عند استعماله كأداة فحص، يرمي تحليل الـPSA إلى الكشف عن سرطان البروستات في مرحلة مبكرة، والتأكد من إمكان قابليته للعلاج (نظريًا). وقد أثبتت تجربة سريريّة من أفضل تجربتين أجريتا على نطاق واسع أن اختبار الـPSA قد يزيد خطر وفاة الرجل بسبب إصابته بسرطان البروستات، علمًا أن هذا الخطر يبدو ضئيلا. كذلك يُجرى هذا الفحص لرجلٍ تمّ تشخيص إصابته بورمٍ لا يشكل خطرًا على صحته أو حياته وخضع لعلاجٍ للتخلص منه. د. مارك ب. غارنيك اختصاصي في أمراض سرطان البروستات في كلية الطب في هارفارد، يقول في هذا المجال: «تكمن المشكلة في أن نتائج الـPSA تبقى مقياسًا غير متخصص».لنفترض أنك خضعت لهذا التحليل، فما الذي ستخبرك به النتائج؟ ما هي التحاليل والإجراءات الإضافية التي ينبغي الخضوع لها؟ وما هي المخاطر التي قد تواجهها؟تحاليللكشف خطر الإصابة بسرطان البروستات ثمة تحاليل إضافية، إلى جانب اختبار الـPSA، يجب الخضوع لها، أبرزها:• مستوى المستضد النوعي للبروستات الحر: يجري المستضد النوعي للبروستات في الدم وفق شكلين: مرتبط ببروتينات أخرى أو غير مرتبط (حر). يقترح بعض الدراسات أنه كلما انخفضت نسبة المستضد النوعي للبروستات الحرّ كلما زاد احتمال وجود السرطان. يُظهر مستوى المستضد النوعي للبروستات الحرّ فائدةً في اتخاذ قرار حاسم حول إجراء خزعة كخطوة تالية مناسبة، لكن حتى وإن كان تحليل المستضد النوعي للبروستات جيدًا، يبقى احتمال وجود السرطان بنسبة 8%. • كثافة المستضد النوعي للبروستات: يتمّ احتساب ذلك من خلال قسمة مستوى المستضد النوعي للبروستات على حجم البروستات بالغرام، على غرار الأسلوب المتبع عند إجراء فحص بالموجات الصوتية. كلما كانت كثافة المستضد النوعي للبروستات عالية كلما كان احتمال وجود السرطان أعلى.• سرعة المستضد النوعي للبروستات: حاول الأطباء تقييم خطر السرطان بالاعتماد على سرعة ارتفاع المستضد النوعي للبروستات عبر سلسلة من التحاليل السنوية، يُطلق عليها «سرعة المستضد النوعي للبروستات»، لكن مجددًا، بدت هذه الاستراتيجية غير جديرة بالثقة. قد ترتفع نتائج المستضد النوعي للبروستات بسرعة أكبر لدى الرجال المصابين بالسرطان وقد لا ترتقع. يقول د. غارنيك: «نضيف سرعة المستضد النوعي للبروستات القليل إلى قيمة المستضد النوعي للبروستات الحالية لمساعدتنا على تشخيص سرطان البروستات». رغم ذلك، قد يرغب طبيبك بالاطلاع على سرعة المستضد النوعي للبروستات لديك.- مؤشر صحة البروستات: يجمع مؤشر صحة البروستات مقاييس ثلاثة أشكال من المستضد النوعي للبروستات الذي يجري في الدمّ، بما في ذلك المستضد الحرّ وجزء فرعي من المستضد الحرّ proPSA أو p2PSA. يرمي مؤشر صحة البروستات إلى مساعدة الأطباء على تحديد خطر إجراء خزعة أو سلامة هذه الخطوة.- معدل المستضد النوعي للبروستات: في خلايا البروستات السرطانية، يبدو جين PCA3 نشيطًا. في حال دلّك الطبيب غدة البروستات السرطانية، سيتسرب بروتين يفرزه جين PCA3 إلى البول فيسهل اكتشافه عن طريق إجراء تحليل بول. لا يرتفع مستوى بروتين PCA3 إلا عندما يكون جسم الرجل خاليًا من سرطان البروستات، وبهذا يمكن أن يرتبط هذا المقياس في شكلٍ وثيق بالسرطان أكثر مما قد يفعله مستوى المستضد النوعي للبروستات. لم توافق إدارة الأغذية والأدوية الأميركية على PCA3 كفحصٍ معتمد للكشف عن سرطان البروستات إلا أنك قد تجد مختبرات مستعدة لإجرائه.نتائج التحليلالمستضد النوعي للبروستات بروتين تفرزه غدة البروستات. يقيس تحليلالـPSA مجموع كمية المستضد النوعي في الدم بالنانوغرام في كل ملليتر. يستعمل الأطباء هذا التحليل لفحص سرطان البروستات لأن مستوى المستضد النوعي للبروستات في الدم قد يرتفع في حال ظهر ورمٌ في غدة البروستات.للأسف، لا يمكن العثور على مستويات مطلقة للمستضد النوعي للبروستات تبين أنك مصاب بالسرطان أو تنفي احتمال إصابتك به. في الماضي، اعتبر الأطباء أن تدني مستوى المستضد النوعي للبروستات عن 4.0 نانوغرام/ ملل هو المستوى الطبيعي وأن ارتفاعه عن 4.0 نانوغرام/ ملل يعني احتمال وجود سرطان، إلا أن هذه القاعدة الأساسية غير جديرة بالثقة.بينت إحدى الدراسات أن 17% من الرجال ممن تتراوح مستويات المستضد لديهم بين 1.1 و2.0 يعانون سرطان البروستات و24% من الرجال الذين سجلوا مستوى يتراوح بين 2.1 و3.0 يعانون التهابات عادية.لتحديد ما إذا كانت نتائج المستضد النوعي للبروستات تتطلب متابعة، سيأخذ طبيبك في الاعتبار عوامل عدة بما فيها العمر والعرق وتاريخ السرطان في عائلتك، واحتمال وجود عوامل أخرى غير سرطانية قد تؤثر على غدة البروستات، ونتائج تحاليل المستضد النوعي للبروستات السابقة.على سبيل المثال، تميل مستويات المستضد النوعي للبروستات إلى الارتفاع لدى الرجال مع العمر، بسبب نمو حجم غدة البروستات وبالتالي إنتاجها كميات كبيرة من هذا المستضد. يشير ذلك إلى أن ارتفاع مستوى المستضد إلى 5.0 لا يؤكد إصابة رجل في السبعين من العمر بسرطان البروستات، إلا أن نتائج تترواح بين 3.0 و5.0 لدى رجلٍ في الخمسين من العمر قد تكون عالية ومثيرة للقلق.قرار الخضوع لخزعة إذا شعر طبيبك بالقلق إزاء نتيجة اختبار الـPSA، قد يرى بكلّ بساطة في إعادة إجراء الفحص الخطوة التالية الأنسب، وقد تساعد على استبعاد الأسباب المعروفة لارتفاع المستضد النوعي للبروستات على المدى القصير. بالاضافة إلى تضخم البروستات، قد يؤدي التهاب البروستات، أو حتى ركوب دراجة هوائية لفترة طويلة إلى انقطاع سريع في إنتاج المستضد النوعي للبروستات.في حال خضعت مجددًا للتحليل وبقيت النتائج مثيرة للقلق، قد تجد نفسك تتجه نحو إجراء الخزعة. لإجراء خزعة البروستات، يتم إدخال جهاز في المستقيم لإطلاق إبرة من خلال جدار المستقيم في البروستات يُراد منها أخذ عينات من مواقع متعددة في الغدة، من ثم يفحص الطبيب العينات ليحدد وجود إصابة بمرض السرطان من عدمها.يرافق الخزعة ألم وانزعاج، لذلك قد يرغب طبيبك في البداية بإجراء اختبارات إضافية للتأكد من سلامة إجراء الخزعة. لا يمكن لأي من الاختبارات المتوافرة أن يؤكد وجود سرطان؛ وحدها نتيجة الخزعة الإيجابية تحدد هذا الأمر. إلا أنه لا بدّ من أن تتأكد من ضرورة إجراء الخزعة قبل أن تعرّض نفسك لأي خطر. قد يأخذ طبيبك في الاعتبار مقاييس إضافية لتقييم خطر إصابتك بالسرطان.نتائج غير أكيدةمن المهم الأخذ في الاعتبار أن وجود اختبار الـPSA الذي يؤدي إلى الخزعة وتشخيص السرطان والعلاج السريع لا يضمن نتيجة جيدة. احرص على إجراء اختبار ومن دون انتظار قرارات سهلة أو حلول بسيطة. قم بهذه التحاليل إذا ظهرت لديك «حاجة إلى المعرفة»، لا سيما أن الفرص متوافرة للاستفادة من العلاج المبكر في حال الإصابة بالسرطان.
توابل
نتائج الـ PSA... ما الخطوة التالية؟
27-01-2013