خرجت قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى ببيان ختامي هزيل تجاه الوضع السوري يعكس فيما يبدو تمسك روسيا بدعمها لنظام الرئيس بشار الأسد من جهة، والتردد الغربي في تقديم دعم كامل للمعارضة المناهضة للنظام من جهة أخرى.

Ad

دعا البيان الختامي لقمة الدول الثماني الصناعية الكبرى إلى إنهاء إراقة الدماء في سورية، وبدء محادثات للسلام بأسرع وقت ممكن، وجدد المشاركون في القمة دعمهم لعقد مؤتمر "جنيف 2"، كما تعهدوا بتقديم مساعدات تصل إلى 1.5 مليار دولار للدعم الإنساني للشعب السوري.  

كما دعا البيان الى التحقيق في مزاعم استخدام نظام الرئيس بشار الأسد او المعارضة للسلاح الكيماوي، وتجنب ذكر الأسد بالاسم او التطرق لمصيره، وذلك بعد تلويح موسكو بعدم التوقيع على البيان في حال تم ذلك.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي استضافت بلاده القمة، في مؤتمر صحافي ختامي أن قادة دول المجموعة نجحوا في التغلب على "الخلافات الجوهرية" بشأن مستقبل سورية. وشدد كاميرون على أن الأسد يجب أن يرحل، لكن أعضاء نظامه يمكن دعوتهم للانضمام إلى حكومة انتقالية تشجع على تغيير ديمقراطي، مشيراً الى أن المجتمع الدولي يجب أن يتعلم الدرس من العراق ويتجنب خلق فراغ سياسي في سورية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني إن قادة مجموعة الثماني اتفقوا على المساعدة في تخليص سورية من "الإرهابيين"، وتمكين خبراء الأمم المتحدة من التحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب الأهلية في البلاد.

ولفت الى ان المجموعة ستقدم مليارا ونصف المليار الى اللاجئين السوريين، و"مساعدة الشعب السوري على الوصول الى الحرية"، مشيراً الى أنه "لا وجود للرئيس السوري بشار الاسد في سورية المستقبلية، وسيتم دعم حكومة سورية ينتخبها الشعب السوري لا تكون سنية او علوية او شيعية"، لافتاً الى أنه "تم الاتفاق على المحافظة على مؤسسات الدولة السورية من أجل ألا يحصل مع حصل في العراق من انهيار للدولة".

أوباما

من ناحيته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في تصريح عقب انتهاء الاجتماع إن من المهم بناء معارضة قوية في سورية يمكنها العمل بعد خروج الأسد من السلطة. وقال مسؤول كبير بالإدارة الاميركية إن تصديق قمة مجموعة الثماني على مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب الاهلية في سورية يفي بالأهداف التي سعى اليها أوباما، ومنها ما بحثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بوتين

في المقابل، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفيه وجود أدلة على استخدام النظام السوري لأسلحة كماوية. وقال في مؤتمر صحافي عقب انتهاء القمة إن أعضاء آخرين في المجموعة متشككون في الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة لنظام الأسد باستخدام هذا النوع من الأسلحة، دون أن يذكر أي دولة. وطالب الرئيس الروسي بإجراء تحقيق مستقل عن طريق الأمم المتحدة في هذه الواقعة، مؤكدا أن بلاده ستشارك بفعالية في هذا الإجراء.

وحذر بوتين مجددا من أن تسليح الغرب لقوات المعارضة السورية من شأنه أن يزيد من زعزعة الموقف، وأوضح أن "الحل السياسي فقط هو القادر على وقف نزيف الدماء في سورية".

كما تمسك بوتين بتسليح الأسد، مؤكداً أن بلاده لا تستبعد ارسال شحنات اسلحة جديدة الى النظام السوري، وقال في هذا السياق: "إذا ابرمنا مثل هذه العقود، فعلينا تنفيذها"، مضيفاً: "نحن نرسل الاسلحة إلى حكومة شرعية طبقا لعقود قانونية".

هاربر

ورغم المواقف المتشددة لبوتين، اعتبر رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أمس أن البيان الختامي لمجموعة الدول الثماني يمثل "تحولاً حقيقياً" في موقف بوتين. وقال: "لدينا نتيجة مختلفة تماماً ونتيجة أفضل كثيرا مما ظننت اننا سنحققه". وكان هاربر قال قبل القمة انه يخشى أن يكون الاتفاق في مجموعة الثماني صعبا بسبب دعم بوتين للأسد ووصف تسليح موسكو للنظام بأنه "تسليح لمجموعة من البلطجيين".

(إينيسكيلين - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)