في ما يتعلق بالمرحوم عبدالعزيز سالم البدر القناعي، الذي وعدتكم أن نتحدث عنه في مقال خاص، نقول إنه ابن المرحوم سالم البدر القناعي وكيل الشيخ مبارك الصباح على أملاكه في البصرة، والذي تُوفي في عام 1894م كما ذكرت بعض المصادر. أما الابن عبدالعزيز فقد تولى مهام والده منذ ذلك العام، واستمر يقوم بعمله حتى أصبح وكيلاً للشيخ مبارك في كل الأشياء ومنها الأمور السياسية. كان قريباً جداً من الشيخ مبارك، وعندما قام محسن باشا بزيارة الكويت بتاريخ 18 مايو 1901م ومعه سبعون عسكرياً، استقبله الشيخ جابر المبارك ومعه 400 فارس، وأقام في قصر الشيخ مبارك بالجهراء مدة يومين ومعه عبدالعزيز سالم البدر. كما كان البدر موجوداً مع الشيخ مبارك عندما زار قبطان سفينة سفينكس البريطانية قصر الشيخ مبارك في نفس الفترة، مما يشير إلى اعتماد الشيخ مبارك عليه وحرصه على وجوده معه في اللقاءات المهمة. سجنه والي البصرة القمندار مصطفى نوري باشا في عام 1902 مدة سنتين بسبب جريدة تسمى "الخلافة" منع الأتراك تداولها في مناطق نفوذهم، وسعى الشيخ مبارك إلى إطلاق سراحه عدة مرات عن طريق بريطانيا، إلا أن السلطات العثمانية لم تستجب للطلب البريطاني وأهملته، إلى أن تولى ولاية البصرة مخلص باشا فأطلق سراحه. وقد عثرت على وثيقة للشيخ مبارك حول هذا الموضوع  يعود تاريخها إلى 29 صفر 1320هـ الموافق 6 يونيو 1902 وإليكم نصها: 

Ad

"من مبارك الصباح حاكم الكويت الى ذو الشوكة والإجلال كرنل كنبال باليوز وقونسل الدولة البهية الانكليزية في خليج فارس دام بقاه،،

بعد سؤال شريف خاطركم نعرض لصوبكم العالي أن وكيلنا عبدالعزيز السالم المقيم بالبصرة، حكومة البصرة أمروا معاون الولاية وطابور اغاسي والفليس، ودخلوا بيت وكيلنا المذكور على حرماته، ولزموه وادخلوه بالحبس، واخذوا أوراقنا الذي (التي) هيا (هي) حفايظ (حفائض) أملاكنا عنده ومحسوبنا المذكور الآن بالحبس وبأتم الضيق، وكل ذلك هو تفرض علينا وعلى اتباعنا، وادعائهم عليه بسبب جريدة الخلافة، وجريدة الخلافة هيا (هي) جتنا (جاءتنا) في البوستة في ظرف مجهول، وكون ان عبدالعزيز هو وكيلنا قبضها بظرفها وأرسلها لنا، لا وكيلنا طالبها ولا قبلها وصلنا شي، فلا لهم حق بهذا الادعاء إلا انه كما عرظنا (عرضنا) لصوبكم العالي تفرض اهاناة (اهانات) لنا يزعمون ان كون نتذلل لهم، ونحن ان شاء الله بوجود أنفاسكم لا نعمل مغايرة مع احد ولا إن شاء الله نتذلل بوجود أنضاركم، وهذا صورة استنطاقه في البصرة لفا تجدونه. فهذا ما جرا على وكيلنا ومحسوبنا في البصرة والأمر إليكم،،"

وقد امتدح الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه "تاريخ الكويت" صبر وولاء عبدالعزيز البدر للشيخ مبارك فقال "ومما يذكر لهذا الشهم المفضال بالإعجاب والإكبار، ان الشيخ يوسف آل ابراهيم طلب منه في الوقت الذي كان يتقلب فيه على جمر الغضى في السجن، وفي الوقت الذي اشتد عليه البلاء والضيق هناك ان يتخلى عن مبارك وخدمته، وهو يتكفل بإخراجه مما هو فيه، ويسعى في إطلاق وثاقه، فأبدى هذا الفاضل اباءا وشمما، ورفض النظر لذلك الاقتراح رفضا لا مثنوية فيه، وبقي في سبيل الشرف والفخر، وفي سبيل المحافظة على المبادئ يقاسي الآلام العظيمة، ويتجرع الكؤوس المريرة. ان ذلك الدور الذي مثله هذا الغيور، لمما يدل على رجولته التي يغبط عليها، وعلى جلده الذي يندر مثله بين أقرانه، هذا هو الرجل الجدير بالثقة، والحري بالاعتماد عليه في المعضلات والمشاكل. ولقد عرف مبارك منزلته فأولاه ثقته التامة، واعتماده الكبير في جل أيام حياته."

 توفي -رحمه الله- في عام 1946 وله من الذرية سالم، وعبدالحميد، وعبدالمجيد، وعبدالمحسن، وعطا، وعبدالستار، ومديحة، وفاطمة، وسبيكة، وزينب.