لم يكن أكثر أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" تشاؤماً يتوقع تلك المصادمات الدامية، التي وقعت بين عناصرها ومواطنين مصريين بسطاء، خلال الساعات الماضية، في عدد كبير من المحافظات، وخلفت قتلى ومصابين، في مدينة المنصورة فقط، التي تعارض الرئيس ذا الخلفية الإخوانية، منذ الإعلان الدستوري المثير للجدل، نوفمبر 2012.

Ad

ووفق خبراء، فإن هذه الدماء تؤشِّر من ناحية إلى انهيار شعبية الحزب الحاكم في مصر، خلال عام واحد فقط، وتُلفت من ناحية ثانية إلى مستوى العنف المتوقَّع، في تظاهرات غد.

بدأت الاشتباكات، قبل وخلال وبعد، خطاب الرئيس محمد مرسي الأربعاء الماضي، في محافظات، منها الإسكندرية وكفر الشيخ والشرقية، مسقط رأس الرئيس، كما في مدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية "شمال الدلتا"، وهي المدينة التي شهدت اشتباكات امتدت حتى الساعات الأولى من صباح أمس الأول، بعدما احتمت عناصر الجماعة داخل أحد المساجد، قبل أن تتم محاصرتهم أكثر من 10 ساعات، ليخرجوا بعدها في حماية قوات الشرطة، ساعة أذان الفجر.

جاءت الاشتباكات التي اندلعت هنا، وتكررت بالسيناريو نفسه، في عدة مدن مصرية، بعد تظاهرة، كانت دعت إليها الجماعة، تأييداً لابنها الرئيس مرسي، حيث كان من المقرر انطلاقها من أمام مسجد "الجمعية الشرعية"، وسط المنصورة، حيث شوهِد أعضاء الجماعة، حاملين السلاح الأبيض، في استعراض عسكري مكشوف، قبل أن يصلوا إلى المسجد، فيما كانوا يرتدون راياتٍ خضراء فوق رؤوسهم.

وبحسب شهود، فإن مُشادة كلامية بين عضو بالجماعة وأحد المواطنين، تطورت إلى سباب، سرعان ما تحول إلى مشاجرة بالأسلحة البيضاء، انضم إليه الثوار وتجار سوق الخضار والمحلات المجاورة، الذين طاردوا أعضاء الجماعة، فانقسموا إلى فريقين، الأول حاول الاختباء في المسجد، وقتل منهم شخص، والثاني حاول الفرار في الشوارع القريبة، واشتبك كل عدة خطوات مع الأهالي، فسقط قتيل آخر، وأعلنت وزارة الصحة، وفاة ثالث أمس، لافتة إلى أن عدد المصابين 250 مصاباً، منهم اثنان في حالة الخطر.

لم يكن أحد من قادة الإخوان يتخيل، ولو في كابوس، أن الشعب المصري المتديِّن بالفطرة، سيكون مضطراً للاشتباك مع أعضاء الجماعة التي تمارس السياسة، داخل مسجد، أو أن يتجه متظاهرون لتدمير فرعين من محل تجاري، يُعتقد أنه مملوك لنائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر.