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ» (النحل:116)، وإن لم يريدوا أنه حرام في الشرع، إنما يريدون بذلك أن هذا ممَّا لا يصلح ولا يليق، فهذا من الخطأ في التعبير والأولى اجتنابه، لأن فيه لبساً، والألفاظ الموهمة ينبغي تجنبها حتى لا يقع المسلم في المحذور وهو لا يشعر، وليحصل الالتزام بالمصطلحات الشرعيَّة فلا تطلق على غيرها، ولا يشبّه بها ما سواها، ممَّا يؤدي إلى الاشتباه.
توابل - دين ودنيا
ألفاظ منهي عنها: «حرام عليك»... في مواضع محددة
08-08-2013