الاعتناء بالقلب يعني الاعتناء بالكلى أيضاً لأن أمراض الكلى تطرح تهديداً خطيراً على صحة القلب.

يقول د. ديفيد شاريتان، اختصاصي بأمراض الكلى وأستاذ طب مساعد في كلية هارفارد الطبية ومستشفى بريغهام للنساء: «ثمة رابط قوي بين أمراض الكلى وأمراض القلب».

Ad

تتقاسم أمراض القلب والكلى عدداً من عوامل الخطر نفسها وغالباً ما يؤدي أي خلل في أحد هذين العضوين الأساسيين إلى نشوء مشكلة في العضو الآخر.

على سبيل المثال، ينعكس ارتفاع ضغط الدم بسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية سلباً على الكلى. يمكن تطبيق معادلة «السبب والنتيجة» بالاتجاه المعاكس أيضاً: قد تسبب أمراض الكلى في مرحلة مبكرة ارتفاع ضغط الدم وتؤدي إلى نشوء أمراض القلب أو حتى التعرض لنوبة قلبية.

 

سبب رئيس لموت القلب

 

قد تعزز أمراض الكلى خطر الإصابة بأمراض القلب، ولا يحصل ذلك عبر زيادة ضغط الدم فحسب بل عبر رفع مستوى الكولسترول السيء، وزيادة الالتهابات، وتخفيض معدل الفيتامين D ومستوى الكولسترول الجيد، وإرسال مجموعة من المؤشرات الكيماوية التي تسبب خللاً في وظيفة الأوعية الدموية.

ثمة طريقتان أساسيتان لقياس حدة أمراض الكلى:

• الترشيح الكبيبي: إنه المعدل اللازم كي تصفي الكلى الدم، وهو يُقاس نسبةً إلى تراجع وظيفة الكلى على درجات 1 و2 و”3 أ” و”3 ب” و4 و5.

 

• البول الزلالي: رصد الكميات غير الطبيعية من البروتينات التي تتسرب من الكلى إلى البول. يُقاس نسبةً إلى زيادة كميات البروتينات على درجات من 1 إلى 3.

 

• أثر تراجع معدل الترشيح الكبيبي أو زيادة مستوى البول الزلالي يكون هائلاً:

- متوسط العمر المتوقع لشخص عمره 30 سنة ومصاب بدرجة «3ب» من الترشيح الكبيبي يتراجع بـ17 سنة. إذا كان مصاباً بالدرجة الرابعة، يتراجع متوسط العمر بـ25 سنة.

 

- متوسط العمر المتوقع لشخص عمره 30 سنة ومصاب بالدرجة الثانية من الزلال البولي يتراجع بعشر سنوات. إذا كان مصاباً بالدرجة الثالثة، يتراجع متوسط العمر بـ18 سنة.

- يموت عدد إضافي من الناس المصابين بأمراض الكلى الخفيفة أو المعتدلة بسبب أمراض القلب وليس الفشل الكلوي.

 

كيف نتجنب أمراض الكلى؟

 

تتقاسم أمراض القلب والكلى عدداً من عوامل الخطر نفسها: التدخين، البدانة، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الكولسترول السيء، داء السكري. لكن تتجاوز أمراض الكلى حدود هذه العوامل وتؤدي إلى تفاقم أمراض القلب بطرق غير مفهومة بالكامل بعد.

لهذا السبب، يجب أن يتنبه الأشخاص الذين يشعرون بالقلق من أمراض القلب إلى صحة الكلى. في ما يلي الطرق المناسبة:

 

• زيارة مقدم الرعاية الصحية الأولية لإجراء فحوصات دورية.

 

• الاقتراب قدر الإمكان من الوزن المثالي (وفق قياس مؤشر كتلة الجسم) عبر الأكل الصحي وممارسة التمارين الجسدية المنتظمة. (يمكن احتساب مؤشر كتلة الجسم على موقع www.health.harvard.edu/BMI).

 

• تخفيض استهلاك الملح وحصر كمية الصوديوم بأقل من 2300 ملغ يومياً.

 

• عدم الإفراط في أكل البروتينات. التفكير باتباع حمية نباتية خلال يومين من الأسبوع أو كل يوم في وقت العشاء.

 

• عدم أخذ جرعات كبيرة من مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية مثل الإيبوبروفين، وعدم خلط المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية وتحتوي على هذه الأنواع من الأدوية.

 

• عدم الإفراط في تناول الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية. من الأفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي بشأن الاستعمال المناسب لتلك الأدوية.

 

• الحرص على أن يحصل الطبيب على لائحة كاملة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكملات العشبية التي يتناولها المريض.

 

• إذا كنت مصاباً بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، من الأفضل أن تأخذ الأدوية وتبذل قصارى جهدك للسيطرة على هذه المعدلات عبر أسلوب حياة صحي.

قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى ظهور شقوق صغيرة في بطانة الشرايين. توفر هذه الشقوق بيئة خصبة للرواسب الدهنية. فيما تتراكم الرواسب على طول جدران الشرايين، يتوقف تدفق الدم. إذا تأثرت الشرايين التي تغذي الكلى بالدم، يرد الجسم عبر إنتاج الرينين، هرمون يجعل الشرايين الصغيرة تتضيق بنسبة إضافية. هذا ما يُدخل الفرد في دوامة ارتفاع ضغط الدم، ما ينعكس سلباً على الكلى والقلب معاً.