بعد فترة قصيرة على إجراء مقابلة مع صحيفة {شبيغل} في الصيف الماضي، تعرضتَ للاعتقال. هل من رابط بين الحدثين؟ للوهلة الأولى لا. تجادلتُ مع عاملَي بناء كانا يقودان سيارتهما في الاتجاه الخاطئ نحوي على الطريق السريع، ثم ضرباني بمجرفة. فاتصلتُ بالشرطة لكن انتهى بي الأمر في السجن.ماذا حصل لك؟تم احتجازي في غرفة التحقيقات من دون سبب طوال 12 يوماً وقبعتُ في زنزانة فيها سبعة أسِرّة خشبية تسع أربعة عشر شخصاً. في الأيام الأولى، لم أحصل على سرير خاص بي ولم يُسمَح لي بالتمدد على الأرض. اضطررتُ إلى الوقوف أو الجلوس بطريقة القرفصاء. كان الناس يعلمون طبعاً أنني رسام. لكنّ الشخص الوحيد الذي اعترف بذلك هو المسؤول عن أخذ البصمات. أخبرني بأنه فنان أيضاً. ربما ظن أنني قد أفيده وأكد على ضرورة أن نبقى على تواصل.خلال السنة الماضية، صودر جزء كبير من أعمالك.نعم، يبدو أن السلطات تعرفني جيداً وأنا أستفزها أحياناً لسوء الحظ... لكن من دون قصد.ماذا تعني؟اُعتقلت مرة ثانية.ماذا حصل؟لم يحصل ذلك منذ فترة طويلة وحدث الأمر في بلدة دونغ شيغو. كان ناقد النظام الأعمى الشهير تشن غوانغتشينغ الذي شن حملة ضد الإجهاض الإجباري قد عاش هناك تحت نوع من الإقامة الجبرية إلى أن تمكن من استعادة الأمان في السنة الماضية. وهو يعيش الآن في الولايات المتحدة. طلبتُ من والدته أن تصف لي كيف تسلّق الجدران في تلك الفترة وقطع باحات المنازل المجاورة. أردتُ تصوير طريق الهرب الذي استعمله ذلك الرجل الأعمى. لكن في إحدى الساحات، اكتشفتُ كائناً يعيش في غرفة مظلمة من الإسمنت.ماذا رأيت؟رأيتُ رجلاً قذراً يجلس هناك. بدا وكأنه كان محتجزاً منذ سنوات.هل اكتشفته بالصدفة إذاً؟نعم. كان الأمر أشبه بتطبيق عدالة انتقائية. كان محتجزاً في ما يشبه الزنزانة الخارجية. كانت تشمل أرضية وثلاثة جدران من الإسمنت وكان الجدار الرابع مزوداً بقضبان من فولاذ. صُدمت عند رؤيته وعرضتُ عليه سيجارة. ثم وجدني الموظف الحزبي المسؤول عن البلدة. بعد ذلك، تعرضتُ مع مساعديّ للمطاردة واختبأتُ في مكان ما. وجدوني في صباح اليوم التالي واحتجزوني طوال 16 ساعة.من أشهر أعمالك منحوتة لضابط شرطة يتمدد على أرض مكسورة. أنت متّهم بسبب فنك وصداقتك مع آي ويوي...لطالما تلقينا أنا وآي ويوي تحذيرات ومُنعنا من الاجتماع.رغم ذلك، سُمح لك بالسفر إلى برلين حيث ستفتتح المعرض وستشارك قريباً في معرض آخر في متحف الفن الآسيوي. كيف حصل ذلك؟ربما بدأتُ أعطي انطباعاً بأنني لم أعد أثير المتاعب.هل ذلك الانطباع صحيح؟قبل سنة أو سنتين، بالكاد كنت أستطيع عرض أعمالي. منذ ذلك الحين، بدأتُ أحاول التركيز على الفن أكثر من النشاطات السياسية. لدي لغتي الخاصة في عالم الفن. في شهر يوليو، شاركتُ في معرض آخر في بكين ولكننا لم نعلم حتى اللحظة الأخيرة ما إذا كنا سنواجه حظراً جديداً. في يوم الافتتاح، أظلمنا صالات المعرض ولم يتمكن الضيوف من رؤية أعمالي، أو لم يستطيعوا رؤيتها إلا عبر ضوء هواتفهم الخلوية.هل نجحت الدولة الصينية في كبحك بدرجة معينة؟ثمة خطوط لا يمكن تجاوزها في هذه الدولة. أحاول منعهم من كبحي كفنان.في برلين، تعرض أيضاً لوحة تُظهر آي ويوي وهو في جلسة استجواب. من المدهش أن تتمكن من إخراجها من البلد.لا أعلم كيف نجح مدير أعمالي في فعل ذلك.رسمتَ لوحاتك الجديدة في منزلك لأنك اضطررت إلى التخلي عن الاستوديو الخاص بك، ما يفسر التصاميم الأصغر حجماً.نعم، أعيش في ظل ظروف من التغييرات والشكوك. تُظهر إحدى لوحاتي قطعة خبز مسطحة. كان أهلي من الأبرياء الذين نشأوا في المنفى وكانوا يشعرون دوماً بالقلق من أن ينتهي بي الأمر في السجن مجدداً أو أن أتورط في مشاكل أخرى. كان يمكن أن أموت جوعاً، لذا يرسلون لي الخبز كل شهر.
توابل - مزاج
الفنان الصيني تشاو تشاو: أحاول منعهم من كبحي!
09-05-2013