تجاهل عوارض ألم الكتف أو التعايش معه هو أول ما يفعله المريض. هذا الخيار منطقي إذا كانت العوارض عابرة وقصيرة وخفيفة. لكنّ تجاهل ألم الكتف الحاد والمتواصل قد يشير إلى وجود مشكلة أكثر خطورة وقد تتفاقم الحالة مع مرور الوقت.

يمكن إجراء تشخيص طبي لمعرفة حالة الكتف عموماً استناداً إلى سجل المريض. يتدرب الأطباء على تحديد {المؤشرات التحذيرية} التي يمكن أن تشير إلى وجود حالة أكثر خطورة.

Ad

يشمل بعض {المؤشرات التحذيرية} الألم المتواصل، والوجع ليلاً أو خلال فترات الراحة، والضعف، وطقطقة المفاصل بشكل مفرط. كذلك، يشير تشنج المفصل المتحرك إلى وجود مشكلة عموماً.

تتعدد الأسباب المحتملة لألم الكتف ولا شك في أن زيارة جراح العظام للحصول على تشخيص دقيق أمر بالغ الأهمية لتحقيق التعافي بطريقة آمنة ومناسبة. كذلك، يمكن أن يساهم التشخيص الدقيق في تركيز العلاج على تحسين النتائج والوظائف قدر الإمكان.

غالباً ما ينجم ألم الكتف عن نشاطات رياضية تترافق مع تمارين تحمية أو تقنيات رياضية غير مناسبة. أحياناً ينجم ألم الكتف عن حالات مزمنة مثل النشاط المتكرر أو فرط الإجهاد. حتى النشاطات اليومية الثابتة قد تؤدي إلى مشاكل في الكتف. أخيراً، قد يبدأ ألم الكتف بسبب صدمة مثل حادثة سقوط على الكتف أو مدّ الذراع بشكل مفرط. قد تظهر المشاكل أيضاً بسبب التواء الذراع والكتف.

إذا كانت العوارض حادة ومتكررة وطويلة الأمد، لا بد من زيارة جراح العظام فوراً. وإذا واجه الفرد أياً من المؤشرات التحذيرية الآنف ذكرها، لا بد من زيارة جراح العظام لاستشارته والحصول على تشخيص دقيق وبدء العلاج.

يبدأ جراح العظام عموماً بمراجعة تفاصيل السجل الطبي وإجراء فحص جسدي. قد تبرز الحاجة إلى استعمال الأشعة السينية أو دراسات شعاعية أخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص الحالة. بعد إجراء التشخيص، يمكن بدء العلاج.

علاج

يتوقف علاج ألم الكتف على حدة وطبيعة الإصابة. أحياناً من المفيد أخذ فترة من الراحة أو تغيير النشاطات. قد تكون الكمادات الباردة والحارة مفيدة أيضاً. هكذا تتم معالجة متلازمات الإجهاد والالتواءات والإصابات في أغلب الأحيان.

تتجاوب إصابات خفيفة أخرى مع التمطط الفاعل للعضلات والأوتار المحيطة بالمفصل. كذلك، يتجاوب بعض مشاكل الكتف جيداً مع العلاج الفيزيائي، لا سيما عند تطبيق برنامج من تمارين التمطط والتقوية.

غالباً ما تتم معالجة ألم الكتف الناجم عن التهاب المفاصل والالتهاب الكيسي والتهاب الأوتار بمضادات الالتهاب أو حقن الكورتيزون.

الكورتيزون دواء قوي وفاعل لمعالجة الالتهاب (مشكلة شائعة عند المصابين بألم الكتف). بحسب نوع المشكلة، يُحقَن الكورتيزون في مواقع مختلفة حول الكتف.

عند الإمكان، من الأفضل اللجوء إلى التدابير التقليدية بدل الجراحة. لكن عندما تفشل فترات الراحة والأدوية والحقن والعلاج الفيزيائي، قد تكون الجراحة الجزء الثاني من العلاج. حين تصبح الجراحة الخيار الأخير، يشرح الطبيب بالتفصيل ما يجب أن يتوقعه المريض وما يأمل تحقيقه من الجراحة.

ترتكز خيارات الجراحة على السبب الكامن وراء ألم الكتف. على سبيل المثال، إذا برزت نتوءات عظمية أو اختلالات في الأنسجة، يمكن إزالتها. وإذا تمزقت بنى معينة مثل أوتار الكفة المدورة، يمكن إصلاحها عبر الجراحة. باختصار، تكون أي جراحة مُعدّة لمعالجة المشكلة التي تسبب ألم الكتف.

في العادة، تُستعمل تقنيات المنظار لمعالجة ألم المفاصل. تشمل منافع مقاربة المنظار شقوقاً أصغر حجماً وعلاجاً عميقاً وتعافياً متوقعاً وسريعاً. يمكن إجراء جراحة بالمنظار من دون الحاجة إلى المبيت في المستشفى.

لا يجب تجاهل هذه الأوجاع لفترة طويلة. من خلال زيارة جراح العظام، يمكن تشخيص المشكلة وتخفيف الألم والحفاظ على الصحة خلال السنوات المقبلة.