عانت المناهج في دولة الكويت قصوراً بيّناً على مر سنوات سابقة، مما أدى إلى تدني مخرجات التعليم، كما أهمل النظام التربوي والتعليمي حتى وقت قريب جوانب الاهتمام بالعديد من القدرات والإمكانات لدى الطلبة أنفسهم، وهذا قصور إضافي أدى إلى وجود طالب يكتفي بتلقي المعلومات فقط دون الاستفادة منها.

كما أنه من الملاحظ أن المعلومات الجامدة المحشوة في الكتب المدرسية للمناهج المختلفة لا تساهم في بناء مواطن قادر على مواجهة التحديات الحالية والثروة المعلوماتية في العالم الخارجي، أي خارج أسوار المدرسة، فهي تفقده هذا التواصل وتفصله عن الواقع... والمتعارف عليه أن عمليتي التعليم والتعلم تتصفان بالاستمرارية، لكن تلك المناهج المطبقة لدينا ينتهي الأخذ بها بمجرد انتهاء العام الدراسي.

Ad

وعند الحديث عن سلبيات المناهج فإننا ندخل في سلسلة لا تنتهي من المشاكل، والتي يبدو أهمها هو افتقار تلك المناهج للمعايير العلمية لمفهوم احتياجات سوق العمل واهتمامات الطلبة أنفسهم وميولهم وقدراتهم بشكل كبير. ولمواجهة ذلك لابد من اتباع مداخل تعليمية متكاملة ومتنوعة بحيث لا تغفل أهمية توافر أبعاد وأهداف تعليمية تمتد إلى بناء الطالب وتطوير شخصيته لمواكبة الحياة الأكبر والأشمل في المجتمع المحيط.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن نقطة البدء يتعين انطلاقها من الأساس التربوي والإرث التعليمي المتوافر في "نظريات التعلم" سواء من "منظور سلوكي" أو وفق "المدرسة البنائية"، وفي كل الحالات ينبغي الالتفات إلى ضرورة تنظيم المحتوى التعليمي بشكل متسلسل لتحقيق أهداف التعلم والعمل على التحقق من مدى تقدم الطالب أو احتياجاته لتصويب المسار، فضلا عن السعي إلى الإبقاء على الطالب نشطاً يمارس أعمالاً ذات معنى وعلى مستوى عالٍ من المعالجة، مع تحوير دور المعلم إلى التوجيه والإرشاد والإشراف والتنظيم.

ولا ننسَ مواكبة العصر من خلال ما يقدمه التعلم الإلكتروني من أنماط متطورة من التعلم التعاوني من خلال عمل الطالب مع الطلبة الآخرين والعمل مع فرق عمل، بما يمكنه من الاستفادة من المعلومات والخبرات التي لدى الآخرين.

ونلاحظ أن للتعلم الإلكتروني دوراً فعالاً للتفاعل مع المناهج بشكل أفضل دون أن نغفل أهمية الكتاب المدرسي الذي يعتبر هو المصدر الأساسي للمعلومات التي يحصل عليها الطالب، لذلك لابد من بنائه بشكل يسهم في بناء أفراد قادرين على التعلم الذاتي من خلال بيئات التعلم الافتراضية.

ومن المهم أيضاً أن تراعي المناهج الجيدة ظاهرة الفروق الفردية التي تعمل على ‪ ‬الكشف عن العوامل الرئيسية التي تحدد نجاح الأفراد، حيث إن النجاح يمتد في أبعاده‪ ‬ليشمل كل أنماط التعلم لدى الطلبة، في تفردها من فرد إلى آخر‪.

همسة:

آن الأوان للعمل على تحقيق نقلة نوعية ضخمة نحو بناء أفراد مجتمع قادرين على قيادة البلاد نحو التنمية والتطوير، وذلك لن يتم إلا بتعليم يتمتع بمستويات جودة عالية تضمن سلامة مخرجاته التعليمية وزيادة تنافسيتهم وقدرتهم على مواجهة التحديات العصرية.