عمارة سكنية بطاقة الطحالب في ألمانيا

قد تصلح الطحالب مصدرا لوقود المركبات والطائرات، لكن هل بوسعها تزويد أبنية كاملة بالطاقة، قبل مرور وقت طويل من الآن؟

إذا كنت تظن أن ذلك ضرب من ضروب الخيال، ما عليك الا النظر الى هذا المبنى السكني حديث التشييد، المكون من خمسة أدوار في مدينة هامبورغ الألمانية. إن جدرانه مغطاة بألواح من الطحالب، ويقوم المبنى بضخ الماء والمغذيات وغاز ثاني اكسيد الكربون المضغوط في 129 من «المفاعلات الحيوية».

وعندما تسطع الشمس تتكاثر الطحالب نتيجة التركيب الضوئي، ويقوم النظام بجمع الرواسب، ثم يحولها الى غاز حيوي يتم حرقه في مرجل، وحسب مصممي المبنى فإنه مع نظام استرجاع للحرارة وألواح شمسية على السطح أصبح المبنى مستقلا ذاتيا تماما من ناحية حاجته الى الطاقة.

وتبلغ مساحة اللوح الطحلبي الواحد 98 بوصة في 28 بوصة وبسمك 0.78 بوصة، وهي تغطي حوالي 2150 قدما مربعة على جانبين مواجهين لجهة الجنوب، ويمثل هذا المبنى المكون من 15 شقة، والذي يعرف باسم «بي آي كي»، مدخلا الى معرض الأبنية الدولي، وقد اكتمل تشييده في الشهر الماضي، وسيتم فتحه أمام العامة في وقت قريب.

وتقول المتحدثة باسم المعرض آنا فيتينغهوف إن «الطحالب ستزرع من أجل توليد الطاقة، ومراقبة تدفق الضوء وتظليل المبنى، وستكون الواجهة في حالة حركة دائمة، وهي تغير من لونها، كما أن انتاج الطاقة المتجددة لن يتم داخل مركز طاقة خفي، بل سيكون جزءا من فكرة هندسية منظورة».

يذكر أن «بي آي كي» هو مشروع مشترك يجمع بين سبيترورك آركيتكت، التي لديها فكرة تتعلق ببرج تزوده الطحالب بالطاقة، وكولت وشركة استراتيجيك ساينس الاستشارية، وآي آر يو بي، التي قامت بتصميم وتركيب الألواح سالفة الذكر.

وقال جان وورم، وهو رئيس قسم البحث لدى «آي آر يو بي» في أوروبا، في بيان صحافي، «قد يمثل هذا التطور حلاً مستداماً لإنتاج الطاقة في المناطق الحضرية، لذلك فإن من الرائع رؤية هذا العمل يختبر ضمن سيناريو الحياة الحقيقية».

ولم تتحدث الشركات المذكورة أعلاه عن كيفية أداء المبنى خلال فصل الشتاء، لأن الطحالب لا تنمو من دون ضوء، كما لم تتطرق الى الحجم المحتمل للتكلفة، غير أن الشيء المشجع أنها تقول إن من الجوانب الآمنة أن نتخلص من مياه الفضلات عن طريق المجاري.

ومن المحتمل ان تتمكن هذه الفكرة من تزويد أبنية بأكملها بالطاقة، وبتكلفة تشغيل متدنية، وأن تقوم بدور ايجابي لثاني اكسيد الكربون في الوقت ذاته، واذا صح ذلك فإن الفكرة تنطوي على خليط متميز جدا.

* (كواكزيست)